في الثالث والعشرين من يوليو المجيد.. القوات المسلحة سياج منيـع لحمـاية المنجـزات

بلادنا الاثنين ٢٣/يوليو/٢٠١٨ ٠٣:٣٢ ص
في الثالث والعشرين من يوليو المجيد..

القوات المسلحة سياج منيـع لحمـاية المنجـزات

مسقط - ش
يمثل يوم الثالث والعشرين من يوليو المجيد لقوات السلطان المسلحة بمختلف تشكيلاتها يوم نبض حي يسمو بنفوس رجالها البواسل لرغبة صادقة نحو المزيد من العمل الدؤوب والتفاني المخلص في سبيل هذا الوطن العزيز.
إن قوات السلطان المسلحة تعد أحد الشواهد الحديثة لمنجزات النهضة المباركة بما تحقق لها في العدة والعتاد، والتأهيل والتدريب، وستبقى دائما متمسكة بالعهد تحمي تراب الوطن الغالي، وتذود عن مقدساته الطاهرة.
ويشكل العنصر البشري المدرب والكفء، المكوّن الأساسي الأهم في منظومة خطط التطوير والتدريب والتسليح في قوات السلطان المسلحة بأسلحتها الرئيسية، الجيش السلطاني العماني، وسلاح الجو السلطاني العماني، والبحرية السلطانية العمانية، هذا إلى جانب الحرس السلطاني العماني، والمبني على التدريب الهادف لتحقيق أقصى كفاءة في الأداء، لتكون المحصلة قوات حديثة التنظيم والتسليح تضم بين صفوفها كافة عناصر منظومة الأسلحة المشتركة، وأصبح منتسبوها البواسل قادرين وبكل كفاءة على استيعاب التعامل مع أحدث العلوم التقنية العسكرية من تقنيات حديثة في شتى المجالات.
لقد حرصت السلطنة على تكامل المنظومة العسكرية بما فيها من قوى بشرية تتمتع بكفاءة عالية وقدرات مادية ومعنوية، والتي يؤدي الارتقاء بها في العدة والعتاد إلى ما يمكنها من أداء دورها الوطني المقدس، ومن هذا المنطلق انتهجت السلطنة خططاً لتزويد قوات السلطان المسلحة بمعدات وأسلحة متطورة من دبابات وناقلات جند مدرعة ومنظومات صاروخية ومدفعية وعربات مدرعة وطائرات مقاتلة ونقل وعمودية، كما زودت هذه القوات بمختلف أنواع السفن خاصة سفن الإنزال والقرويطات والزوارق المتطورة دعماً للدور الكبير الذي تضطلع به قوات السلطان المسلحة بالإضافة إلى عمليات التطوير والتأهيل المستمرة لأسلحة الإسناد التي تمكنها من القيام بواجبها الوطني على أكمل وجه، هذا فضلاً عن خطط وبرامج تأهيل القوى البشرية بما يتواكب والمكانة العلمية والتدريبية التي وصل إليها الجندي العماني، والذي أصبح قادراً على التعامل مع التقنية الحديثة بكل حرفية وإتقان، وذلك بفضل الرعاية والاهتمام اللذين يوليهما حضرة صحاب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة -حفظه الله ورعاه- لقوات جلالته الباسلة ومنتسبيها الأشاوس في جميع المجالات وعلى جميع الأصعدة.

الجيش السلطاني العماني
الجيش السلطاني العماني يعد قوة ضاربة يعتد بها بفضل ما تحقق له من الإنجازات العديدة على مدى أعوام مسيرة النهضة المباركة من التطوير والتحديث، وهو محل اعتزاز وفخر، فقد زودت ألويته وتشكيلاته ووحداته بأسلحة ذات تقنية متطورة، وجرى انتهاج مخطط تدريبي يتواكب وتقنية تلك الأسلحة وفق منظور حديث وتأهيل القوى البشرية علميا وفنيا، حيث تُجرى تدريبات متواصلة لتعزيز الكفاءات القتالية لهذا السلاح العريق، ويتم باستمرار انتهاج تطوير شامل لهذه الألوية والتشكيلات والوحدات وإمدادها بمختلف الأسلحة اللازمة لتنفيذ مهامها الوطنية.

