العرق يرصد حالتنا الصحية

مزاج الاثنين ١٤/مارس/٢٠١٦ ٠٠:٥٣ ص
العرق يرصد حالتنا الصحية

يدبورا نيتبيرن- ترجمة: أحمد بدوي

ابتكر العلماء جهازا قابلا للارتداء يتابع إفرازات الجسم من العرق ويرصد الحالة الصحية من خلال تحليل التركيب الكيميائي للعرق.

والجهاز الجديد الذي عرضته مجلة نيتشر Nature في عددها الأخير مرن إلى حد يسمح بارتدائه على الجسم دون أن يتسبب في إعاقة الحركة وهو مزود ببلوتوث يرسل معلومات آنية مباشرة إلى الهاتف الذكي. وربما يساعد الجهاز فيما بعد في تنبيه المستخدمين بمخاطر الجفاف والتعب والإجهاد والأمراض الجسدية الأخرى.

يقول البروفيسور علي جافي أستاذ الهندسة الكهربائية في جامعة كاليفورنيا في بيركلي والمشرف على الدراسة أن الهدف في نهاية المطاف أن يكون هناك مختبر شخصي متنقل لكشف الأمراض في الجسم.
وفي الوقت الحالي يمكن للجهاز رصد وتتبع مستويات أربعة مؤشرات حيوية في العرق بما في ذلك الشوارد مثل الصوديوم والبوتاسيوم، والأيض مثل الجلوكوز واللاكتات، كما أنه مزود بجهاز استشعار لدرجة حرارة الجسم.
ويشير الباحثون في الدراسة إلى أن انخفاض مستويات الصوديوم والبوتاسيوم في العرق قد يكون مؤشرا على بداية تشنجات العضلات والجفاف، في حين أن متابعة الجلوكوز في العرق يمكن أن يوفر أدلة على مستويات الجلوكوز في الجسم. وقد تبين أن مستويات لاكتات العرق مرتبطة بانخفاض تدفق الدم في أجزاء معينة من الجسم.

ويقول جافي إن الجهاز في صورته الحالية ليس سوى البداية، ويتطلع فريق البحث إلى استخدامه في متابعة مجموعة من البروتينات والجزيئات والأيونات الأخرى التي يمكن أن تقدم المزيد من المؤشرات عن الحالة الصحية للشخص.

وعلى مدى عقود اعتمد الأطباء على الدم في المقام الأول ثم على البول واللعاب بدرجة أقل للحصول على معلومات لتقدير درجة قيام الجسم بوظائفه في لحظة زمنية معينة، بينما ظل السائل الجسدي الآخر وهو العرق بعيدا إلى حد كبير عن معايير تقييم الحالة الصحية، ويرجع ذلك في الغالب إلى التحدي المتمثل في جمع كميات كافية من العرق لاستخدامها في التحليل الكيميائي.

والجهاز الجديد لا يزال يتطلب وجود قدر من العرق على جسم المستخدم ولكن ليس بكميات غزيرة كي تعمل أجهزة الاستشعار، ويوضح جافي أن أجهزة الاستشعار يمكنها الحصول على قياسات دقيقة من مجرد 1/‏10 من قطرة عرق، ويتوقع أن ينخفض هذا القدر في المستقبل، ويقول إن الهدف على المدى الطويل أن يعمل الجهاز بحد أدنى من العرق لا يتطلب بذل مجهود من المستخدم لإفراز العرق.

ورغما عن أن الجهاز الجديد ليس الأول في رصد العرق من بين الأجهزة القابلة للارتداء ولكنه الأول الذي يقيس مجموعة من المؤشرات الحيوية في الوقت نفسه.
ويشير جافي إلى وجود تحديين رئيسيين أمام فريق البحث أولها أن عليهم تصميم أربعة مستشعرات كل منها يتابع مادة كيميائية واحدة ضمن الإفرازات الكيميائية الهائلة في العرق، والتحدي الآخر أن عليهم التأكد أن تلك القراءات يتم تفسيرها بصورة صحيحة مع تغير العوامل البيئية مثل درجة الحرارة.

ويضيف: جافي أن التغير في درجة الحرارة يمكن أن يغير الناتج في جهاز الاستشعار، فعندما يبدأ الشخص في العرق تنخفض درجة حرارته وهذه هي الطريقة التي يقلل بها الجسم حرارته، ولكن مع الاستمرار في ممارسة التمرينات الرياضية يستعيد الجسم حرارته. ولضمان قراءات دقيقة مع مرور الوقت قامت مجموعة البحث بعمل كمبيوتر صغير مرن يمكنه معايرة قراءة درجة الحرارة مع بيانات الاستشعار عن بعد.

بدوره قال جيسون هايكنفيلد وهو مهندس كهربائي في جامعة سينسيناتي أن جهاز مراقبة العرق الجديد يبدو مثيرا للإعجاب، وربما يأتي اليوم في المستقبل نتذكر فيه كيف أننا كنا نعيش بدون جهاز شخصي لمراقبة حالة الجسم من خلال العرق.

تربيون ميديا