إلى أصحاب المصالح.. مع التحية

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ١٨/يوليو/٢٠١٨ ٠٢:٥٣ ص
إلى أصحاب المصالح.. مع التحية

ناصر بن سلطان العموري
abusultan73@gmail.com

قد يتفق معي البعض ويختلف معي آخرون حول مضمون هذا المقال وماهيته، ولكني أومن بما جاء في حيثياته فهناك الكثيرون ممن يتخفون في ثياب الوداعة والبراءة من أجل مصالحهم الشخصية، أترككم مع المقال كما جرت أحداثه بكل أمانة ومصداقية..

“كلنا نعلم أن أصحاب المصالح موجودون وقد تراهم مندمجين بين أطياف المجتمع لا تحس بهم وليس لهم علامة تميزهم أو تدل عليهم، بل قد يخيل للبعض أنهم أكثر وطنية وإخلاصاً للأعمال التطوعية والخيرية والوطنية من غيرهم، ولكن هذا عن الظاهر لعامة الناس أما ما خفي فهو أعظم حين يكون حب الذات والمصلحة الشخصية دفينة ولا تظهر إلا بعد أمد، حينها يكون صاحبها قد انكشف عنه القناع واتضحت حوله الرؤيا التي كانت مخفية تحت أقنعة كثيرة ولأهداف وغايات عديدة.

بدأت فصول الحكاية عندما جاءتني رسالة خاصة على تطبيق الواتسآب من شخص عرفني بنفسه واتضح أنه يجمعنا “جروب” مجتمعي واحد، وبعدما علم أن لي اجتهادات إعلامية من خلال كتابات إعلامية عرض عليَّ الانضمام لموقع إلكتروني يحمل اسماً وطنياً رناناً يتضمن كتابات وطنية عمانية لكتّاب عدة، علمت فيما بعد أنه هو المشرف عليه وأن الموقع الإلكتروني -على حد قوله- تتابعه أكثر من جهة حكومية وأكثر من مسؤول رفيع، ولكن ما لم أعلمه حينها أن هذا الموقع ما هو إلا جسر، تمهيداً لرغبة ذاك الشخص في الحصول على مقعد في المجلس البلدي وهذه هي غايته للوصول لمقعد برلماني، وهذا حقه كطموح شخصي ولكن ليس بتلك الطريقة ؟!
وحقيقة لم تكن ضمن قائمة الكتابات التي أعدها مقالات عن المناسبات الوطنية بحجة أن الكتابة عن تلكم المناسبات لها وضعية خاصة، وإن لم يخطها مد القلم وتكن نابعة من القلب فلا داعي لكتابتها فالوطنية تتجلى بالأفعال وليست في الأقوال. المهم وقبل مناسبة وطنية معينة طلب مني الشخص نفسه وبإلحاح شديد الكتابة عن تلك المناسبة بحجة أنها مناسبة وطنية، ومن الجميل الكتابة عنها في الموقع العماني ذي الاسم الرنان وأن المقـــالات كما يقول متابعة من أولي الـــــشأن وولاة الأمر في البلد، بل إنه اســــــتخدم اســـــماً لا أظن الوصول إليه ســــهلاً إلا من خلال جــــــسر آخــــر ربما هو موصـــــول بالجـــــسر الأول وما أكثرهم أصحاب المصالح فهم يتلونون باختلاف مصالحهم.
عموماً، بعد مدة ليست بالقصيرة أضافني نفس الشخص لمجموعة واتسآب تحمل اسم الموقع الرنان نفسه، وأثناء اطلاعي على قائمة الأرقام التي تحويها المجموعة رأيت أرقام هواتف مميزة منها ما هو ذهبي وبلاتيني وهي كثيرة وعددها يفوق الأرقام المشاركة في المجموعة منهم الأدباء والساسة وأصحاب المناصب الرفيعة، كما علمت لاحقاً ولا أدري حينها أنها كانت تتابع ما ينشر وبصمت لتحليل وتمحيص ما يجري حولها، وهل هي أصلاً تتبع جهات أم أفراداً؟!
وكانت هناك لقاءات تعارفية ونقاشية لتكلم المجموعة شاركت في إحداها، المهم بعدما حصل صاحبنا على مبتغاه من خلال مقعد في المجلس البلدي وطبعاً كان الموقع الإلكتروني ومجموعة الواتسآب جسراً له للوصول للمقعد البرلماني المرتقب، ونظراً لأن كتاباتي في المجموعة كانت لا تروق له وليست على هواه فهي مستقلة ولا تتبع لأحد فقط من أجل صالح عمان تغيرت النظرة بعدها، وأصبح هناك من لا يحبذ وجوده أو قد انتهى دوره فانتهت المصلحة المبتغاة منه وجاءت طريقة التخلص دراماتيكية بوليسية بعض الشيء وبأسلوب يفتقد للحنكة والذوق وبدون حتى كلمة شكراً... أنا هنا غير آسف على ما جرى فهي تجربة يستفاد منها ولهذا طرحتها في هذا المقال، لا نعمم على المجموعات الموجودة في تطبيق الواتسآب باختلاف أنواعها وميولها فهناك من المجموعات المفيدة والتي يشار إليها بالبنان، ولكن الحسرة هي على من فقدوا أخلاقهم من أجل مصالحهم الشخصية .
(حكمة) أصحاب المبادئ يعيشون مئات السنين.. وأصحاب المصالح يموتون مئات المرات.