«مقاتل داعش الشرس» الغموض يحيط بموته كما أحاطه حياً

الحدث الاثنين ١٤/مارس/٢٠١٦ ٢٣:٥٠ م

مسقط ــ
عمر الشيشاني، اسمه الحقيقي ترخان تيمورازوفيتش باتيراشفيلي من جورجيا، ومعروف بلحيته الكثة الصهباء ويعد من كبار القادة العسكريين في تنظيم داعش الإرهابي إن لم يكن المسؤول العسكري الأول.

وكانت الإدارة الأمريكية عرضت مكافأة بقيمة خمسة ملايين دولار لكل من يقدم معلومات تقود للقبض عليه أو قتله. وشغل الشيشاني مناصب عدة في القيادة العسكرية لتنظيم داعش بينها «وزارة الحرب»، بحسب وزارة الدفاع الأمريكية التي وصفته بـ»القيادي المحنك». إلا أن خبراء في ملف الإرهاب قالوا إنه من الصعب تحديد رتبته الفعلية.

وقاد الشيشاني عمليات عسكرية عدة للتنظيم المتطرف في محافظات سورية عدة بينها حلب (شمال) والحسكة (شمال شرق) ودير الزور (شرق) والرقة.
واعتاد «تنظيم داعـــــش إرسال الشيشاني إلى جبهات القتال في كافة مناطق سيطرته».

جدل واسع

جدل واسع حول مصيره بعد استهدافه في غارة أمريكية حيث تؤكد مصادر أن القيادي الكبير في تنظيم داعش عمر الشيشاني دخل منذ أيام في حالة موت سريري إثر استهدافه بغارة أمريكية في شمال شرق سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن «الشيشاني دخل منذ أيام في حالة موت سريري، ولم يعد يستطيع التنفس وحده بل أصبح بحاجة إلى أجهزة تنفس اصطناعية».
وكان مسؤول أمريكي رجح أن يكون الشيشاني، القيادي العسكري الكبير في تنظيم داعش، قد قتل في الأسبوع الأول من مارس في غارة جوية لطائرات التحالف الدولي بقيادة واشنطن خلال معارك مع قوات سوريا الديموقراطية في منطقة الشدادي في ريف الحسكة الجنوبي.
إلا أن المرصد السوري أكد أن الشيشاني أصيب بجروح خطيرة ولم يقتل وتم نقله إلى مستشفى في ريف الرقة الشرقي (شمال)، حيث استدعى التنظيم المتطرف طبيبا مختصا بجراحة الأوردة من جنسية أجنبية لعلاجه.

رواية أخرى

في حين أكدت القوات الأمريكية نجاة قائد تنظيم الدولة العسكري «عمر الشيشاني»، من الموت، بعد غارة استهدفت موكبه في الشدادي بسوريا.

ونقلت شبكة «بي بي سي» الإخبارية عن متحدث باسم القوات الأمريكية قوله، إن «12 شخصا، من أصل 13 استهدفتهم القوات الأمريكية، لقوا حتفهم في الغارة»، في إشارة إلى أن عمر الشيشاني هو الناجي الوحيد.
ولم يصدر أي تعليق من تنظيم «داعش» بخصوص مصير الشيشاني.

تنازع الأفكار

ولد الشيشاني في العام 1968 في قرية بيركياني في جورجيا، لعائلة باتيرشفيلي المعتنقة للدين المسيحي. العائلة الأصغر هي عائلة فقيرة مكونة من الأب تيمور باتيراشفيلي مسيحي الديانة، وأمه المسلمة هي ليلى اخيشفيلي، الأخ الأكبر تماز وهو مجاهد أيضا.