سلاح الجو السلطاني العماني
سلاح الجو السلطاني العماني يعد اليوم قوة جوية حديثة التسليح والتنظيم بما زود به من مقاتلات حديثة ومتطورة وفق منهج مخطط مدروس، وبالكفاءة والمقدرة العاليتين التي يتمتع بها منتسبوه، فقد تم تعزيز قدرات هذا السلاح بالطائرات المتطورة المقاتلة وطائرات النقل اللوجستية، والطائرات العمودية، ومنظومة الدفاع الجوي، مثل بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات والرادارات، وطائرات التدريب والمشبهات التدريبية، كما قام السلاح بإبرام عدة اتفاقيات لمواجهة تحديات ومتطلبات المستقبل ورفع قدراته التسليحية بإدخال أحدث التطورات التقنية العسكرية لنظمه، إلى جانب ما يملكه السلاح من القواعد الجوية المزودة بالتجهيزات اللازمة للقوة الجوية الفاعلة والقادرة على العمل في مختلف الظروف.
وفي إطار التحديث والتطوير للسلاح تم في 15 /5 /2017م تدشين الدفعة الأولى من طائرتي (التايفون المقاتلة والهوك التدريبية)، وتعد هذه الطائرات المدشنة مقدمة لمجموعة من الطائرات من النوع نفسه والتي تعاقدت السلطنة على شرائها؛ نظرا لاحتوائها على العديد من الأنظمة المتطورة التي تمنحها قدرات عالية، هذا بالإضافة إلى ما جهزت به هذه الطائرات من أنظمة التسليح المتطورة التي تؤهلها للتعامل مع مختلف الظروف والأحوال،وقد تم استلام الدفعة الأولى من طائرات (التايفون) في 21 /6 /2017، كما تم استلام الدفعة الأولى من طائرات (الهوك) التدريبية في 29 /7 /2017م، ومن المخطط له استلام بقية الطائرات لاحقا.

البحرية السلطانية العمانية
نظرا لموقع السلطنة الإستراتيجي وإشرافها على واحد من أهم الممرات المائية في العالم (مضيق هرمز) الإستراتيجي، فإن البحرية السلطانية العمانية تقوم بدور فاعل من أجل الحفاظ على المصالح الوطنية إستراتيجيا وأمنيا واقتصاديا من خلال وجودها الدائم والمستمر في البحر الإقليمي العماني، حيث تضم أسطولاً مزوداً بالأجهزة والمعدات ذات قدرات تسليحية متطورة، إضافة إلى تشكيلة من زوارق السطح المعروفة بسفن المدفعية والسفن الصاروخية السريعة وسفن الإسناد والتدريب والشحن والمسح البحري (الهيدروغرافي) لتساند سفن الدوريات في حماية الشواطئ العمانية وتأمين مياهها الإقليمية والاقتصادية ومراقبة العبور البحري الآمن للسفن وناقلات النفط عبر مضيق (هرمز) الإستراتيجي، وتأمين النقل البحري لوحدات قوات السلطان المسلحة على امتداد سواحل السلطنة.
واستمرارا لتحديث أسطول البحرية السلطانية العمانية،وبتوجيهات سامية من لدن جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة -حفظه الله ورعاه -فقد تم خلال السنوات القليلة الماضية تزويد البحرية السلطانية العمانية بالعديد من السفن الحديثة، ارتقاءً بمهامها الوطنية ودعماً للاستمرار في تأدية الواجبات المنوطة بها، حيث انضمت للأسطول (3) سفن ضمن مشروع (خريف) هي (الشامخ والرحماني والراسخ) خلال عامي 2013و 2014م تلاه انضمام (4) سفن ساحلية في عام 2016م وهي (السيب وخصب وشناص وسدح)،وذلك ضمن مشروع (الأفق)،وكما انضمت في العام نفسه ضمن مشروع (بحر عمان ) سفينتا الدعم والإسناد (المبشر والناصر )،وتعد هذه السفن رافدا عملياتيا إضافيا لفعالية أسطول البحرية السلطانية العمانية، وبما زودت به من أجهزة ومعدات حديثة وتمكنها من أداء مهامها في مختلف الظروف البحرية لفترات طويلة في عرض البحر، والعمل وفق منظومة العمليات المشتركة ومع الدوريات الساحلية ومجالات الإغاثة والبحث والإنقاذ وتعزيز وجود سفنها في أعالي البحار، وفرض السيادة الوطنية على البحار العمانية وسلامة الملاحة البحرية فيها.
الحرس السلطاني العماني
الحرس السلطاني العماني يعد أحد الأسلحة في المنظومة العسكرية العمانية الحديثة، والذي حظي كبقية أسلحة قوات السلطان المسلحة بالرعاية والاهتمام الساميين من لدن جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة -حفظه الله ورعاه- حتى وصل إلى مستوى عال من الكفاءة والقدرة القتالية بما يضمه من وحدات مشاة وإسناد مزودة بالأنظمة والمعدات والأجهزة المتطورة، بالإضافة إلى الوحدات التعليمية والفنية والإدارية. وقد أولى الحرس السلطاني العماني أهمية كبيرة بعمليات التأهيل والتدريب، حيث تم وضع خطط التدريب اللازمة بما يتماشى ومتطلبات التعامل مع المعدات المتطورة التي زود بها.
وتسعى كلية الحرس التقنية إلى رفد الحرس السلطاني العماني وأجهزة الدولة الأخرى بالكوادر المؤهلة تأهيلا تقنيا يضاهي التعليم التقني الدولي، فيما تزخر الأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية بالمواهب العمانية الشابة المدربة، ويضم الحرس فرقاً موسيقية عسكرية متكاملة أكدت حضورها في المناسبات العسكرية والوطنية والمشاركات الدولية، وتقدم خيالة الحرس السلطاني العماني عروضاً متنوعة في الفروسية وسباقات قفز الحواجز في مختلف المناسبات الوطنية والعسكرية ومراسم التخريج.

