مصيرة -العمانية
تعد ولاية مصيرة بمحافظة جنوب الشرقية التي حظيت بكثير من خيرات النهضة المباركة في كافة المجالات وجهة سياحية مهمة تستقطب الزوار على مستوى السلطنة ومن خارجها.
وقد ازدهرت جزيرة (مصيرة) سياحياً في الآونة الأخيرة إذ تشهد توافد أعداد كبيرة من السياح الذين يقصدون الجزيرة للاستمتاع بأجواها وشواطئها الجميلة، وأكثر ما يشد انتباه السائح الأجنبي هي رياضة ركوب الأمواج العاتية والتي تعد من أعلى الأمواج في الشرق الأوسط.
وتشهد فنادق الولاية ازدحاماً كثيفًا وخاصة أيام الإجازات ومن أهم هذه الفنادق «فندق مصيرة» و »منتجع مصيرة» و »دانة الخليج» و »فندق سيرابيش» بالإضافة إلى فندق جديد أصبح الآن جاهزاً للتشغيل ويقع في مركز المدينة.
كما توجد في الولاية العديد من الجزر المهمة لعل أكبرها جزيرة (مرصيص) التي تكثر فيها الطيور وأشهرها طائر يسمى محليا «بالتراع» وهناك جزيرة «شعنزي» و »كلبان» وجزر منطقة «صور مصيرة» التي يرتادها الأجانب الذين يمارسون ركوب الأمواج وتقام فيها مسابقات الطيران الشراعي على الأمواج.
وأكثر ما يجذب السياح إلى الجزيرة وجود السلاحف المنتشرة على طول شواطئ مصيرة والتي تخرج في الأيام القمرية، وقد اتخذت ولاية مصيرة من السلاحف البحرية شعاراً لها لكثرتها وأشهرها «الريماني» والتي تضع كميات من بيضها على رمال الشاطئ الناعمة ثم تعود إلى البحر قاطعة مسافات بعيدة في أعماق البحار والمحيطات تصل فيها إلى شواطئ بعيدة في مختلف دول العالم.
ومن المعالم السياحية الشهيرة في الجزيرة «حصن مرصيص» القديم وهو شاهد على تاريخ حافل للولاية منذ القدم ويقع في قرية (مرصيص) ويعد من أهم الحصون في الجزيرة، ومن الآثار المهمة في الجزيرة (المقبرة الإسلامية) التي تقع في قرية «صفايج» التي اكتشفت فيها البعثة الألمانية التي زارت المنطقة سابقاً عدداً من الآثار ذكُرت في كتاب بعنوان «آثار في بحر العرب جزيرة مصيرة وجزر الحلانيات» باللغة الانجليزية وبعد هذا الكتاب نتاج المسوحات والدراسات الآثرية والاثنوجرافية (وصف أحوال الناس) لجزيرة مصيرة وجزر الحلانيات قام بها عالم الآثار جيرد فايسجيري من متحف التعدين الألماني في (بوخوم) وعلي بن بخيت الشنفري مدير الآثار السابق بوزارة التراث والثقافة من خلال اجراء مسوحات وتنقيبات أثرية في هذه الجزر وتوثيق الحياة الاجتماعية القائمة فيها.
وتوجد في ولاية مصيرة قرى كثيرة منها «دوه» و »شغف» و »دفيات» و »ام رصيص» وقرية «صور مصيرة» و »حقل» وقرية قرية عمق وقرية «جشار الشيخ» التي كسبت شهرة كونها من أكبر المصائد للأسماك في الجزيرة ومكاناً لتجمع الصيادين وتشهد حركة بيع وشراء لكافة الاسماك، كما يوجد في الولاية سوق لشراء الأسماك وبيعها والذي يشهد حركة دائمة من المستهلكين.
وشكل موقع ولاية مصيرة التي تحيط بها المياه من جميع الجوانب علاقة مهمة مع الحياة البحرية وقد ارتبط سكانها بالبحر الذي كان ولا يزال المصدر الاول لرزقهم ودخلهم اليومي، ومن اهم مواسم الصيد في الجزيرة موسم (صيد الكنعد) الذي يعرف محليًّا بموسم (الهيال) وموسم آخر اسمه «موسم الشكات» وهو صيد اسماك القرش التي تعتبر من أصعب الرحلات البحرية في صيد الأسماك كونها شاقة ومتعبة للصيادين ويقطع الصيادون فيها مسافات بعيدة جداً ومن المواسم المهمة أيضا موسم «صيد الحبار» الذي يشهد حركة نشطة، حيث يتم اصطياد كميات منه وبيعه للمصانع والاسواق في الولاية. ومن أشهر الفنون الشعبية في مصيرة فن «المسوبل» الذي يؤديه الصيادون وهم يحملون الشباك على ظهر السفينة، وفن «المقايض» الذي يقام في الأعراس وفي المناسبات الوطنية وتشتهر به أغلب ولايات محافظة الشرقية.