مجلة دولية متخصصة تؤكد: السلطنة أكثر الاقتصادات استقرارا في الخليج

مؤشر الثلاثاء ٢٤/يوليو/٢٠١٨ ٠٤:١٧ ص
مجلة دولية متخصصة تؤكد:
السلطنة أكثر الاقتصادات استقرارا في الخليج

مسقط - محمد سليمان - العمانية

يسهم قطاع السياحة، إلى جانب القطاعات المعتبرة الأخرى، في رفد الاقتصاد الوطني وتعزيز تنوعه، الذي بات محط اهتمام عالمي، عكسه تقرير نشرته مجلة «جلوبال فايننس» المتخصصة في مجال المال والأعمال.

مجلة «جلوبال فايننس» قالت إن «السلطنة لديها أحد أكثر الاقتصادات استقرارا في منطقة الخليج العربي، استنادا إلى أربعة أركان، هي: النفط والغاز، والسياحة، وصيد الأسماك، والأنشطة التقليدية مثل الصناعات المنزلية».
ونقلت المجلة عن أستاذ الاقتصاد الفخري في جامعة ماكماستر بكندا د. عاطف قبرصي، وهو السكرتير التنفيذي السابق للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا «الأسكوا»، قوله: «ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ، السلطنة في الوقت الحالي تعد أكثر اﻻﻗﺗﺻﺎدات ﺗﻧوعا ﻓﻲ منطقة الخليج».
وأشارت المجلة إلى تأثير توسع قطاع السياحة، الذي بلغ متوسطه الآن حوالي 300 ألف زائر شهريا، على تحفيز الاقتصاد، مضيفة: أن السلطنة تحتل المرتبة الثانية في العالم العربي، فيما يتعلق بالسلامة المجتمعية والأمن وفقا لمؤشر السلام العالمي لعام 2018 الذي نشره معهد الاقتصاد والسلام ومقره أستراليا.
وتابعت: النمو السياحي مكّن السلطنة من خفض نسبة مساهمة النفط في الناتج المحلي الإجمالي من 44 بالمائة عام 2013 إلى 30 بالمائة في عام 2017، فيما من المتوقع أن تستمر الحكومة في تعزيز الاستفادة من شواطئ السلطنة وجبالها.
وقالت: إن الموانئ البحرية والجوية ستكون المفتاح الرئيسي لتطور السلطنة كمركز تجاري إقليمي يدعم اللوجستيات والتصنيع وهما من أهم أولويات التنمية، مشيرة إلى أن تعهد «كونسورتيوم» من الشركات الصينية بتخصيص 10.7 بليون دولار لتطوير ميناء الدقم ومشاريع أخرى في البلاد.
وأكدت المجلة أن السلطنة تسعى لتعزيز عملية توفير الوظائف بمختلف القطاعات مع خفض الإنفاق.
ومن ناحية أخرى، رأى مختصون أن السياحة أسهمت في انتعاش الاقتصاد، مستعرضين، أمام «الشبيبة»، أبرز التحديات التي تواجه القطاع، لا سيما وأنه قد تم إطلاق استراتيجية السياحة 2040.
وقال رئيس لجنة السياحة في غرفة تجارة وصناعة عمان وعضو مجلس الإدارة علي بن سالم الحجري إن السياحة رافد مهم وأساسي لتعزيز الاقتصاد في السلطنة، فهناك الكثير من المواقع غير المستغلة، رغم المزايا المتوافرة فيها، مبينا أنها بحاجة إلى التسويق فقط.
وزاد: أغلب المواقع جاهزة لاستقبال الوفود السياحية، مثل الجبل الأخضر وجبل شمس وجزيرة مصيرة، محوت، الأشخرة والشويمية وشليم اتجاها إلى صلالة، وتتميز بالأجواء المعتدلة والباردة طوال شهور السنة، إلا أن التسويق يظل ضرورة وأولوية، وكل هذا يؤكد على أن السياحة رافد مهام للاقتصاد.
وفي هذا السياق شكلت غرفة تجارة وصناعة عمان 5 لجان لمتابعة جانب مهم من السياحة وهو «السياحة الصيفية»، التي سبق وأعلن عنها عنها مؤخراً، حيث قامت اللجان بوضع دراسة جدوى حول هذه المواقع واختيارها، حيث تم اختيار هذه المواقع بناء على الاستراتيجية السياحية العمانية 2040، كما تعنى الفرق المشكلة أيضا بالالتقاء بأصحاب الفرق والمجمعات السياحية والفنادق والمنتجعات لوضع تخفيضات خاصة عند موسم الشتاء للسياحة العمانية والخليجية والعربية.
وتُعنى الفرق المشّكلة للالتقاء بالمشاهير لعمل ترويج للمواقع السياحية داخل السلطنة وخارجها. وتتابع الفرق أيضا المواقع الأثرية وحصر المعوقات التي يعاني منها أصحاب بيع المنتجات الأثرية والتراثية وبحث سبل عرضها خارج وداخل السلطنة. مع تشكيل فريق خاص للمبادرات يتابع النتائج التي توصلت إليها الفرق الأخرى.

السلطنة والمستثمرون

ومن جانبها، أكدت رئيسة قسم الدراسات بوزارة السياحة د.لبنى المزروعية، في تصريحات خاصة لـ «الشبيبة»، أن وزارة السياحة أطلقت الاستراتيجية العمانية السياحية الجديدة 2040 وتم تطبيق بعض البنود منها والهدف منه هو أخبار المستثمرين أن السلطنة مستعدة للاستثمار السياحي وجادة ولديها العديد من المشاريع في مختلف محافظات السلطنة.
وقد شملت الاستراتيجية جميع محافظات السلطنة، لكن الفترة المقبلة سيكون فيها مخطط مخصص لكل محافظة، حيث بدأنا بخمس محافظات، هي: مسقط وظفار ومسندم الداخلية وجنوب الشرقية، ونتوقع الانتهاء منها نهاية العام الجاري وتتضمن المخططات تهيئة كافة الولايات بكل محافظة. حيث اعتمدت الاستراتيجية على تطوير كل محافظة من جميع النواحي، وليس فقط إقامة المنشآت السياحية وإنما تطوير الخدمات والمرافق والبنية الأساسية وكل ما يعزز جودة السياحة. مشيرة إلى أن المخططات تحتوي على جميع المعلومات في هذه المناطق التي تم الإعلان عنها وتأخذ في الاعتبار جميع الولايات وبالتالي أن ينعم كل المواطنين بالتنمية في هذا القطاع، كما سيكون لهذه المخططات فرصة للاستثمار الذي يتم توفيره داخل وخارج السلطنة.
وتحدثت رئيس قسم الدراسات بوزارة السياحة عن أبرز التحديات التي تواجه تطوير القطاع السياحي لبنى المزروعية، قائلة: «يبقى تسهيل الأعمال للمستثمرين أحد المشكلات الرئيسية التي نحاول التغلب عليها خلال السنوات المقبلة، عبر اتفاق موحد بين الجهات المعنية يسهل للمستثمرين تقديم طلباتهم وينجز تعاملاتهم».
وأوضحت أنه توجد 9 قطاعات تنموية تشمل المؤتمرات وزيارة الأصدقاء وسياحة المغامرات والتراث وغيرها وسيتم تطبيقه في جميع المحافظات حسب طبيعة كل محافظة وخصوصيتها.