مسقط - العمانية
تشهد العديد من محافظات السلطنة خلال هذه الأيام موسم حصاد وتبسيل نخلة «المبسلي» وأصناف أخرى من النخيل في تظاهرة اجتماعية واقتصادية حافلة بالعديد من العادات الأصيلة والتقاليد التي حافظ عليها العُمانيون في إطار اهتمامهم بالنخلة ورعايتها.
وتعود كلمة «التبسيل» إلى نوع من أصناف ثمار النخيل يسمى «المبسلي» يتم طبخها بعد أن يتحوّل لونها إلى اللون الأصفر وتصبح «بسرة» أي قبل أن تبدأ بالتحوّل إلى «رطب» والتي تتميّز بكبر حجمها.
وقد بدأ موسم حصاد وتبسيل نخلة المبسلي وهو الصنف الرئيسي لإنتاج البسور وأصناف أخرى من ثمار النخيل كـ«المدلوكي»، و«أبونارنجة» هذا العام في أواخر شهر يونيو الفائت بعد نهاية جداد «حصاد» نخلة النغال وسط تفاعل أسري وشبابي كبير، حيث تتنوّع الاستعدادات والمظاهر الاحتفالية في العديد من المحافظات ابتهاجا بهذه المناسبة السنوية التي يحرص عليها زراع نخلة المبسلي.
وتبدأ عملية التبسيل بعد أن تصبح ثمار نخلة المبسلي مكتملة الاصفرار «بسر» بعدها تتم عملية الحصاد، ومن ثم فصل البسور عن العذوق وتنقيتها جيداً من الشوائب ثم تنقل مباشرة إلى أماكن الطبخ التي تسمّى «التركبة»، وتوضع البسور في الماء في مراجل نحاسية كبيرة يتم فيها طبخ وغلي البسور جيداً لمدة تتراوح ما بين 15 إلى 20 دقيقة وهي المرحلة الأهم لضبط جودة المنتج حتى يصبح ذلك البسر «فاغوراً» بعدها يؤخذ إلى أماكن مفتوحة للتجفيف تسمّى «المسطاح» ويعرض لحرارة الشمس المباشرة لمدة تتراوح ما بين 3 إلى 5 أيام وعندما يصبح جافا تتم تعبئة المحصول ووضعه في أكياس ليتم بعد ذلك بيعها أو تصديرها.
وخلال عملية حصاد نخيل المبسلي والأصناف الأخرى في عملية تسمّى «الجداد» تجتمع الأسرة صغارا وكبارا إذ يحرص الأبناء من الشباب والأطفال والنساء والرجال يشاركهم أقاربهم وجيرانهم على وجودهم مبكرين قبل طلوع الشمس في مزارع النخيل للتعاون والمساعدة في جني المحصول ويبدأ الرجال عملية الجداد بإنزال العذوق من أعلى النخيل فيما يقوم الأطفال والنساء بإجراء عمليات فصل الثمار عن العذوق وفصل الرطب عن البسر وتنقيتها من الشوائب.
وتصاحب عملية «الجداد» عادات اجتماعية حافظ عليها العُمانيون تتمثل في التصدق بجزء من الثمار وإعطاء كميات منها لمن قدّموا يد المساعدة من الأقارب والجيران والأصدقاء إضافة إلى ترديد الأناشيد التراثية الجميلة خلال العمل والتي تحث على التعاون وتعبّر عن البهجة والفرح.
ويقوم المزارعون ببيع محصولهم من البسور إلى الحكومة ممثلة في وزارة التجارة والصناعة بالإضافة إلى عدد من الأسواق الخارجية من خلال عملية تصديره.
وتؤكد وزارة التجارة والصناعة لوكالة الأنباء العمانية استمرارها للنهج والدور الذي تقوم به في استلام محصول البسور كل عام بمخازن الوزارة بالوادي الكبير من مختلف محافظات السلطنة المنتجة للبسور العُمانية، وتقديم الدعم للمزارعين الموردين لبسورهم، وكذلك صرف الدعم للمزارعين الذين سيقومون بتصدير منتجاتهم من محصول البسور لهذا العام 2018م للأسواق الخارجية بشكل مباشر تشجيعا لهم في إيجاد أسواق بديلة وجديدة يتم فيها تسويق منتج البسور.
وقد بدأت الوزارة الاستعداد لاستقبال محصول البسور لهذا العام من المزارعين، بتجهيز مخازن البسور بالوادي الكبير وتنظيفها ورشها بالمبيدات لتهيئتها لاستقبال المحصول.
وقد حددت الوزارة تاريخ 1/7/2018م موعدا لطرح المناقصة الخاصة بأعمال المناولة وتجهيز البسور لعام 2018م، بهدف التعاقد مع إحدى المنشآت المحلية للقيام بأعمال تفريغ وشحن البسور بمخازن الوزارة وتنقيتها من الشوائب وإعادة تعبئتها في أكياس جديدة تمهيدا لتصديرها.
وستقوم الوزارة بطرح المزايدة لبيع محصول البسور لهذا العام للتنافس من قِبل الشركات المحلية لشراء المحصول وتسويقه محليا وخارجيا، وقد أجرت الوزارة بعض التعديلات على مناقصة المناولة وتجهيز البسور ومزايدة بيعه هذا العام بهدف تقليل الفاقد من الخسائر والحد منها مقارنة بالأعوام السابقة، ومن المؤمل أن يكون موعد الاستلام في مخازن الوزارة خلال الفترة من 15/10/2018م إلى 31/12/2018م.