كلية الدفاع الوطني
أنشئت الكلية بموجب المرسوم السلطاني السامي رقم 2 /2013م، وتم افتتاحها رسميا في الحادي عشر من ديسمبر 2013م.
وقد التحقت بالكلية دورة الدفاع الخامسة في 30 /8 /2017م، ويشارك فيها عدد من كبار الضباط بأسلحة قوات السلطان المسلحة والحرس السلطاني العماني وشرطة عمان السلطانية وشؤون البلاط السلطاني والأجهزة العسكرية والأمنية الأخرى، بالإضافة إلى مشاركة عدد من كبار الموظفين من الوزارات والهيئات المدنية، وتهدف دورة الدفاع الوطني التي تمتد لعام دراسي كامل إلى إعداد وتأهيل جيل من القادة وكبار المسؤولين من عسكريين ومدنيين، مسلحين بالعلم والمعرفة المتخصصة بالمهارات الفعالة التي تمكنهم من تولي المناصب القيادية في المستوى الإستراتيجي، وتنمي في الوقت نفسه خبراتهم وقدراتهم الذاتية بأسلوب علمي يرتكز على الحوار الهادف والنقاش التفاعلي، وإعداد البحوث الفردية والجماعية وأوراق العمل، وتنفيذ التمارين ودراسة الحالات المحلية والإقليمية والدولية وفق برامج دراسية ممنهجة معتمدة في ذلك على هيئة توجيه متخصصة ومحاضرين أكفاء ذوي خبرات تخصصية وأكاديمية متنوعة.

الخدمات الهندسية بوزارة الدفاع
الخدمات الهندسية بوزارة الدفاع هي أحد أسلحة الإسناد الرئيسية لقوات السلطان المسلحة، حيث تقوم بدور حيوي كبير من خلال توفير الدعم الفني والهندسي في التمارين العسكرية، وتوفير وإدامة الخدمات الضرورية مثل المياه والطاقة الكهربائية ومرافق البنية الأساسية في المعسكرات والقواعد والمنشآت العسكرية، ورفع الطاقة الإنتاجية للمحطات داخل المعسكرات باستمرار، إضافة إلى وضع التصاميم والإشراف على المشاريع الإنشائية وأعمال الصيانة، وصيانة البنى الأساسية والمرافق المختلفة، وتصميم وتنفيذ الطرق الداخلية في المعسكرات، وكذلك شق بعض الطرق في محافظات السلطنة المختلفة، مساهمة من وزارة الدفاع في جهود التنمية الشاملة بالبلاد. كما تساهم الخدمات الهندسية في نشر المسطحات الخضراء عن طريق إمداد الجهات المعنية بالمياه المعالجة بمعدل 175 مليون جالون سنويا من مجمل المياه المعالجة والتي تبلغ 2270 مليون جالون سنوياً. وتزخر الخدمات الهندسية بعدد من المشاريع وبرامج الدعم اللوجستي مثل مشروع معدات البناء الشامل والذي يعد نقلة نوعية تساهم في تنفيذ المشاريع المختلفة وفق الأنظمة الحديثة المستخدمة في الخدمات الهندسية.

