عباس للأمير وليام: آمل أن تعود عند الاستقلال

الحدث الخميس ٢٨/يونيو/٢٠١٨ ٠٣:٥٠ ص

تقرير إخباري

"أتمنى أن يعود الأمير وليام إلى زيارتنا عندما يحصل الشعب الفلسطيني على استقلاله. إن الجانب الفلسطيني جاد في الوصول للسلام مع إسرائيل، لتعيش الدولتان بأمن واستقرار على حدود الرابع من حزيران عام 1967"
هكذا بدأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس حديثه للأمير وليام دوق كامبريدج، نجل ولي عهد بريطانيا بعد ترحيبه به لدى وصوله إلى مقر الرئاسة الفلسطينية في مدينة رام الله قادما من إسرائيل.
وأضاف عباس: "نريد الوصول إلى السلام من خلال المفاوضات، وموقفنا هذا لم يتغيّر منذ زمن طويل".
ورحّب الرئيس، بزيارة الأمير وليام الأولى إلى فلسطين، وأعرب عن أمله بألا تكون الأخيرة.
وقال عباس: "نعتقد أن هذه الزيارة تقوّي علاقات الصداقة بين الشعبين البريطاني والفلسطيني، ونحن دائما بحاجة لدعم الشعب البريطاني من أجل قضيتنا الفلسطينية العادلة".
وذكر عباس أن الحكومة البريطانية قامت مؤخرا بتقديم دعم لوكالة الغوث "الأونروا"، وهذه إشارة مهمة في هذه الظروف.
وجدد عباس التأكيد على وقوف فلسطين ضد الإرهاب بكافة أشكاله، وقال: "ملتزمون بمحاربة الإرهاب حيثما كان محليا وعربيا ودوليا، لذلك نجري اتصالات مع كل دول العالم بهذا الخصوص".
بدوره، عبّر الأمير وليام، عن سعادته بزيارته الأولى إلى فلسطين، وأنه سيلتقي مع عدد من الفلسطينيين اليوم، ومشاهدة مجموعة من الفعاليات الثقافية.
وشكر الرئيس عباس على الاستقبال الحار، وقال: "سعيد بأن دولتي تعمل معكم في مجالات التعليم، وآمل أن يستمر هذا التعاون للوصول إلى السلام في المنطقة".
وفي القدس زار الأمير وليام حفيد الملكة إليزابيث نصب ضحايا المحرقة النازية في مستهل أول زيارة رسمية يقوم بها أحد أفراد العائلة المالكة البريطانية إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية.
ووضع وليام، وهو الثاني في ترتيب ولاية عرش بريطانيا، إكليلا من الزهور داخل نصب ياد فاشيم لضحايا المحرقة الذي حُفرت أسماء معسكرات التعذيب والاعتقال على أرضيته.
وقال وليام، الذي كان يضع قلنسوة يهودية سوداء على رأسه، أثناء تفقده متحف النصب التذكاري ومشاهدته أحذية أخذها النازيون من اليهود في معسكر مايدانك النازي "هذا مروّع، أحاول أن أستوعب نطاق ذلك". وكان هذا المعسكر يقع بالقرب من مدينة لوبلين في بولندا.
وفي المقر الرسمي التقى الأمير مع أقارب الراحلة راشيل كوهين التي خبأتها الأميرة أليس والدة الأمير فيليب (97 عاما) البريطاني من الشرطة النازية مع اثنين من أطفالها الخمسة، في قصرها في اليونان.
وخلال اجتماع مع الرئيس الإسرائيلي ريئوفين ريفلين قال الأمير، الذي يقوم بزيارة وصفتها بريطانيا بأنها غير سياسية، إنه يأمل "أن يتحقق السلام في المنطقة". وكانت محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية قد انهارت العام 2014.
وفي نصب ياد فاشيم وقّع وليام في سجل الزوّار وتحدّث مع رجلين ممن نجوا من محارق النازي بفضل التدخل البريطاني.
وكان هنري فونر (86 عاما) وبول ألكسندر (80 عاما) ضمن آلاف الأطفال اليهود الذين أخذتهم بريطانيا في إطار جهود "نقل الأطفال" من البلدان الأوروبية التي كانت تسقط أمام الغزو الألماني في ثلاثينيات القرن الفائت.
وقال ألكسندر: "أقول لسمو الأمير إن هذه فرصة فريدة كي أعبّر عن شكري للشعب البريطاني الذي فتح دياره لي ولعشرة آلاف طفل أتوا إليه".
وفي وقت لاحق مشى وليام مرتديا نظارة شمسية على الشاطئ في تل أبيب وتحدّث مع المارة قائلا "كان يتعيّن عليّ إحضار رداء السباحة". وفي حدث يتعلّق بكرة القدم في يافا عاتب الأمير الصحفيين الذين تزاحموا حول الفتيان.
وقال الأمير: "يا شباب هلا أفسحتم لنا، يوجد أطفال هنا". وعانى الأمير في صغره من ملاحقة الصحفيين لوالدته الأميرة الراحلة ديانا التي توفيت في حادث سير في باريس العام 1997 أثناء ملاحقة مصورين صحفيين لسيارتها.
وتجيء زيارة وليام تلبية لطلب من الحكومة البريطانية. وكانت السياسة البريطانية قبلها تتمثل في عدم قيام أي فرد من العائلة المالكة بزيارة رسمية للمنطقة قبل حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.