يظهر تنازع الأفكار جليا في حياته، فطبيعة القرية تغلب عليها الأرثوذكسية، وأمه المسلمة غير الملتزمة، وأبوه المسيحي، وأخوه السلفي، وواجبه «الوطني» للدفاع عن جورجيا من روسيا. يوجد نقص في المعلومات عن طفولة الشيشاني ومعتقداته في ذلك الوقت. ولكن المعروف أنه كان وطنيا حتى كبر وتطوع في القوات الجورجية.
قضى الشيشاني خدمته العسكرية الإجبارية في العامين 1986 و1987 في الجيش الجورجي، وبعد أن أنهى خدمته في أبخازيا المتنازع عليها بين روسيا وجورجيا، وقع الشيشاني عقدا في 1993 لينضم إلى الجيش الجورجي في كتيبة «الرماة».
شارك الشيشاني في الحرب الشيشانية الأولى (1994-1996) والثانية (1999).
تطوع الشيشاني في القوات المسلحة الجورجية في العام 2006 حسب قائده في الجيش، «أن الشيشاني كان هادئا وله شعبية بين زملائه وابتعد عن مناقشة الدين». ترقى سريعا في الجيش الجورجي، وفي العام 2008 ترأس الشيشاني وحدة أمنية تدعى سبيتزناز مهمّتها محاربة الجيش الروسي ورصد تحرّكاته. وتمت ترقيته لرقيب وأصبح راتبه 700 دولار وهو أكبر راتب وصل إليه أثناء تطوعه في الجيش. وفي العام 2010 تم تسريحه من الجيش. بعد قضاء فترة في المستشفى لإصابته بمرض السل. في العام نفسه اعتقلته الشرطة الجورجية، بتهمة حيازة أسلحة بطريقة غير شرعية، وحكم عليه بالسجن 3 سنوات. في أوائل العام 2012 أُطلق سراحه بسبب تدهور حالته الصحية، بعد أن قضى 16 شهراً من عقوبة أصلية مدتها 3 سنوات. بعد الإفراج عنه بسبب حالته الصحية المتدهورة، ماتت أمه ليلى اخيشفيلي بمرض السرطان بعد مصارعتها للمرض عندما كان الشيشاني في السجن.
كان الشيشاني يشرف على تسلل المقاتلين إلى نيا عبر مضيق انكيسي بوظيفة رسمية من القوات المسلحة الجورجية حتى سدت روسيا المضيق. وقد سُرّح من الخدمة، ليواصل القيام بدوره في تسلل المجاهدين ولكن بدون منصب رسمي. ولتغطية خروجه من الجيش الجورجي، قيل أنه لم تتم مكافأته، وأنه لظروفه الصحية، حيث أصيب بمرض السل عام 2010، وسرح من الخدمة لذلك في يونيو من العام ذاته.

انتقاله لسوريا

توجه الشيشاني إلى إسطنبول ثم وصل إلى الأراضي السورية بطريقة غير شرعية، للقتال لإسقاط الحكومة السورية. قاد الشيشاني مجموعة «جيش المهاجرين والأنصار»، المجموعة كانت تتألف إلى حدّ كبير من المقاتلين الشيشان. في أغسطس 2013، ظهرت براعته على أرض المعركة، عندما أثبت مقاتلوه أنهم جزء محوري في الاستيلاء على قاعدة منّغ الجوية، في شمال سوريا. في نوفمبر 2013، أعلن بيعته لزعيم التنظيم «أبو بكر البغدادي». فأصبحت الجماعة لواء في التنظيم ومن ثم تم إلغاء اللواء بأمر من الخليفة وتشكيل ولايات الدولة الإسلامية. وفي العام 2014، قاد هجوم «تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)» ضد جماعات إسلامية معادية في شرق محافظة دير الزور السورية، وتوسعت حينها المساحات التي يسيطر عليها التنظيم في محافظة دير الزور أو كما يسميها التنظيم «ولاية الخير» ليصبح قائداً رئيسياً لقوات التنظيم بعد مقتل القائد السابق «أبو عبدالرحمن البيلاوي» في شهر يونيو 2013.

لعمر الشيشاني عائلة أنشأها في جورجيا، ونقلها إلى سوريا. زوجته «عائشة» اسمها الأصلي سيدا دودوركيفا، هي ابنة الوزير السابق في الحكومة الشيشانية، آسو دودوركيفا، والذي تم إعفاؤه من المنصب من قبل الرئيس رمضان قديروف لدواعٍ أمنية تخص ابنته سيدا المقربة من أبي عمر الشيشاني.