الهيئة الوطنية للمساحة
تبوأت الهيئة الوطنية للمساحة مكانة مرموقة كجهاز مركزي يضطلع بمهام إنتاج الخرائط العسكرية والمدنية وعمليات التصوير الجوي في جميع أرجاء السلطنة، ووضع معايير المسوحات الطوبوغرافية، وإدامة الأرشيف الوطني للمواد الجغرافية، وتوفير خرائط الطيران والمعلومات الجغرافية من خلال تشكيلة واسعة من معدات الطباعة والبرمجيات الحديثة لمراحل إنتاج الخرائط والتصوير ووسائل الإنتاج التخصصية والفنية المتطورة ونظمها المتناهية الدقة للمسح الفضائي وأجهزة الرسم التصويرية القياسية والتحليلية، بالإضافة إلى تدقيق ومراجعة جميع المعلومات والبيانات الجغرافية وإخضاعها لإجراءات ضبط وتأكيد الجودة قبل توفيرها للمستخدمين أو تحميلها في قاعدة البيانات الوطنية.
كما تقوم الهيئة بدور كبير في مجال إدامة الشبكات المساحية وتوفير الإسناد الجغرافي والتدريب في مجال الرسم وإنتاج الخرائط، وقد تم إنشاء معهد علوم المساحة وإنتاج الخرائط بمقر الهيئة والذي يمنح الدبلوم الوطني في المساحة ورسم الخرائط، ويستقطب المعهد موظفين من الدوائر العسكرية والمدنية المعنية بالمساحة وإنتاج الخرائط، كما يقوم بتنظيم دورات تخصصية في هذا المجال.
وحققت الهيئة الوطنية للمساحة بوزارة الدفاع إنجازاً غير مسبوق بحصولها على جائزة المنتدى العالمي للجغرافيا المكانيّة تقديراً لتطبيقها النموذجي لسياسات وبرامج الجغرافيا المكانية في تنفيذ مشروعها الرائد لإنشاء مرجع الإسناد الجيوديسي الوطني للسلطنة (ONGD14) وذلك خلال مشاركتها في المنتدى العالمي للجغرافيا المكانية الذي عقد في لشبونة بجهورية البرتغال في 4 /6 /2015م،
وتعد المشاريع الاستراتيجية الوطنية التي نفذتها الهيئة الوطنية للمساحة بمثابة الأساس والعمود الفقري لجميع أنشطة المساحة وإنتاج الخرائط والبيانات الجغرافية، وسوف يستفيد منها جميع مستخدمي المعلومات الجغرافية المكانية كقاعدة أساسية في التخطيط والتطوير واتخاذ القرارات المناسبة لأي من أنشطتهم المساحية فضلا عن كونها معياراً لتوافق البيانات الجغرافية المكانية المنتجة،وقد أنجزت الهيئة الوطنية للمساحة المشاريع الوطنية الاستراتيجية وهي،الشبكة الوطنية للمحطات المرجعية دائمة التشغيل للسلطنة (OMANCORSNET)،والنموذج الجيودي الوطني للسلطنة (OMANGEOID)،والدليل الجغرافي المكاني للسلطنة،والخرائط الطبوغرافية للسلطنة بمقياسي الرسم 50000:1 و 100000:1،وأطلس الطرق للسلطنة، ومرجع الإسناد الجيوديسي الوطني للسلطنة (ONGD 17 ).

الخدمات الطبية للقوات المسلحة
تقوم الخدمات الطبية للقوات المسلحة بتقديم الخدمات العلاجية لمنتسبي قوات السلطان المسلحة وعائلاتهم، هذا إلى جانب دورها الكبير في الإسناد الطبي وعمليات الإخلاء، فضلاً عن إسهاماتها التنموية الفاعلة في المجالات الصحية وتقديم خدمات الطبيب الطائر في الحالات الطارئة. ولكي تفي الخدمات الطبية بأدوارها المناطة بها زودت بأحدث الأجهزة الطبية للقيام بأعمال التشخيص والفحوصات والتحاليل المخبرية والجراحة والعلاج.
وفي إنجاز غير مسبوق في الشرق الأوسط أجرى فريق طبي من مستشفى قوات السلطان المسلحة عملية لزراعة المساعِدات السمعية والتي تعد من العمليات النادرة والتي تم إجراؤها لمريض فقد السمع بنسبة 70%.
كما احتفلت الخدمات الطبية للقوات المسلحة يوم 10 /12 /2017م بافتتاح مركز طب العيون وقسم الأذن والأنف والحنجرة بمستشفى القوات المسلحة، حيث قام المركز في 27 /3 /2018م بإجراء أول عملية من نوعها والمتمثلة بزراعة قرنية واحدة لمريضين وهو أول إنجاز طبي في مجال طب العيون في السلطنة،وقد أشرف على تنفيذها كادر طبي وطني مؤهل ومتخصص لمثل هذا النوع من عمليات زراعة القرنية، وذلك باستخدام جهاز (الفيزوماكس) الذي يستخدم تقنية (الفيمتوثانية ليزر) الذي يعد أحدث الأجهزة على مستوى العالم في مجال عمليات العيون،وبذلك تكون السلطنة ممثلة في الخدمات الطبية للقوات المسلحة السباقة في اقتناء هذا الجهاز.

