حصن التنمية

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٢٤/يوليو/٢٠١٨ ٠٤:١١ ص
حصن التنمية

علي بن راشد المطاعني

عندما نتحدث عن النهضة في السلطنة فإن الحديث لا يكتمل رونقه ما لم نتحدث بجلال وفخر واعتزاز عن قوات السلطان المسلحة والأجهزة الأمنية الأخرى التي أقامت السياج الأمني الحصين الذي وفر المناخ الملائم والذي قام على دعائمه كل الزخم التنموي المبهر في طول البلاد وعرضها.
هذا السياج الأمني ذاع صيته كما نعلم، وغدا هذا الوطن بفضله مثالا يحتذى به في الطمأنينة والاستقرار وسط عالم يمور بالاضطرابات والصراعات الدامية وذلك واضح وجلي للجميع بدون أي توضيح لذلك.
فالحديث عما تحقق على هذه الأرض الطيبة على اتساع رقعتها الجغرافية وصعوبة طوبوغرافيتها لا يكتمل ما لم نتطرق إلى الدور المحوري والتاريخي والإستراتيجي لقوات السلطان المسلحة بكل وحداتها وتشكيلاتها باعتبارها الدعامة الأساسية للوحدة الوطنية وللتكاتف والتعاضد والتلاحم بين أبناء الوطن الواحد، هذا التلاحم الذي بات سمة نفاخر ونفتخر بها اليوم كأحد المكتسبات الوطنية التي لا تقدر بثمن التي تحققت على هذه الأرض الطيبة التي لا تنبت إلا طيبا كما وصفها جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله- في أحد خطاباته.
لنكن واقعيين فإن أي بناء نهضوي وتنموي بهذا الحجم المهول في هذا الوطن الواسع الشاسع، لا يمكن أن يتحقق لولا وجود هذا الحصن.
حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم أراد لقواته المسلحة الباسلة ومنذ انطلاق تباشير النهضة أن تكون دعامة التنمية في البلاد وسياج الأمن والاستقرار، وأن تغدو قادرة على الردع الأليم، وقادرة على بث الرعب في قلوب الأعادي وكل من تسول له نفسه النيل من ثرى هذا الوطن، فكان الاهتمام السامي بقواته المسلحة أبدا ودوما في أعلى مستوياته تسليحا وتدريبا وصقلا ورعاية واهتماما حتى غدت هذه القوات تصنف إقليميا ودوليا كأقوى جيوش المنطقة على الإطلاق.
وعلى الجانب الآخر فقد عهدنا واختبرنا القدرات الإنسانية والإغاثية والإسعافية لقوات السلطان المسلحة من خلال وقفتها الصلبة التي أشاد بها الجميع في المحن والأنواء المناخية التي تتعرض لها السلطنة بين فترة وأخرى، لقد كانت قوات السلطان المسلحة في المقدمة، وتحملت معظم المسؤوليات الجسام، واستطاعت إنقاذ العديد من الأرواح والممتلكات، واستطاعت إجلاء الآلاف من المواطنين من الأمكنة التي ضربتها الأنواء المناخية إلى أماكن آمنة، وهكذا أثبتت قوات السلطان المسلحة عمليا وميدانيا قدراتها العالية في كافة ضروب الملمات، هكذا أرادها جلالته، وهكذا هي الآن تقف على أهبة الاستعداد، انطلاقا من القاعدة الإستراتيجية الحربية الإسلامية القائلة الاستعداد للحرب يمنع الحرب ويحقق السلام، وهاهو السلام يغطي هذا الوطن بردائه الوردي البديع.
إن ما حققته قوات السلطان المسلحة من إنجازات ومن تطور ومن مهنية قتالية وسلمية رفيعة المستوى يصعب إيجازه في هذه العجالة ومهما كانت كلماتنا فصيحة وبليغة وعميقة الآماد والأغوار، إلا أننا كشهود عيان في هذا الجزء المفصلي من تاريخ النهضة الحديثة نقول ما أملته علينا عيوننا إذ هي تبصر، وما أوعزت به إلينا آذاننا إذ هي تسمع، وما همست به قلوبنا إذ هي تخفق، كل تلك الحواس قد أسرّت إلينا بأن حجم المنجز يفوق ملكات التصور والتخيل، بعدها لاذت تلك الحواس بتلابيب الصمت الجميل، وعلينا أن نكمل من بعد ذلك هذا السرد البديع.
نأمل أن تكلل جهود استمرار قوات السلطان المسلحة في الاضطلاع بمسؤولياتها الجسام في تحقيق الأهداف بعيدة وقريبة المدى وأن تستمر بذات الزخم وبذات الفاعلية فهي كانت وتبقى حصن التنمية والملاذ الأمين لهذا الوطن وأبنائه.