"بينالا" الحارس الذي أغضب الفرنسيين

الحدث الثلاثاء ٢٤/يوليو/٢٠١٨ ٠٥:١٤ ص

باريس - رويترز - وكالات

أمر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بإعادة تنظيم مكتبه بعد أن أقر بوجود أوجه قصور في الطريقة التي تعاملت بها الرئاسة الفرنسية مع فضيحة تشمل أحد كبار الحرس الشخصيين للرئيس ظهر في تسجيل مصوّر وهو يضرب محتجا يوم عيد العمال الموافق للأول من مايو. وفصل ماكرون بينالا، قائد حرسه الشخصي.
وبدأ يوم الأحد التحقيق مع ألكسندر بينالا، الذي ظل لفترة طويلة يحرس ماكرون، في قضية أثارت عاصفة سياسية وتسببت في توجيه أشد انتقادات لماكرون منذ توليه السلطة قبل 14 شهرا.
ونشرت صحيفة لوموند مقطع فيديو الأسبوع الفائت يظهر بينالا في احتجاجات يوم الأول من مايو في باريس وهو يرتدي خوذة مكافحة الشغب وشعار الشرطة بينما كان خارج الخدمة.
وفي اللقطات شوهد بينالا وهو يجر امرأة بعيدا عن الاحتجاج وفي وقت لاحق وهو يضرب متظاهرا. ونشرت وسائل إعلام فرنسية يوم الجمعة مقطع فيديو ثانيا يظهر بينالا وهو يتعامل بخشونة مع امرأة.
وقال المصدر: "قال الرئيس إن سلوك ألكسندر بينالا يوم عيد العمال كان غير مقبول وصادم وإنه لا يمكن السماح بفكرة أن شخصا داخل فريقه يمكن أن يكون فوق القانون".
وألكسندر بينالا هو مساعد مدير مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أعلنت النيابة العامة في باريس الجمعة توقيفه ووضعه رهن الحجز الاحترازي للاشتباه في ممارسته "أعمال عنف" و"انتحال وظيفة".
وحسب ما تناقلته وسائل الإعلام الفرنسية حتى الآن فإن هذا الرجل البالغ من العمر 26 عاما كان طالب حقوق بباريس قبل أن يتحوّل إلى عالم الأمن وحراسة الشخصيات.
وحسب موقع مجلة "لونوفيل أوبس"، فإن بينالا بدأ يمارس مهنته بين عامي 2009 و2010 في الحزب الاشتراكي. ورصد الموقع شهادة المسؤول الأسبق عن الأمن في الحزب اليساري إريك بلوميه، والذي شدد على أن الشاب أبدى رغبة شديدة في ممارسة مهنة الحراسة الشخصية. وقال بلوميه: "كان يومها طالبا وسبق له العمل كحارس شخصي لعدد من الممثلين". وأضاف: "كان شخصا رزينا ومتوازنا، وأظهر كفاءات وقدرات كبيرة، فتكلفت بتدريبه لمهنة الحراسة الشخصية".
وأمام إصراره ومثابرته، حصل ألكسندر بينالا على أول منصب رسمي في العام 2011 خلال حملة الانتخابات التمهيدية للحزب الاشتراكي"، إذ أصبح مكلف أمن مارتين أوبري، والتي كانت آنذاك إحدى الشخصيات اليسارية لنيل ترشح حزبها للانتخابات الرئاسية 2012.
وقال باسكال لامي، الذي كان مدير حملة أوبري، لموقع "لونوفيل أوبس": "لقد أبدى اهتماما كبيرا بقضايا الأمن"، مضيفا: "كان جديا في الأمر، قوي العضلات، يمارس الرماية".
وبعد انتخاب فرانسوا هولاند مرشحا رسميا للاشتراكيين، قرر إريك بلوميه على حد قوله تحويل بينالا للفريق الأمني المكلف بحراسة هولاند. وفي وقت لاحق، أصبح سائقا خاصا لوزير الاقتصاد السابق أرنو مونتبور.
وقال الأخير لعديد من الصحف إنه قرر إقالته بعد أسبوع فقط من تعيينه، إذ إنه تسبب بحادث سير بحضور الوزير، ثم حاول الفرار.
صحيفة "لوموند" كتبت أن ألكسندر بينالا كان ضمن مجموعة من نحو أربعين طالبا استفادت في 2015، أي خلال حقبة الرئيس فرانسوا هولاند، من تدريب رفيع المستوى استمر أسبوعا في مدرسة ضباط الدرك الفرنسي بضاحية مولان، جنوب باريس. وكان يومها حاملا لشهادة عالية في الحقوق.
وعمل بينالا أيضا رئيس ديوان المندوب الوزاري لشؤون المساواة للفرنسيين في مناطق ما وراء البحار جان مارك مورماك (بطل الملاكمة السابق) في 2016.
وبعد إعلان إيمانويل ماكرون نيته الترشح للانتخابات الرئاسية، التحق بمرشح حركة "الجمهورية إلى الأمام" كمسؤول أمني مقابل راتب شهري يقدّر بـ3500 يورو، ليصبح مع مرّ الأيام أحد المقرّبين من الرئيس الفرنسي المنتخب في مايو 2017.