كلية القيادة والأركان بقوات السلطان المسلحة
تعد صرحاً تعليمياً عسكرياً متميزاً في السلطنة، تمنح خريجيها درجة البكالوريوس في العلوم العسكرية، ومنذ افتتاحها تحت الرعاية السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- في 11 ديسمبر 1988م، ترفد هذه الكلية قوات السلطان المسلحة والحرس السلطاني العماني والأجهزة الأمنية الأخرى بضباط مؤهلين في مجال القيادة، ليتمكنوا من القيام بمهام ووظائف قيادية في المستقبل.
الكلية العسكرية التقنية
الكلية العسكرية التقنية احتفلت في يوم 12 /12 /2017م بقطف أول ثمارها، وذلك بتخريج الدفعة الأولى من طلابها، وتمنح الكلية مستويات تأهيلية متنوعة تصل إلى درجة البكالوريوس، لتسهم بذلك في استيعاب مخرجات التعليم العام بالسلطنة، إلى جانب تحقيق نسبة عالية في تعمين الوظائف الأكاديمية والمساندة في الكلية، وتهدف الكلية العسكرية التقنية المشتركة إلى مركزة التعليم التقني تحت مظلة واحدة، كما تهدف الكلية أيضاً إلى إقامة مركز للبحوث العلمية لوزارة الدفاع يخدم كذلك الجهات الحكومية والقطاع الخاص وبما يساهم في خدمة الوزارة والمجتمع.
وقد زودت الكلية بمختلف المرافق الحديثة وفق أفضل المعايير كالفصول الدراسية والمرافق الإدارية وسكنات الطلبة والأندية الطلابية ومسرح وملاعب خارجية ومسبح أولمبي وقاعة المعارض ومسجد وعيادة شاملة ومركز تجاري وسكنات الإداريين والموظفين وميدان الاستعراض وغيرها من المرافق الضرورية.

الخدمات الاجتماعية العسكرية
انطلاقاً من اهتمام قوات السلطان المسلحة بمنتسبيها ضمن مجالات الرعاية الاجتماعية فإن الخدمات الاجتماعية العسكرية برئاسة أركان قوات السلطان المسلحة، تقوم بتقديم الرعاية الاجتماعية لضباط وأفراد قوات السلطان المسلحة بهدف إدامة الاستقرار الاجتماعي لهم ولأسرهم وذلك من خلال تقديم قروض الإسكان والإشراف على المباني التي يتم بناؤها، إضافة إلى الخدمات والنواحي الاجتماعية الأخرى، وهي خدمات لا تقتصر أثناء تأدية الواجب في الخدمة العسكرية فحسب، وإنما تمتد إلى ما بعد ذلك، ويجري تقديم خدمات اجتماعية عديدة لمنتسبي قوات السلطان المسلحة والحرس السلطاني العماني في مرحلة ما بعد الخدمة

التوجيه المعنوي
يضطلع التوجيه المعنوي بإدامة الروح المعنوية وإبراز الدور الوطني الكبير الذي تؤديه قوات السلطان المسلحة ومنتسبوها البواسل وما بلغته من مستويات عالية في جميع المجالات من خلال تنفيذ واجباته الإعلامية العسكرية المختلفة، والتغطية الإعلامية للأنشطة والفعاليات الاجتماعية والثقافية والرياضية في مختلف وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية،
وبتوجيهات سامية كريمة يقوم التوجيه المعنوي بتسيير بعثة الحج العسكرية سنويا إلى الديار المقدسة، كما ينظم المسابقات المتنوعة، حيث اختتمت المسابقة الثقافية لوزارة الدفاع وقوات السلطان المسلحة والحرس السلطاني العماني في نسختها الثانية عشرة في 6 /11 /2017م، كما ينظم التوجيه المعنوي المسابقة المرورية السنوية بمناسبة أسبوع مرور دول مجلس التعاون الخليجي، ويعمل على إدامة الأرشيف المصور لقوات السلطان المسلحة الذي يؤرخ مسيرة قوات السلطان المسلحة منذ البدايات الأولى للنهضة المباركة بالصوت والصورة،

