مسقط- خالد عرابي
يتسم يوليو المجيد بأنه شهر المبادرات والمشاركات التي تأتي في مجملها احتفاءً واحتفالاً بيوم النهضة المباركة الذي يوافق الـ 23 من يوليو، وتتنوع تلك المبادرات فكل يجود بما يملك، وكل يبادر في مجاله، فالرياضيون يساهمون بمبادرات رياضية وكذلك الاقتصاديون والاجتماعيون غير أن هذا المبادر وما يقوم به من مبادرات مختلفة عن غيره كثيرا، فهو الحاصل على لقب "المتبرع العام بالدم في السلطنة" إنه الفاضل أحمد الخروصي الذي تأتي مبادراته مع فريق عمان للمتبرعين بالدم عن طريق تشجيع الآخرين وتنظيم عدد من حملات التبرع بالدم لتكون نوعا من التعبير عن العطاء ورد الجميل والعرفان للوطن، أضف إلى ذلك مشاركته في بعض منها متى أمكن له ذلك، حيث إن هناك فترة محددة لابد أن تمر بين كل تبرع وآخر بالدم..
يقول المتبرع العام بالدم في السلطنة، أحمد الخروصي: نحن كفريق التبرع بالدم نحتفل بهذه المناسبة الغالية بطريقتنا، فبما أن الدم هو أغلى شيء وأجود ما يمكن أن يجود به الإنسان فإن احتفالنا يكون بتبرعي بالدم وكذلك فريق عمان للتبرع بالدم -بحكم كوني الرئيس الفخري للفريق-، وكذلك تنظيمي والفريق لعدد من حملات التبرع بالدم حيث ستكون هناك حملتان للتبرع بالدم بمناسبة يوم النهضة المباركة، الأولى ستكون يوم 22 يوليو في صلالة، تحت عنوان وشعار: "صلالة تجمعنا للتبرع بالدم" وذلك بتنظيم مني كمتبرع عام بالدم في السلطنة وفريق المسنيين بمحافظة ظفار، وبالتعاون مع فريق الأيادي الخضراء البيئي من دولة الكويت الشقيقة -والذي نلت شرف أن أكون العضو الفخري به- وذلك بدعوة مني وذلك بعد أن شاركت معهم -وبعض الزملاء من السلطنة- في حملة بدولة الكويت في مجمع السالمية، أما الحملة الثانية فستكون يوم 23 يوليو في جراند مول بركاء، وتمنى من جميع الفرق التطوعية ومن يستطيع المشاركة أن يكون متواجدا هناك في الحدث وداعما لنا، ولا ننسى هنا أن نشكر بعض الفرق التي أعلنت عن دعمنا ومشاركتها في هذه الفعالية ومنها: فريق المسنين بظفار وفريق سوار بهلاء وشبكة أطياف الإعلامية والعضو المتطوع من دائرة خدمات بنوك الدم "وهو سليمان بن حمد البوسعيدي" وغيرهم.
أما عن ما يعنيه له التبرع بالدم والدعوة له وتنظيم حملات التبرع بالدم في هذا اليوم فقال: نحن نريد أن يكون الاحتفال بالنهضة المباركة نوعا من المبادرة، وأن يبادر الشباب وكل من يستطيع التبرع بالدم من نفسه دون الانتظار لحين أن تأتي له رسالة أو دعوة لمطالبته بالتبرع بالدم، فجيل الشباب -وخاصة من سن 18 وما فقو- هو المستقبل لذلك ينبغي أن يكون مبادرا، وهذا هو هدفنا الأساسي الذي نسعى لتحقيقه، علما أننا نرى أن هناك استجابة من الشباب في كل مرة وعليه فنحن ماضون في سبيل النهضة وأن يكون المعنى الموازي لها هو المبادرة والعمل والعطاء.
وعن رحلته مع التبرع بالدم قال الخروصي: بدأت التبرع بالدم لأول مرة في 16 أبريل 1986م، وكان ذلك بعد أن تعرضت لحادث كبير في 31 مارس 1983 ونقلت على أثره إلى المستشفى السلطاني ثم استمرت رحلة العلاج لنحو 3 سنوات، وما أن بدأت أن أعود لحالتي الطبيعية إلا وفكرت في أن أصعب ما واجهني في تلك الرحلة في البداية هو الحاجة إلى دم، وعندها أدركت فعلا معنى القول إن "نقطة دم تساوي حياة".. وللأمانة فإن الدولة والحكومة لم تقصر، حيث تم إرسالي لإتمام علاجي في الخارج وتحديدا في الولايات المتحدة الأمريكية، لذلك فبعد إتمام شفائي وعودتي كان أول ما فكرت به هو كيف أرد الجميل لهذا الوطن وللمجتمع، خاصة بعد أن عرفت كيف تكون المعاناة عند الحاجة إلى دم، ومنذ تلك الفترة كانت ومازالت رسالتي هي التوعية بأهمية التبرع بالدم وأن أتبرع شخصيا به كلما قدرت على ذلك، لذلك بلغ عدد المرات التي تبرعت بها حتى الآن 125 مرة، كما أخذت على عاتقي مهمة تشجيع الناس على ذلك حيث أقوم بالمشاركة وتنظيم الحملات -ليس في العاصمة مسقط فحسب- وإنما في العديد من ولايات السلطنة بل ومؤخرا توسع نشاطي وأصبحت لي الكثير من المشاركات الخارجية وذلك بطلب من بعض الدول الشقيقة ومنها في الإمارات في الشارقة وأبوظبي وآخرها في دولة الكويت الشقيقة.
وأشار الخروصي إلي أنه لكي ينجح في إيصال رسالته لم يكتف لتبرعه فقط ودعوة الآخرين بل سعى دائما إلى دعوة أهل بيته وأسرته ليكونوا قدوة في ذلك، فبتشجيع منه تبرعت زوجته بالدم 25 مرة حتى الآن، وبناته الثلاث استقلال ونوال وآمال كل واحدة تبرعت بالدم أربع مرات وأخيه سالم تبرع بالدم 60 مرة، وكذلك بقية أخوته. كما أشار إلى أنه الآن توجه للتبرع بالصفائح الدموية لأنها لها أهمية كبرى كما أنه يمكن التبرع عدد مرات أكثر خلال العام، وأكد على أن هناك إشكالية في ذلك وهي أن البعض يخاف من طريقة التبرع بها لأنها تأخذ وقتا أطول في حين أنه ليست هناك أي مشكلة منها ويبقى فقط العامل نفسي، فقط علينا أن نبادر وأن نضع في أنفسنا وذهننا أننا نذهب لإنقاذ حياة إنسان.