واشنطن - طهران - وكالات
وجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهديدا شديد اللهجة للرئيس الإيراني حسن روحاني وطالبه بألا يهدد الولايات المتحدة مرة أخرى وإلا فإنه سيواجه العواقب وذلك بعد أن قال روحاني لترامب إن السياسات العدائية تجاه طهران قد تؤدي إلى "أم الحروب كلها".
وقال ترامب في تغريدة على تويتر موجهة لروحاني مساء أمس "إياك أبدا أن تهدد الولايات المتحدة مرة أخرى وإلا فستواجه عواقب لم يختبرها سوى قلة عبر التاريخ. لم نعد دولة تقبل كلماتكم المختلة عن العنف والموت.. احترسوا!".
وجاء التصعيد في لهجة التصريحات في وقت قال مسؤولون أمريكيون إن إدارة ترامب بدأت هجوما من خلال الخطب ووسائل التواصل الاجتماعي بهدف إثارة القلاقل والضغط على إيران لإنهاء برنامجها النووي ودعمها لجماعات متشددة.
وقد واجهت إيران ضغوطا أمريكية جديدة كما تلوح في الأفق عقوبات بعد قرار الولايات المتحدة الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم العام 2015. وقالت طهران إن نشاطها النووي يقتصر على توليد الكهرباء ومشروعات سلمية أخرى.
المافيا والندم
وندد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بقادة إيران في كلمة ألقاها مساء أمس الأول الأحد ووصفهم بأنهم "مافيا" ووعد بتقديم دعم لم يحدده للإيرانيين المستاءين من حكومتهم.
وفي وقت سابق قال روحاني في اجتماع مع دبلوماسيين إيرانيين "يا سيد ترامب لا تعبث بذيل الأسد فهذا لن يؤدي إلا للندم". وأضاف: "لستم في موقع يسمح لكم بتحريض الشعب الإيراني ضد أمن ومصالح إيران" في إشارة على ما يبدو لتقارير تحدثت عن جهود أمريكية لزعزعة استقرار الحكومة في إيران.
وقال روحاني: "ينبغي أن تعلم أمريكا أن السلام مع إيران هو السلام الحقيقي والحرب مع إيران هي أم الحروب" لكنه ترك الباب مفتوحا أمام إمكانية تحقيق السلام بين البلدين أيضا.
ستوحّد الإيرانيين
وسخر روحاني من تهديد ترامب بإيقاف صادرات النفط الإيرانية قائلا إن إيران تتمتع بموقع مهيمن في الخليج ومضيق هرمز، الممر الرئيسي لشحن النفط.
ويبدو أن تهديد روحاني في وقت سابق من الشهر الجاري بتعطيل شحنات النفط من الدول المجاورة جاء ردا على مساعي واشنطن لإرغام الدول كلها على التوقف عن شراء النفط الإيراني.
وكانت واشنطن تعتزم في البداية منع إيران من دخول أسواق النفط العالمية بالكامل بعد أن تخلى ترامب عن الاتفاق الذي يهدف لتقليص طموحات طهران النووية.
غير أن الولايات المتحدة خففت من حدة موقفها وقالت إنها قد تمنح استثناءات لبعض الحلفاء الذين يعتمدون على الإمدادات الإيرانية.
ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية شبه الرسمية للأنباء عن وزارة الخارجية الإيرانية أمس الاثنين قولها إن التصريحات المعادية التي أدلى بها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو تمثل تدخلا في شؤونها.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي: "كلمة بومبيو يوم الأحد كانت تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية لإيران... مثل هذه السياسات ستوحّد الإيرانيين الذين سيتغلّبون على المؤامرات التي تُحاك ضد بلدهم".
كما نقلت وكالة الطلبة للأنباء عن قائد كبير بالحرس الثوري الإيراني قوله إن التهديدات التي وجهها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لطهران تصل إلى حد "حرب نفسية" وإن إيران ستستمر في مقاومة أعدائها.
ونقلت الوكالة عن غلام حسين غيب برور قوله "لن نتخلى أبدا عن معتقداتنا الثورية... سنقاوم ضغوط الأعداء... أمريكا لا ترغب في ما هو أقل من تدمير إيران... (لكن) ترامب لا يمكنه أن يمس إيران بشيء".
حملة تشويش
وقال مسؤولون أمريكيون مطلعون على الأمر لرويترز إن هناك مسعى لأن تتوافق حملة من الخطب والرسائل عبر الإنترنت أطلقتها إدارة ترامب مع عقوبات جديدة بهدف إثارة الاضطرابات في إيران والضغط على حكومتها لإنهاء برنامجها النووي ودعمها لجماعات مسلحة.
ووصف وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الذي كان يتحدث لجمهور في ولاية كاليفورنيا معظمه من أمريكيين من أصول إيرانية أمس الأول الأحد الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير الخارجية جواد ظريف بأنهما "مجرد واجهة براقة لبراعة المرشد في الاحتيال الدولي".
وقال بومبيو إن "ما يدير إيران أشبه بالمافيا منه بحكومة" مشيرا إلى ما وصفه بأنه ثراء فاحش وفساد بين زعماء إيران.
وقال بومبيو إن واشنطن ستعمل مع الدول التي تستورد النفط الإيراني "لتقليل الواردات حتى تقترب من الصفر قدر الإمكان" بحلول الرابع من نوفمبر.
صوت الشعب
تقول إدارة ترامب علنا إن سياستها إزاء إيران لا تهدف إلى "تغيير النظام" وإنما تغيير مسلك طهران حتى توقف نشاطها النووي والصاروخي وتتوقف عن دعم وكلاء في الشرق الأوسط وجماعات مسلحة.
وقال بومبيو: "يرجع الأمر في النهاية للإيرانيين لتحديد مسار بلدهم، والولايات المتحدة... ستدعم صوت الشعب الإيراني الذي تعرّض للتجاهل لفترة طويلة".
وكان بومبيو يتحدّث في مكتبة رونالد ريجان الرئاسية في سيمي فالي بكاليفورنيا أمام جمهور ضم حوالي ألف شخص. وقوبلت تصريحاته بالتصفيق مرارا لكن أحد الحاضرين قاطعه للتحدث عن سياسات الهجرة التي تتبعها إدارة ترامب.
وقال بومبيو إن زعماء إيرانيين كبارا انتفعوا من عمليات اختلاس وصفقات محاباة ومكاسب أخرى غير مشروعة.
وأضاف أن آيات الله "منافقون" ويبدو أنهم "يهتمون بالثراء أكثر من الدين".
وقال إن الحكومة الأمريكية ستطلق قناة تلفزيونية وإذاعة ناطقة باللغة الفارسية على مدار الأربع والعشرين ساعة علاوة على أدوات رقمية ووسائل التواصل الاجتماعي، وإن الحكومة تتخذ أيضا خطوات لمساعدة الإيرانيين على الالتفاف على الرقابة المفروضة على الإنترنت.