صندوق تقاعد وزارة الدفاع
تم إنشاء صندوق تقاعد وزارة الدفاع بموجب المرسوم السلطاني 87/93 الصادر في 29 ديسمبر 1993م، ويقوم الصندوق بتنشيط عملية استثمار الأموال الخاصة به تحقيقا للأهداف المرجوة، من تقديم الخدمات للمتقاعدين وأسر المتوفين العمانيين من منتسبي وزارة الدفاع، حيث يتولى الصندوق تمويل نظام معاشات ومكافآت ما بعد الخدمة لمنتسبي وزارة الدفاع العمانيين من خلال إستراتيجية استثمارية تعنى بانتقاء الاستثمارات المناسبة، كما يسهم الصندوق في المشاركة في تأسيس شركات صناعية وخدمية وغيرها التي تسهم في دفع عجلة الاقتصاد الوطني، وتوظيف الأيدي العاملة العمانية، كما يقوم صندوق التقاعد أيضا بالاستثمار بسندات التنمية الحكومية والتي تطرحها الحكومة لتغطية برامجها التنموية، هذا فضلاً عن عمليات الإيداع لدى البنوك مما يوفر لهذه البنوك سيولة نقدية يتم إقراضها للأفراد والمؤسسات من أجل تنشيط الحركة التجارية والعمرانية وغيرها في البلاد، كما أنه يقوم باستثمار أمواله في المجالات العقارية لتنشيط الحركة العمرانية، بالإضافة إلى الاستثمار في الأوراق المالية عبر سوق مسقط للأوراق المالية، وقد تم في 16 /5 /2013م افتتاح مبنى الصندوق وفق أحدث المواصفات من مرافق وإنشاءات. وكما قام صندوق التقاعد بافتتاح المجمع التجاري العسكري (نزوى جراند مول) في 29 /5 /2016، بالإضافة إلى افتتاح منتجع (انانتارا) السياحي بنيابة الجبل الأخضر في 5 /12 /2016م وهي من استثمارات صندوق التقاعد، كما احتفل صندوق وزارة الدفاع يوم 24 /7 /2017م بوضع حجر الأساس لمشروع (صلالة جراند مول) إيذانا ببدء الأعمال الإنشائية للمشروع الرائد بمحافظة ظفار.

متحف قوات السلطان المسلحة
يؤدي متحف قوات السلطان المسلحة بقلعة بيت الفلج دورا كبيرا في تجسيد تاريخ العسكرية العمانية ودورها الحضاري المشرق وإبراز إسهاماتها الكبيرة قديما وحديثا، حيث يضم المتحف أجنحة تؤرخ مسيرة قوات السلطان المسلحة وأدوارها الوطنية وأسلحتها التي استخدمتها في مراحلها المختلفة، ويسهم المتحف في إثراء الثقافة العسكرية العمانية، كما أصبح المتحف قبلة لزوار السلطنة من مختلف دول العالم الشقيقة والصديقة، حيث يتيح الحصول على المعلومات بعدة لغات عالمية، بالإضافة إلى موقع إلكتروني على الشبكة الدولية (الإنترنت) والمطبوعات التعريفية.

خدمات تقنية المعلومات
حققت خدمات تقنية المعلومات تطورا كبيرا، وذلك من خلال التأهيل الاحترافي لمنتسبيها، بالإضافة إلى اقتناء أفضل البرامج العالمية وتدريب كافة الإدارات والأقسام بوزارة الدفاع وقوات السلطان المسلحة. فقد تم التوسع في نشر أنظمة المعلومات المتخصصة بالإدارة الإلكترونية ومختلف الوظائف الحيوية كإدارة الموارد البشرية والإمداد والمشتريات والمالية وغيرها، والتي ساهمت وبشكل فعال في رفع الإنتاجية وسرعة إنجاز العمل بكفاءة عالية مع توفر البيانات اللازمة لمتخذي القرار بصورة سلسة وميسرة.

مركز الأمن البحري
يعد مركز الأمن البحري أحد المراكز المهمة الذي يُعنى بالحفاظ على أمن البيئة البحرية العمانية والتصدي لكافة المخاطر الأمنية البحرية التي تقع في البحر الإقليمي والمنطقة الاقتصادية الخالصة للسلطنة، ويقوم المركز باستلام كافة البلاغات عن المخاطر الأمنية البحرية كتلوث البيئة البحرية وعمليات البحث والإنقاذ وإعاقة طرق الملاحة البحرية والتصدي للقرصنة البحرية والتسلل والتهريب ومختلف الأنشطة الأخرى ذات الصلة، حيث يقوم المركز بالتنسيق مع كافة الجهات العسكرية والأمنية والمدنية للتصدي لكافة النشاطات غير المشروعة، وقد تم في 31 /1 /2017م وضع حجر الأساس لبدء الأعمال الإنشائية لمشروع المبنى الرئيسي لمركز الأمن البحري.

