مسقط -
في عددها الجديد، لشهر يوليو، الذي طُرح مؤخرا في الأسواق، تخصص مجلة «التكوين» مساحة واسعة لرصد تجليات النهضة العُمانية المباركة، من خلال نبش الذاكرة وتتبع الكثير من ملامح هذه النهضة الشاملة التي شهدتها البلاد منذ انبلاج فجرها الأول في 23 يوليو من العام 1970م، حينما ألقت عن كاهلها عقودا من التخلف، لتبدأ رحلة جديدة مع الحياة المعاصرة التي يليق ببلاد عرفها التاريخ، ترفع راياتها في عنان السماء.
تحتفي التكوين بهذه المناسبة عبر مجموعة من الصفحات تشكّل رؤية لما وصلت إليه البلاد بعد 48 عاما. وفي هذا السياق يكتب رئيس التحرير الروائي محمد بن سيف الرحبي عن استشراف المستقبل بثقة رغم التحديات. فيما يكتب الأستاذ حمود بن سالم السيابي عن أسماء الأماكن التي صاغها المقام السامي لتعبّر عن مرحلة مختلفة من البناء، ونطوف على أصداء النهضة المعاصرة كما رصدتها جهات أجنبية، مراكز أو وسائل إعلام وغيرها، لترى أي مكانة كتبت عُمان اسمها في صدارتها بأحرف من عطاء وجهد وسمو.
كما يحتفي العدد بوجه مشرّف من وجوه النهضة الحديثة، حيث عطاء المرأة الحديثة واغتنامها للفرص، وذلك عبر تسليط الضوء على تجربة د.زينب البلوشية التي ترأست المجلس العُماني للجراحة كأول امرأة تتولى قيادة دفة هذا المجلس رغم دقة تخصصيته، وهي التي اختارت التميّز لتلتحق بكلية الطب. وعبر صفحات المجلة هناك العديد من اللقاءات مع أسماء مضيئة في شتى المجالات، ليبقى فخر عُمان بإنسانها، ذلك الذي سار في قديم الزمان يكتب قصتها على كتب التاريخ، وإنسان الحاضر الذي يرفع عماد البناء في بلاده.
وفي الملفين الثقافي والفني مساحة واسعة من الحديث عن مبدعين يكتبون بالقلم والريشة والصوت ما يجعل محاورتهم ضرورة صحفية تليق بعطاء ومواهب تتشكّل لتمنحنا الجمال بما تقدّمه، كمثل ذلك الفنان اليوناني الذي استغرقه حب عُمان فجعلها مثالا جماليا يكتبه بطريقته، إضافة إلى مواهب عُمانية أخرى تقدّم إبداعها بين صفحات التكوين.
وفي الملف السياحي تقدّم المجلة لقارئها تطوافا في عيون المياه الكبريتية، ووصولا إلى سور الصين العظيم حيث يسافر رئيس التحرير متتبعا حكمة كونفوشيوس في تلك البلاد، راصدا كيف تتغلغل حكمة ذلك الرجل في الذاكرة الصينية رغم مرور القرون على ذلك، ورغم الطفرة الصناعية التي تشهدها هذه البلاد. الملف العلمي جاء غنيا بالمواضيع المنوّعة، حيث اشتمل على حوار مع مريم بنت حمد الراسبية، مديرة المشاريع في شركة شبكة المدينة العالمية للتكنولوجيا، إلى جانب العديد من الأخبار والتقارير المترجمة، ورصد المستجدات على الميدان العلمي والتقني.
كما اشتمل العدد على جملة من الأخبار الطريفة، بالإضافة إلى عدد من المقالات المنوّعة بأقلام نخبة من الكتّاب العُمانيين والخليجيين والعرب.