أســعد بن طــارق يرعى افتتاح ندوة «الإمام محمد الخليلي» بنزوى

بلادنا الثلاثاء ١٥/مارس/٢٠١٦ ٠١:٢٥ ص
أســعد بن طــارق يرعى افتتاح

ندوة «الإمام محمد الخليلي» بنزوى

نزوى - سالم بن سليمان المسروري

انطلقت صباح أمس بجامعة نزوى فعاليات الندوة العلمية الدولية «الإمام محمد بن عبد الله الخليلي ودوره الحضاري والعلمي في عمان 1920-1954» والتي تنظمها مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية بالجامعة بالتعاون مع مركز سناو الثقافي حيث تقام الندوة خلال الفترة من 14-16 مارس الجاري .

جاء حفل افتتاح الندوة برعاية صاحب السمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد ممثل جلالة السلطان رئيس مجلس أمناء جامعة نـزوى بحضور أصحاب المعالي وأصحاب السعادة والمشايخ الأجلاء وعدد من المشاركين من الدول العربية.

ففي بداية فعاليات الندوة ألقى سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة كلمة قال فيها : إن مدينة نـزوى عرفت منذ الأزل بأنها موردا للعلم وحاضنة للعلماء على مر العصور منذ بداية الإسلام وها نحن اليوم نجتمع في هذا الصرح العلمي وهو جامعة نزوى لنذكر أحد العلماء لهذه المدينة وهو الإمام الشيخ محمد بن عبدالله الخليلي الذي عرف بغزارة علمه وسلامة فكره كما وصفه قسيس أمريكي لا يدين بالإسلام ،فقد قال عنه بأنه كان يمثل صفات الرسول الكريم وأبونا إبراهيم عليه السلام الذي جاء ربه بقلب سليم وهذه شهادة من قس أمريكي ، أما إن تكلمنا عن مكانته العلمية فقد تحدثت ألسن من عاصروه عن غزارة علمه وقد ذكره رئيس الجمعية العربية بزنجبار في كلمة له في أحدى الندوات بان الإمام تبحر في الأصول وأخذ من الفروع وفاق أقرانه وبلغ ذروة الاجتهاد كما وصفه ابن جبيل بقوله بأنه أعلم أهل العصر في عمان واعترف الإمام نور الدين السالمي بأنه علامة جليل وشهد له قطب الأئمة بحصافة الرأي وثاقب الفكر ومهيأ لحل أي مشكله بفضل فكره وسماحته وقد نال منزلته هذه بأمرين الأول اجتهاده في طلب العلم والثاني الورع والإخلاص لله ، والعلم طريق الهداية يسلكه من كان ورعا حريصا على رضى الله وبالعلم ميز الله الإنسان عن سائر المخلوقات والعلم أمر رباني فقد قال الله عزوجل في كتابه العزيز (اقرأ) والكتابة هي صون للعلم للأجيال المتعاقبة وقد من الله على رسوله الكريم بالتزكية قبل التعليم لأن العلم بلا تزكيه لا قيمة له ، وإن الصلاح في العمل والاستقامة والإخلاص تجلب المحبة ومن هذا المنبر نناشد جميع الآباء والأمهات والمؤسسات التعليمية أن يحرصوا كل الحرص على غرس الأخلاق الطيبة والحميدة في نفوس الناشئة. بعدها القى د. محمد بن ناصر المحروقي رئيس اللجنة العليا للندوة ومدير مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي كلمة قال فيها: نلتقي اليوم في هذه الندوة الدولية عن «الإمام محمد بن عبدالله الخليلي ودوره الحضاري والعلمي في عمان» عملا بتوجيه رائد نهضة عمان الحديثة جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظّم - حفظه الله ورعاه - الذي دعا إلى العناية بالتاريخ ودراسته دراسة موضوعية محايدة لا مبالغة فيها ولا تزيّد. والاهتمام بالإمام الخليلي إن هو إلا الاهتمام بحقبة كاملة من حقب التاريخ العماني الكبير. والآمال تحدونا هنا في جامعة نـزوى أن تكون ندوتنا الدولية القادمة بعنوان: «الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي ودوره السياسي والحضاري»، إيمانا راسخا أنه على الجامعات أن تقود الأبحاث العلمية المنظّمة والمعمّقة حفظا لتاريخ الأمة وتراثها من الاندثار والنسيان.