استيعاب الشباب في قوات السلطان المسلحة
إنجازات وزارة الدفاع وأسلحة قوات السلطان المسلحة والحرس السلطاني العماني في خدمة الوطن والمواطن خلال مسيرة النهضة المظفرة عديدة ومتنوعة وفي كافة المجالات، وتأتي عملية التجنيد والتوظيف في أولويات اهتماماتها، حيث يتم باستمرار استيعاب أعداد كبيرة من الشباب العماني الباحث عن العمل في صفوفها، ويأتي تخريج الدفعات المتتالية من الضباط والجنود بصورة مستمرة اهتماما بالقوة البشرية والاستفادة من مخرجات التعليم الثانوي والجامعي والدراسات العليا لينضموا إلى من سبقوهم في ميادين الواجب الوطني.

التأهيل والتدريب
استمرارا للتطوير والتحديث الذي تشهده قوات السلطان المسلحة، فقد جرى إنشاء العديد من المنشآت التعليمية والتدريبية لتأهيل الضباط والأفراد في مختلف الأسلحة والتشكيلات والقواعد والوحدات، مشتملة على مختلف التخصصات العسكرية العلمية والفنية والتقنية، كما تحرص قوات السلطان المسلحة على إتاحة وتوفير الفرص لمنتسبيها، لاستكمال دراساتهم العليا في التخصصات ذات الصلة بالعلوم العسكرية والإدارية والفنية، سواء بالسلطنة أو إيفادهم إلى الجامعات والكليات في الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة.

التمارين المشتركة
وفي إطار التوجيهات التدريبية وخطط التطوير لرفع الكفاءة القتالية لألوية وتشكيلات ووحدات وقواعد أسلحة قوات السلطان المسلحة والحرس السلطاني العماني واختبار كفاءة المعدات وقدرات الأفراد وإمكاناتهم في كيفية التعامل مع الأسلحة المتطورة، تنفذ التمارين والبيانات العملية القائمة على إدارة العمليات المشتركة بمختلف مراحلها ومستوياتها، كما نفذت الأجهزة الأمنية والعسكرية التمرين البحري التدريبي المشترك (العبور) والتمرين السنوي البحري المشترك (البحث والإنقاذ) مع بحريات الدول الشقيقة والصديقة، والذي يهدف إلى تعزيز القدرات العملياتية والأمنية الوطنية في مجال الأمن البحري ودعم جوانب التدريب على العمليات الأمنية الحديثة وتبادل الخبرات في عدد من المجالات العملياتية البحرية مع بحريات الدول الشقيقة والصديقة،

الأنشطة الثقافية والعلمية والدينية
تولي أسلحة قوات السلطان المسلحة والحرس السلطاني العماني الجانب التثقيفي اهتماما كبيرا، فأنشئت المكتبات المركزية التي تحتوي على الكتب والعناوين في المجالات المتنوعة والتي تحقق أكبر فائدة ممكنة لمرتاديها، كما أن هناك المكتبات والأندية الترفيهية المنتشرة في القيادات والتشكيلات والوحدات والقواعد بقوات السلطان المسلحة.

سفينة شباب عمان الثانية
قضت التوجيهات السامية لجلالة السلطان المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة -حفظه الله ورعاه- باستبدال سفينة البحرية السلطانية العمانيـــة (شباب عمان) بسفينة شراعية أخرى استكمالا للدور التاريخي الذي لعبته هذه السفينــــة في مد جسور التواصل والصداقة بين السلطنة والدول الشقيقة والصديقة في شتى أنحاء العالم، وتقوم السفينة (شباب عمان) بزيارات إلى موانئ الدول الشقيقة والصديقة للتواصل الثقافي مع شعوب العالم من جهة، والتعريف بالسلطنة حضارة وشعبا من جهة أخرى، حاملة إرثا حضاريا وثقافيا إلى قارات العالم وعلى متنها عدد من أبناء هذا الوطن الغالي، حيث حصلت السفينة على العديد من الجوائز الدولية وخاصة جائزة الصداقة الدولية التي اقترنت بهذه السفينة وباتت مشهورة على الصعيد الدولي لاسيما أنها حققت جائزة الصداقة لسباق البحار التاريخية باليونان، وجائزة الصداقة الدولية لسباق السفن الشراعية الطويلة للمرة السابعة بالمملكة المتحدة، وجائزة الصداقة الدولية لسباق بحر الشمال بمملكة هولندا، وهذه هي المرة الأولى التي تحصل فيها سفينة شراعية على ثلاث جوائز صداقة دولية خلال عام واحد.

