عندن - أبوظبي - وام - ش - وكالات
أعلنت الإمارات العربية المتحدة المنضوية في التحالف العربي بقيادة السعودية ضد الحوثيين في اليمن، فقدانها أمس الاثنين طائرة مقاتلة مشاركة في عمليات التحالف الداعمة للرئيس عبد ربه منصور هادي.
وأوردت وكالة انباء الإمارات (وام) "اعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة اليوم فقدان طائرة مقاتلة ضمن قواتها المشاركة في قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية.. للوقوف مع الشرعية في اليمن". ولم تشر الوكالة إلى أي تفاصيل إضافية حول المقاتلة وظروف فقدانها، أو أي أنباء متعلقة بمصير طاقمها.
وتكبدت الإمارات خسائر فادحة في العمليات في اليمن إذ قتل العشرات من جنودها، بينهم اكثر من خمسين قضوا في سبتمبر 2015 في عملية اطلاق صاروخ ارض ارض نسبت إلى الحوثيين في محافظة مأرب شرق صنعاء.
وعلى صعيد آخر؛ استغلت التنظيمات المتطرفة النزاع في اليمن لملء الفراغ وتقوية عضدها خصوصا في جنوب البلاد، في حين تبدو القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية، غير قادرة على وقف توسع المتطرفين.
وللمرة الأولى منذ بدء عملياته لصالح قوات الرئيس عبد ربه منصور هادي قبل زهاء عام، شنت مقاتلات ومروحيات التحالف نهاية الأسبوع غارات ضد مناطق نفوذ للمتطرفين في مدينة عدن (جنوب)، في خطوة يرى محللون انها لن تكون كافية لاعادة عقارب الساعة إلى الوراء.
فخلال ثلاثة أشهر، قتل 150 شخصا في عمليات وهجمات تبناها تنظيم القاعدة أو تنظيم داعش، أو نسبت إليهما. واستهدفت العمليات رموز السلطة الرسمية، كالمسؤولين والعسكريين وافراد الشرطة.
وبدأ الوضع الامني في عدن بالتدهور منذ استعادت قوات هادي بدعم من التحالف في يوليو، السيطرة عليها وعلى اربع محافظات جنوبية اخرى كانت سقطت بمعظمها في يد الحوثيين وحلفائهم.
وبات المتطرفون يسيطرون على احياء بكاملها في عدن ويقيمون نقاط تفتيش، ويفرضون قوانينهم الاجتماعية بالقوة. ويحمل منتقدون للحكومة اياها مسؤولية تنامي نفوذ التنظيمات المتطرفة. ويتهمون مسؤولين بالتواطؤ مع التنظيمات وتزويدها بالسلاح.
وبحسب تقرير اصدرته في فبراير "مجموعة الازمات الدولية"، فان "تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب وتنظيم داعش هما بلا شك المستفيد الاول من الحرب" الدائرة في اليمن.
وتضيف المجموعة ان التنظيمين، وهما على "عداوة عقائدية" مع الحوثيين، ويتهمان الحكومة بـ "الردة"، استغلا الوضع "ودفعا بعناصرهما إلى ملء الفراغ الذي خلفه طرفا النزاع".
وحذرت المجموعة من ان "اسلحة وموارد كانت مخصصة للقوات المناهضة للحوثيين، انتهى بها المطاف في ايدي تنظيم القاعدة وتنظيم داعش، وهذا نسق يرجح استمراره في حال تراجع اكبر للحوثيين".
ويعتبر خبير عسكري غربي فضل عدم كشف اسمه انه "ليس ثمة تحالف (بين القوات الحكومية والمتطرفين)، انما تعايش بحكم الامر الواقع". في معاركها ضد المتمردين، استعانت الحكومة اليمنية بمجموعات مسلحة غير نظامية عرفت باسم "المقاومة الشعبية". وكانت هذه المجموعات مزيجا غير منظم في اطار موحد، اذ ضمت صفوفها مقاتلين سلفيين، وآخرين من "الحراك الجنوبي"، وحتى بعض المتطرفين، بحسب الخبير في الحركات الاسلامية في اليمن زيد السلامي.
وبعد استعادة المحافظات الجنوبية، عملت الحكومة على ضم أفراد "المقاومة" إلى القوات الرسمية بعد تأهيلهم وتدريبيهم. إلا أن أحد المسؤولين السابقين في "المقاومة" يؤكد أن العملية شابتها أخطاء.
ويوضح علي الأحمد لفرانس برس أن من هذه الأخطاء "نقص الموارد المالية وغياب آلية واضحة" لعملية الدمج، مشيرا إلى أن "إحباط" بعض العناصر من هذا الأمر "دفعهم للانضمام إلى القاعدة وداعش".
ويشير الأحمدي إلى أنه "نظرا إلى القدرات المالية التي يملكانها، تمكن تنظيم القاعدة وداعش من جذب مئات عناصر المقاومة الذين تعرضوا للاهمال وعدم الاهتمام بهم، واشتريا أسلحة كانت مخزنة في عدن والجنوب".
ويعد تنظيم القاعدة متجذرا في جنوب اليمن حيث ينشط منذ اكثر من 20 عاما. ورغم مقتل عدد من قياداته بضربات لطائرات اميركية من دون طيار خلال الاعوام الماضية، الا انه لا يزال، بإقرار من واشنطن، اقوى افرع تنظيم القاعدة عالميا.
وبحسب مجموعة "صوفان" الاستشارية، فهذا الفرع هو حاليا "اقوى من اي وقت مضى"، وقوة تنظيم داعش الحديث العهد في اليمن "لا تقارن" بنفوذ القاعدة فيه.
ونشأ تنظيم داعش في اليمن اثر انشقاق عناصر من القاعدة في نوفمبر 2014. ولم يتبن التنظيم هجومه الأول سوى في مارس 2015، حينما استهدف مساجد في صنعاء.
وبحسب "صوفان"، فتنظيم داعش الذي يسيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق، "يعوض النقص في العديد والدعم، بالعنف الشديد والاصرار على اكتساب موطئ قدم دائم في دولة اخرى منهارة".
في المقابل، يبدو تنظيم القاعدة في موقع اكثر ثباتا. فالتنظيم الذي سيطر لقرابة عام على محافظة ابين قبل ان يطرد منها في يونيو 2012، سيطر في أبريل 2015 على مدينة المكلا مركز محافظة حضرموت حيث يسيطر ايضا على منشآت نفطية من خلال "المجلس الاهلي"، وهو هيكلية غير رسمية تأتمر بأوامره. وتوسع التنظيم خلال الاشهر الفائتة، وبات يتواجد ايضا في محافظات أبين وشبوة ولحج.