انهيار أحلام «الخوذ البيضاء»

الحدث الاثنين ٣٠/يوليو/٢٠١٨ ٠٢:٠٣ ص

ميزاناز (سوريا) - رويترز

خوفا على حياته كما يقول سجّل ضامن عايد اسمه مع مئات آخرين من أفراد فرق الدفاع المدني المعروفة باسم «الخوذ البيضاء» لإجلائه من سوريا.. يراوده الأمل في حياة جديدة في كندا. واتهمت الحكومة السورية فرق الخوذ البيضاء بأنها واجهة لتنظيم القاعدة. وقالت إنهم افتروا قصص الهجمات الكيماوية لإعطاء ذريعة للضربات الجوية الغربية. وتعترف الخوذ البيضاء بأنها تتلقى تمويلا من دول غربية لكنها قالت إنها منظمة إنقاذ مدنية تعمل تحت القصف لسحب الضحايا من بين الأنقاض.

لكن عايد (20 عاما) لم يكن ضمن بضع مئات نُقلوا في مطلع الأسبوع عبر مرتفعات الجولان الواقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي إلى الأردن لإخراجهم من جنوب غرب سوريا. فعندما جاءت قائمة أسماء الأفراد الذين تمت الموافقة على إجلائهم، لم يكن اسمه مدرجا فيها.
وقال: «أخبرونا في منتصف الليل أن الأسماء أتت، حيث دُهشنا أن هناك الكثير من الأسماء لم تتم الموافقة عليها».
و انضم عايد إلى آلاف الأشخاص الذين استقلوا حافلات إلى الأراضي الخاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا بموجب اتفاق استسلام المعارضة للحكومة.
وقالت «الخوذ البيضاء» إن كثيرا من العاملين فيها وأسرهم الذين كان يفترض أن يشملهم الإجلاء إلى الخارج غير قادرين على الوصول إلى الحدود بسبب القتال.
ومن بين نحو 800 شخص، منهم نحو 250 من عناصر الدفاع المدني بجانب 550 من أفراد أسرهم تشملهم الخطط، تمكن فقط نحو 100 من أفراد الدفاع المدني وحوالي 300 من أقاربهم من المرور عبر مرتفعات الجولان والأردن.
غير أن أعضاء آخرين في «الخوذ البيضاء» ومنهم عايد، لم يحصلوا على الموافقة على الإجلاء. وقال عمار السلمو، وهو من عناصر «الخوذ البيضاء» ويعمل في مقرها بتركيا، إنهم أرسلوا القوائم وإن بعض الأسماء قُبلت بينما رفض البعض الآخر.
وبريطانيا وكندا وألمانيا من الدول التي عرضت إعادة التوطين وساعدت في ترتيب الإجلاء إلى الخارج.
وردا على سؤال عن سبب استبعاد عناصر من الدفاع المدني من خطط الإجلاء، قال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية «كان هذا استجابة لوضع عاجل ومحدد».
وأضاف: «عملنا، مع شركائنا، لاستخدام قنواتنا الدبلوماسية لإجلاء الحد الأقصى من عناصر الخوذ البيضاء وأسرهم بحسب الإمكان، في سياق أمني مقيد للغاية».
ورفض المسؤولون الألمان التعليق.
وقال عايد، الذي وصل إلى شمال غرب سوريا ومعه والداه وشقيقه الأصغر، إنه ما زال يعتبر أن مغادرة سوريا هي أفضل آماله للنجاة من الحرب.
وقال: «بالنسبة لإخراجنا باتجاه كندا فأنا أعتبره الحل الوحيد للحفاظ على حياتنا».
كان عايد، الذي يقول إنه يعمل مع الخوذ البيضاء منذ 16 شهرا، يتمركز في اللجاة وهي أول منطقة للجماعات المسلحة في درعا.
وقصف الجيش السوري مركزا للجماعات المسلحة التي تحتمي بالخوذ البيضاء وهو يطبق على المنطقة وفر العاملون في المركز قبل أن يسيطر عليه الجيش. وقال عايد إن العاملين في المركز وعددهم 30 توزعوا بين المناطق التي بقيت تحت سيطرة المعارضة.
انتهى المطاف بعايد وأسرته في القنيطرة قرب الحدود مع مرتفعات الجولان. كانت القنيطرة آخر أرض للجماعات المسلحة تستسلم للحكومة في جنوب غرب البلاد.
وعمل عايد في مركز الدفاع المدني هناك لعدة أسابيع. وقال إن جميع العاملين في المركز دُعوا إلى اجتماع طارئ ذات مساء.