المنافسات الرياضية الإقليمية والدولية
تحظى الرياضة في قوات السلطان المسلحة باهتمام كبير من أجل بناء لياقة الأفراد البدنية وليكونوا دائماً على مستوى عال من الكفاءة القتالية، ولتحقيق هذه الغاية قامت قوات السلطان المسلحة بتوفير الوسائل اللازمة من المنشآت والمرافق الرياضية.
وفي إنجاز كروي غير مسبوق توج المنتخب العسكري بطلا لكأس العالم العسكرية الثانية لكرة القدم 2017م والتي استضافتها السلطنة خلال الفترة من (15-28) يناير عام 2017م في إنجاز تاريخي للكرة العمانية خاصة والرياضة بشكل عام، والتي ستؤسس منطلقا مفعما بالأمل نحو العالمية لتعزيز مكانة السلطنة المرموقة على الخارطة الرياضية الدولية

المساهمة في جهود التنمية
تتفاعل قوات السلطان المسلحة مع مختلف الأجهزة الحكومية في جهود التنمية بالبلاد، باعتبار أن التنمية تمثل تحديا حضاريا وإنجازا عصريا تتضافر فيه جهود مختلف أجهزة الدولة لتحقيق معدلات التقدم والرقي.
وتساهم قوات السلطان المسلحة بتدريب بعض الأفراد المدنيين في الملاحة والاتصالات والإدارة وغيرها، بالإضافة إلى تنفيذ برنامج التربية العسكرية، مساهمة منها في تربية النشء والأجيال الصاعدة باعتبار أن الشباب عماد الأمة ومستقبلها
ولقد ساهمت مؤخرا قوات السلطان المسلحة بجهود حثيثة في محافظتي ظفار والوسطى جراء تعرضها للإعصار المداري (مكونو) يوم 25 /5 /2018م، وقد سخرت كافة إمكاناتها وقدراتها المادية والبشرية في التعامل مع الأزمة والعمل على إعادة البناء، وإزالة الأضرار التي خلفتها الحالة المدارية (مكونو) وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه وبالسرعة الممكنة،فقامت بالعديد من الأعمال كإخلاء السكان، وإنقاذ الأرواح، وإيصال المواد التموينية الضرورية والمتنوعة والمعدات الطبية، ودعم قطاع الاتصالات،وإصلاح وترميم الجسور، وشق الطرق لتسهيل عبور وتنقل المواطنين، وانسياب الحركة المرورية وغيرها، كما تقوم قوات السلطان المسلحة بدور كبير وفاعل في القبض على المتسللين الذين يحاولون دخول البلاد بطريقة غير مشروعة.
كما يتجلى دور قوات السلطان المسلحة في التنمية من خلال منتسبيها المتقاعدين الذين انتقلوا إلى ميدان الحياة المدنية، حيث إن عطاء هذه الفئة لم ينقطع وإسهاماتهم الوطنية ما زالت مستمرة ومتواصلة، ويساهم كثير منهم في العمل بالقطاع الخاص أو مزاولة الأعمال الحرة أو الانضمام للِّجان والمجالس التنموية متسلحين بالخبرات والمهارات التي اكتسبوها خلال خدمتهم العسكرية.وتقديرا لهذا الدور فقد خصص يوم السابع من ديسمبر من كل عام ليكون يوما للمتقاعدين من قوات السلطان المسلحة، حيث تقام احتفالات متعددة على مستوى وزارة الدفاع وأسلحة قوات السلطان المسلحة والحرس السلطاني العماني، بهدف إضفاء أجواء ترفيهية لهم، والتواصل مع زملائهم في السلاح، والاطلاع على أحوالهم الاجتماعية وغيرها.

الخــاتمــة
ستبقى قوات السلطان المسلحة دائما وأبداً السياج المنيع للوطن العزيز، مسخرة جميع الوسائل والقدرات المادية والبشرية من أجل استمرارية التطوير والتأهيل، لتبقى فاعلة وقادرة على حماية هذا الوطن الغالي في البر والجو والبحر حاملة شرف أمانة الدفاع عنه وضمان استقراره، وحماية منجزاته، وصون مكتسباته، وتحقيق الأمن والأمان للمواطن والمقيم، منتهجة الرؤى الحكيمة والتوجيهات السديدة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة -حفظه الله ورعاه- ويعاهد جميع منتسبيها البواسل الله تعالى وجلالة القائد المفدى أن يكونوا الجند الأوفياء للوطن، وأن تكون قوات جلالته الباسلة الحارس الأمين والحامي اليقظ لمنجزات هذا العهد الزاهر بقيادة جلالته الحكيمة، ومعه جنوده الأوفياء يسطرون في سجل المجد العماني صفحات مضيئة من التضحية والفداء والتفاني من أجل بناء هذا الوطن العزيز، والسهر على أمنه ورخائه واستقراره.