مسقط - لورا نصره
الخبرة التي اكتسبتها هدى البوسعيدية من والدتها في إعداد أشهى الأطباق العمانية كانت كفيلة بأن توفّر لها فرصة العمل بوظيفة «شيف الأطباق العمانية» في أحد المطاعم الراقية المختصة بالأكل العماني، وقد مضى عليها الآن عدة سنوات تعمل بكل الشغف والحب الذي تعلّمته من والدتها لتصبح أطباقها أشهى وألذ طعما.
تجسّد هدى البوسعيدية من ولاية العامرات مثالا ناجحا للفتيات الشابات وللشباب أيضا للإيمان بأن الموهبة والشغف قد يقودان إلى النجاح بغض النظر عن الشهادات التي يمتلكها الفرد.
تقول هدى: لم تتح لي الفرصة للتخصص الدراسي، ورغم معرفتي بأهميته إلا أنني لم أشعر بأن هذا الأمر شكّل عائقا أمامي، فأنا تعلّمت الطهي من مطبخ والدتي، والأطباق العمانية تحتاج إلى خبرة أمهاتنا وجداتنا لتحضيرها، وذلك يكفي باعتقادي.
وحول بداية مشوارها في الطبخ تقول: بدأ تعلّقي بفن الطبخ يتبلور منذ الصغر؛ إذ كنت دائمة الالتصاق بوالدتي، أراقبها كيف تعد الأطباق الشهية بنظرة فضولية كانت تولّد الكثير من الأسئلة، ومع الوقت تعلّمت هذا الفن رويداً رويداً وكنت أركّز في أي طبق يتم إعداده على نوعية وكمية البهارات التي توضع له، وكيف نبدأ بتحضيره، واكتشفت مع الوقت أن هوايتي الأجمل والأحب إلى قلبي كانت في قضاء الوقت في إعداد الطعام.
وحول طبقها الأول تقول هدى: كنت بعمر 10 سنوات فقط، ورغم صغر سني إلا أنني حصلت على كل التشجيع من والدي ووالدتي لأنهما لمسا شغفي الكبير وحبي لهذا المجال وسمحا لي بالمحاولة، وهو ما قادني لاحقاً إلى الانطلاق والإبداع في الطبخ وسمح لي بالتعبير عن موهبتي من غير تردد أو خوف من الفشل.
أحب عملي
العمل في مطعم بيت اللبان كان وما زال تجربة رائعة بالنسبة لهدى، تقول: أعمل في هذا المطعم في مجال المأكولات كالقبولي والمكبوس والهريس والعرسية وصالونة: اللحم والدجاج والسمك، إلى جانب جميع أنواع المخبوزات ومنها خبز الرخال والشباتي، والمرضوف.
وتابعت حديثها: كما أهتم بعدة أمور أخرى منها تدريب المستجدين والملتحقين بالمطعم على كيفية طبخ الأكلات العمانية بإتقان ودقة، إلى جانب الإشراف على الأكل والتدقيق بجودة المذاق بعد الانتهاء من الطبخ، والإشراف على أسلوب التقديم الذي يجب أن يكون أنيقا.
سرر نجاح الوصفات
سألنا هدى إن كان بمقدورها مشاركتنا بعض الأسرار التي اكتسبتها من والدتها في فنون الطهي وبعض النصائح الذهبية؟ فقالت: الطهي الناجح يحتاج إلى معرفة خصوصية كل طبق، وذلك يتطلب الإتقان والدقة وعدم التسرّع في الطبخ حتى لا نحصد نتيجة غير مرضية. طبعاً هناك أخطاء كثيرة ترتكب بحكم العادة، ومن أهمها إضافة بعض المواد الكيماوية إلى الطبخ للإسراع بإنضاجه؛ فإضافة بيكربونات الصودا أثناء الطبخ تزيد من تلف الفيتامينات وفقدانها، ولا أنصح بها أبداً. الطهي على نار هادئة يعطينا دائماً نتائج أفضل.
حلم كبير
تشعر هدى بسعادة بالغة عندما تنال أطباقها إعجاب الناس والذواقة، ورغم نجاحها في عملها الحالي إلا أن طموحها يتعدى ذلك. تقول: طموحي كبير وما زلت أعمل إلى إنضاجه على نار هادئة.. أتمنى أن يؤمن أحد ما بموهبتي ويساعدني على امتلاك مطعم خاص بي.. هذا حلم كل شيف كما أعتقد.. وإلى ذلك الحين سأبقى أُعد الأطباق بالعزيمة نفسها والشغف نفسه.