واشنطن - رويترز
في الوقت الذي تفقّد فيه الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونج أون، القاعدة العسكرية "KPA №1524"، الواقعة في مقاطعة بيونجان الشمالية عبّر مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، عن اعتقاده بأن القسم الأكبر من برامج كوريا الشمالية النووية والكيماوية والبيولوجية يمكن تفكيكه خلال عام، بيد أن بعض الخبراء يقولون إن العملية بأكملها قد تستغرق وقتا أطول بكثير من ذلك.
وأبلغ بولتون برنامج "فيس ذا نيشن" الذي تبثه شبكة "سي.بي.إس" بأن واشنطن وضعت برنامجا مدته عام لتفكيك برامج أسلحة الدمار الشامل والصواريخ الباليستية لدى كوريا الشمالية شريطة تعاون بيونج يانج وإفصاحها عمّا لديها من أسلحة.
وقال بولتون: "إذا كانوا اتخذوا بالفعل قرارا استراتيجيا بفعل ذلك وأبدوا تعاونا فيمكننا إذن التحرّك بسرعة كبيرة.. سنتمكّن من الناحية المادية من تفكيك الجزء الأكبر من برامجهم خلال عام".
وأضاف أن وزير الخارجية، مايك بومبيو، سيبحث على الأرجح هذا المقترح مع الكوريين الشماليين قريبا. وذكرت صحيفة فايننشال تايمز أن من المقرر أن يزور بومبيو كوريا الشمالية هذا الأسبوع لكن رويترز لم تتأكد من خططه الخاصة بالسفر.
وشكك بعض الخبراء في الإطار الزمني المتفائل الذي طرحه بولتون.
وقال توماس كانتريمان، وهو أكبر مسؤول سابق عن ضبط التسلح في وزارة الخارجية الأمريكية خلال فترة إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، "من الممكن فعليا تفكيك الجزء الأكبر من برامج كوريا الشمالية في غضون عام".
لكن أضاف: "لا أعتقد أنه من الممكن التحقق من التفكيك الكامل خلال عام ولم أرَ بعد أدلة على قرار حازم من جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية للقيام بالتفكيك الكامل".
ولا تعرف أجهزة المخابرات الأمريكية على وجه اليقين عدد الرؤوس الحربية النووية التي تملكها كوريا الشمالية. وقدّرت وكالة المخابرات الدفاعية أن عدد تلك الرؤوس نحو 50، وهو أعلى تقييم بين أجهزة المخابرات الأخرى. لكن كل هذه الأجهزة تعتقد جميعا أن بيونج يانج تخفي عددا غير معروف، خاصة من الرؤوس التكتيكية الأصغر، في كهوف وغيرها من المنشآت تحت الأرض في أنحاء البلاد.
ونقلت قناة "سي.بي.إس نيوز" عن مسؤولين أمريكيين قولهم يوم الجمعة إن وكالات المخابرات الأمريكية تعتقد بأن كوريا الشمالية زادت إنتاج الوقود اللازم لصنع أسلحة في عدة مواقع سرية في الشهور القليلة الفائتة وربما تحاول إخفاءها خلال سعيها للحصول على امتيازات في المحادثات النووية مع الولايات المتحدة.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست يوم السبت أن مسؤولي المخابرات الأمريكية خلصوا إلى أن كوريا الشمالية لا تعتزم التخلي تماما عن ترسانتها النووية وتدرس سبلا لإخفاء عدد من الأسلحة التي بحوزتها. كما ذكرت أن بيونج يانج لديها منشآت إنتاج سرية وفقا لأحدث الأدلة التي لدى هؤلاء المسؤولين.
ورفض بولتون التعليق على تقارير المخابرات لكنه قال إن الولايات المتحدة ذهبت للمفاوضات النووية وهي تعي عدم التزام بيونج يانج بتعهداتها السابقة.
وأضاف: "نعرف تماما ما هي المخاطر.. استغلالهم المفاوضات لإطالة الوقت من أجل مواصلة برامجهم للأسلحة النووية والكيماوية والبيولوجية والخاصة بالصواريخ الباليستية".
وتابع قائلا: "ليس هناك أي أوهام لدى المجموعة التي تقوم بذلك.. نحن على دراية تامة بما فعلته كوريا الشمالية في الماضي".