دراسة مصرية : الملك طاهرقا أكبر مناور عسكري في التاريخ

مزاج الاثنين ١٤/مارس/٢٠١٦ ٢٣:٢٩ م
دراسة مصرية : الملك طاهرقا  أكبر مناور عسكري في التاريخ

( د ب أ) - قالت دراسة تاريخية مصرية إن أكبر مناور عسكري في التاريخ، كان مصريا، وكان رابع ملوك الأسرة 25 في مصر الفرعونية، وهو الملك " طاهرقا " الذى عُرف بين المصريين بخمسة أسماء مختلفة، واستغل خبرته العسكرية ،وقدرته على المناورة خلال المعارك الحربية، في استعادة مجد مصر القديمة ببلاد الشرق الأدنى. وقال عالم المصريات، الدكتور أحمد صالح عبدالله صاحب الدراسة ، إن طاهرقا كان ملكا نوبيا مصريا سعى لاستعادة الأمجاد المصرية في الشرق الادني القديم, وحمل علي عاتقه رفع إسم مصر واسترداد قوتها ومكانتها وهيبتها مرة ثانية رغم أن الظروف لم تكن مواتية ورغم أن عصره شهد ظهور قوة عالمية في العالم القديم وهي الأشوريين، وكان شخصية مصرية ونوبية بارزة في تاريخ مصر القديمة. كما عرف بأنه صاحب شخصية عسكرية قوية ، وأطلق عليه المؤرخ الروماني سترابو بأنه " أعظم مناور عسكري في التاريخ", وبرغم خلفيته العسكرية إلا انه كان متدينا واهتم بالبناء والتشييد لكل الالهة المصرية, وكان يرتبط بشكل خاص بالإله آمون أو آمون رع ، وقد ولد بمدينة نباتا التي كان إلهها الرئيسي أمون رع, وأن طاهرقا كان رابع ملوك الاسرة 25 التي حكمت مصر والنوبة. وكان " طاهرقا" ، بحسب الدراسة التاريخية ، من بين أكبر ملوك مصر قامةً ،كان ضخم البنية وطويل القامة وواسع الكتفين وقد عرفنا انه ضخم البنية من خلال قطر الخاتم الذي عثر عليه في مقبرته. ولد الملك طاهرقا في الثلث الأخير من القرن الثامن قبل الميلاد - أي عام 721 أو 722 قبل الميلاد - وهو ابن الملك بعنخي أحد ملوك الاسرة 25 فى مصر الفرعونية, من زوجته وأبنة عمته عابار عازفة السيستروم في معبد الإله آمون رع في " كاوا أى الكوة ", و

تزوج الملك طهرقا من ثلاث سيدات اثنتين منهن كانتا أختين وهن بنات الملك بعنخي أما الثالثة فكانت مجهولة النسب. ويشير الدكتور أحمد صالح عبدالله في دراسته إلى أن شكوكا ترددت حول الملك طاهرقا وكيف تولي الحكم بعد أخيه شاشاباتكو، وقال المؤرخ مانيتون إن طاهرقا تولي الحكم بعد أن قتل أخيه ويزعم بعض الباحثين انه كانت هناك خلافات عائلية وانه ربما كان شاباتاكو أخا لطاهرقا ولكن من أم أخري ومن فرع آخر من العائلة ينتمي إلي الجد كاشتا بينما كان طاهرقا ينتمي إلي الجد "الارا" ولكن العلاقة بينهما كانت جيدة ،وكان طاهرقا يشير إلي مدي عمق العلاقة بأخيه في كل المناسبات وكأنه كان مشتبه في انه قتل أخيه, وفي احدي لوحات منطقة الكوة الأثرية يوجد دليل علي تحديد السنة الأولي من حكم الملك طاهرقا وعرف منها أن الملك طهرقا خلف الملك شاباتكو. وقال " صالح " إنه يبدو أن عائلة الأب والأم قد أثرت في حياة " طاهرقا" حيث انه كان ميالا لعائلة الأم وقد ذُكر في أكثر من نص فخره بأنه حفيد للملك النوبي العظيم "الارا" وهو جده لأمه, وكان فخورا بأمه ومحبا لها وقد ظهرت أمه في مناظر طقسية وهي ترافقه, وألقت عدة نصوص من عصره الضوء على الأصداء التي تركتها زيارة أمه له في مدينة منف. وقبل عشرة سنوات من توليه الحكم كان الملك طاهرقا أميرا وقد تولي قيادة الجيش في معركة حربية ضد الملك الآشوري سيناخريب, وفي هذه المعركة كان طاهرقا قد جاء بناء علي طلب للمساعدة من ملك يهودا حزقيا، وفشل حصار سيناخريب للقدس بسبب مساعدة طاهرقا, ويعد طاهرقا منقذا الشعب اليهودي عندما حاصرهم الملك الآشوري سيناخريب ، ويعتبر الغرب ، بحسب قول أحمد صالح عبدالله هذا الأمر مرحلة فاصلة في تاريخ اليهود. وكان طاهرقا قائدا للجيش أثناء هذه الأحداث, ويشير هيرودوت في مؤلفه "التاريخ " والذي كتبه في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد،

أن عناية إلهية أنقذت أورشليم من حصار سيناخريب, والذي هزمه سيثوس بعد أن صلي للالهة, والتي أرسلت جرذان أكلت أوتار الأقواس, وأتلفت جعاب السهام ونشرت مرض الطاعون, وقد سجل هذه المعجزة الملك سيثوس علي تمثال حجري له وهو يمسك بفأر, وكتب علي التمثال عبارة " انظر لي وتعلم كيف تحترم الالهة ". ونشر كاتب أمريكي مقيم في كندا واسمه هنري اوبن كتابا بعنوان " إنقاذ أورشليم.. التحالف بين العبرانيين والأفارقة عام 701 قبل الميلاد "ويقدم في كتابه فرضية بان الملك الآشوري سيناخريب كان قد هاجم مدن يهودا, واستقر في مدينة لاكيش, وأراد أن يحاصر أورشليم, ولكنه تقهقر أمام الملك الكوشي طاهرقا. وتقول نصوص لوحة بمتحف برلين ، أن الملك طاهرقا واجه الملك الآشوري اسرحدون مرتين الأولي عام 674 قبل الميلاد ، حين حاول اسرحدون السيطرة علي بلاد الشام, ولكن طاهرقا أوقفه, وحاول اسرحدون دخول مصر لمعاقبة طاهرقا وتدخله في بلاد الشام, ولكن طاهرقا أوقفه مرة ثانية, عام 671 قبل الميلاد. وتحوى كثير من متاحف العالم ، مثل متحف اللوفر ومتحف برلين والمتحف البريطاني لوحات تؤرخ لتاريخ الملك طاهرقا، كما توجد الكثير من المعابد والمقصورات التي اقامها طاهرقا لآلهة مصر القديمة في الأقصر واسوان ومنف وغيرها من المدن التاريخية بمصر.