وأشار إن جهودا بذلت وتبذل لجمع مادة تاريخية جيدة من معاصري وتلامذة الإمام الخليلي. وجعل المنظمون جلستين علميتين تغطيان سيرة الإمام. وجاءت محاور الندوة لتغطي تاريخ المرحلة التي عاشها الإمام الخليلي قدر المستطاع. عدد الجلسات تبلغ تسع جلسات. وعدد الأوراق اثنتان وثلاثون ورقة حتى الآن.

كما ألقى د.مبارك بن عبدالله الراشدي كلمة مركز سناو الثقافي الأهلي قال فيها: فانه من نعم الله علينا أن تتاح لنا فرصة هذا اللقاء المبارك للاحتفاء بعلم من أعلام عمان على مر الدهور والسنين ، هذا العلم الذي سطر للمسلمين سطورا ذهبية على جبين التاريخ وقدم لآخرته عملا صالحا أضاء ذلك القرن ولا يزال يضيئ هذا الزمان الحاضر بعلمه وعدله وفضله وحكمه وحكمته وهو الذي يقال في حقه انه فلتة من فلتات الزمن وسراجا يهتدى به وهو العلامة العادل الصالح المصلح محمد بن عبدالله الخليلي رحمه الله ورضى عنه وأرضاه .
بعد ذلك عرض فيلم وثائقي عن مسيرة جامعة نـزوى ، اعقب ذلك كلمة سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة أوضح فيها نهج وسير الإمام الخليلي ، بعده ألفى الشيخ المكرم محمد بن عبدالله الخليلي قصيدة شعرية عرج فيها لمكانة الإمام الخليلي العلمية والعملية. بعد ذلك بدأت الجلسة الأولي التي ترأسها د. خميس بن ماجد الصباري ومقررها الأستاذ عامر بن أزاد بن مسلم الكثيري حيث قدم الشيخ القاضي حمود بن عبدالله الراشدي ملخصا عن السيرة الذاتية للإمام الخليلي رحمة الله عليه ، كما قدم د. أحمد بن يحيى الكندي ورقة عمل عن شخصية الإمام الخليلي ، فيما قدم كل من محمد بن حمود الرواحي ومسعود بن سعيد الحديدي ويعقوب بن سالم آل ثاني شهادات تلاميذ الإمام الخليلي ومعاصريه.
اما الجلسة الثانية التي ترأسها د. يوسف بن محمد الراشدي ومقررها عيسى بن سعيد الحوقاني فقد قدم فيها د.قاسم بن أحمد الشيخ بالحاج ورقة عمل عن جوانب التميز والقيادة في شخصية الإمام الخليلي ،أما الأستاذة بدرية بنت علي الشعيبية فقد قدمت ورقة عمل عن المرأة في حياة الإمام الخليلي فيما قدم الاستاذ محمد بن خميس الرواحي ورقة عمل عن الإمام الخليلي من خلال التاريخ الشفهيً المرويً في قرية مسلمات بولاية وادي المعاول ، كما قدم الأستاذ جمال بن رمضان العيسيين ورقة عمل عن الإمام الخليلي وصفاته الخُلُقية ( الجاني السلوكي) ، واختتمت جلسات اليوم الأول بالجلسة العلمية الثالثة وترأسها د. أحمد بن يحيى الكندي ومقررها محمد بن يحيى الراشدي حيث قدم فيها الأستاذ فوزي بن يونس حديد ورقة عمل حول انتخاب الإمام دراسية تحليلية وقدم الدكتور سعيد بن محمد الهاشمي ورقة عمل تناول فيها وثيقة استخلاف الإمام غالب بن علي الهنائي 1373هـ /‏‏‏ 1954م .