جسور.. وتواصل

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ١٥/مارس/٢٠١٦ ٠١:٠٠ ص
جسور.. وتواصل

محمد بن سيف الرحبي
alrahby@gmail.com
www.facebook.com/msrahby

نهاية مارس تكون الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء على موعد مع إدارة ترحل وأخرى تأتي.. وهذا أميز ما حصدته هذه الجمعية في مشوارها الديمقراطي وعلاقتها بشيء اسمه الانتخابات وتداول السلطة كما يحلو للسياسيين استخدام الشعارات وأغلبهم في وطننا العربي لا يؤمن بها.. ويجد مبررات البقاء بما يسهل الوصول إليها كلما عن لأحدهم منازعته في بند الاستمرارية.. وهذه الجمعية تكاد ترحل قبل أن يحين الموعد.

أخطاء الديموقراطية خير من حسنات الدكتاتورية، في الأولى هناك من يتعلم، وفي الثانية هناك من يفرّق.. ولا يجمع شملا.

أستعيد موقفا مع اختيار الإدارة الحالية بالتزكية.. يومئذ اتصل بي أحد الزملاء من جمعية «المتشبثين» هازئا بهكذا طريقة.. مع انه لا ناقة لي ولا جمل في رحيل سابقة أو مجيء تالية، إنما كوني محسوبا على الكتّاب، ولا علاقة لي بالصحافة، رآها سانحة لما ظنه تشفّيا مع أن ذلك يحسب لصالح الجمعية لا عليها.
تجدّد الإدارات في جمعية الكتاب مكسب مهم ليأخذ أشخاص فرصتهم في تعلم تجربة «ديموقراطية» مهمة ضمن مؤسسات المجتمع المدني وأسلوب إدارتها التطوعي الذي لا يترقب مكافآت ولا يأخذ نسبة من أي دعم يأتي به عضو من مؤسسات داعمة.. والتي أغلبها يخاف من مفردة الثقافة ويبتهج بكلمة إعلام.. لأنه الإعلام المحابي الذي يفتح صفحاته لما ترسله دوائر العلاقات العامة والإعلام في الجهات الحكومية والخاصة.. وجمعية الصحفيين خير من يجيد السير في هكذا دوائر حيث تحولت إلى جمعية علاقات عامة.. بالتخصص!.

يبدو اتجاه يسحبني إليه مع أني أردت الكتابة عن جمعية الكتاب التي تعترف بنا عكس الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس إدارة جمعية المتشبثين الذين يرون كل منتقد لخلودهم غرّ وأحمق لا يفهم الصحافة وما أوتي من علمهم شيئا.. بالطبع على الضفة الأخرى تجربة مخجلة حيث شخص واحد يملك جمعية بأكملها.. وويل لمن يقترب من كرسي الرئاسة!.

كنت قلقا على جمعية الكتاب من انحسار اهتمام الكتاب بها ونكوصهم عن الترشح لكن وجود قائمتين خبر رائع.. وكل اسم في قائمتي جسور وتواصل يستحق التصفيق له لإيجابيته في التعاطي مع استحقاق ثقافي مهم.. أهميته انه يأتي متكاملا مع مؤسسات ثقافية رسمية في خدمة المثقف والثقافة في البلاد. لا خدمة مصالح شخصية. ستكسب جمعية الكتّاب وجوها جديدة، ومرحلة جديدة.. وحيوية تمنح الثقافة العُمانية نفسا آخر في رئة تستحق المزيد من الهواء النقي.
خشيتي الأكبر أن نفقد أكثر من عشرة مثقفين، هم مكونات قائمة لم تفز، سينسحبون من العمل الثقافي، وربما تأخذهم أسباب الحياة إلى أبعد مدى عن الجمعية، باعتبار أن الخسارة أسبابها اختيارات مثقفين، مع أني أجزم أن القائمة الفائزة هي التي يخسر أصحابها أوقاتهم لأجل عمل تطوعي أمانة حمله ليست باليسيرة.