جهاز كاشف لتفتيش نواب برلمان كوسوفو

الحدث الاثنين ١٤/مارس/٢٠١٦ ٠٠:٠٥ ص

بريشتينا -

تعتزم حكومة (كوسوفو) شراء جهاز كاشف بالأشعة «سكانر» كي يخضع له النواب البرلمانيون، وذلك بهدف منع إدخالهم الغاز المسيل للدموع بغرض استخدامها في الاعتراض والاحتجاج.

وذكرت قناة (سكاى نيوز) الإخبارية أن جلسات البرلمان في كوسوفو سجلت استخداما متكررا للغاز المسيل للدموع، خلال الأشهر الستة الأخيرة، في ظل إصرار المعارضة على إجراء انتخابات مبكرة في البلاد.

وأشارت القناة إلى أن تكلفة جهاز «السكانر» الذي سيشتريه البرلمان تقدر بنحو 300 ألف يورو، ليكون بذلك بنفس الدقة المعتمدة للتفتيش في المطارات.
يذكر أن العنف في برلمان كوسوفو لا يقتصر فقط على الغاز المسيل للدموع، بل أن هناك من البرلمانيين من ألقى المياه على رئيس الوزراء عيسى مصطفى، فيما أزعج آخرون وزير الداخلية بأشعة «ليزر» صوبوها إلى وجهه. ولم ينجح الأمن المخصص للبرلمان في ضبط القنابل المسيلة للدموع لدى النواب، بسبب نجاحهم في إخفائها تحت ثيابهم.

تاسع مرة

في العاشر من مارس الجاري أطلق نواب المعارضة في كوسوفو الغاز المسيل للدموع لتعطيل جلسة برلمانية للاحتجاج على اتفاقات الحكومة مع صربيا والجبل الأسود بعد بضع دقائق من بداية جلسة الخميس الفائت، أجبر رئيس البرلمان قدري فيسيلي على تعليق الجلسة بعد فتح قنبلة غاز في مقاعد المعارضة.
وكان هذا هو الاحتجاج التاسع بالغاز المسيل للدموع من قبل نواب المعارضة منذ سبتمبر. وقاموا بتعطيل جلسات البرلمان أيضا برذاذ الفلفل والصافرات وزجاجات المياه احتجاجا على اتفاق بين كوسوفو وصربيا يعطى المزيد من الصلاحيات للصرب في كوسوفو. كما ترفض المعارضة اتفاق ترسيم الحدود مع الجبل الأسود. في الشهر الفائت عارض نواب المعارضة انتخاب الرئيس الجديد في البرلمان، وطعنوا فيه في المحكمة الدستورية.

تحصن بالأقنعة

في الرباع عشر من ديسمبر الفائت ارتدى أعضاء البرلمان في كوسوفو الأقنعة الواقية من الغازات بعد إطلاق نواب المعارضة قنبلة غاز مسيل للدموع لتعطيل جلسة برلمانية تعبيرا عن احتجاجهم على استمرار إجراء بلادهم لاتفاقات مع صربيا والجبل الأسود.
وصرح أعضاء المعارضة أنهم لن يسمحوا بعقد جلسات البرلمان حتى تتخلى الحكومة عن اتفاق مع صربيا يمنح المزيد من السلطات للجماعات العرقية الصـــربيــة في كوســـوفو، واتفاق آخر مع الجبل الأسود بشأن ترسيم الحدود». وخلال الأشهر الأربعة الفائتة، تســببت المعارضة في تعطيل جلسات البرلمان من خلال إلقاء الغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل وزجاجات المياه والصافرات.
وقبلها بأيام وفي الثلاثين من نوفمبر تسبب نواب معارضون في كوسوفو في تعطيل جلسة للبرلمان بعد إلقائهم قنابل مسيلة للدموع، تعبيرا عن احتجاجهم على استمرار إجراء بلادهم لاتفاقات مع صربيا والجبل الأسود. وقال جلوك كونجوفكا من حزب المعارضة الرئيسي (حركة تقرير المصير) في تصريحات نقلتها شبكة (إيه بي سي) الإخبارية الأمريكية: «إن أعضاء الحزب لن يسمحوا بعقد جلسات البرلمان حتى تتخلى الحكومة عن اتفاق مع صربيا يمنح المزيد من السلطات للجماعات العرقية الصربية في كوسوفو، واتفاق آخر مع الجبل الأسود بشأن ترسيم الحدود».

القبض على برلمانية

في الثامن عشر من نوفمبر الفائت ألقت الشرطة في كوسوفو القبض على البرلمانية المعارضة دونيكا كاداج جراء مشاركتها في أعمال العنف التي شهدتها قاعة البرلمان في وقت سابق.
وذكرت شبكة «إية بي سي نيوز» أن الشرطة استــــــخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين معارضين للقبض على البرلمانية.
وعلقت المحكمة الدستورية فى كوسوفو اتفاقًا مع صربيا يعطى المزيد من الصلاحيات للمناطق التي يسيطر عليها الصرب في كوسوفو، وعطلت المعارضة جلسات البرلمان باستخدام الغاز المسيل للدموع لمطالبة الحكومة بالتخلي عن الاتفاق، فضلًا عن اتفاق آخر لترسيم الحدود مع الجبل الأسود. وكانت المعارضة أعلنت أنها ستمنع البرلمان من العمل، حتى التخلي عن اتفاق أُبرم عام 2013 برعاية الاتحاد الأوروبي، هدفه تطبيع العلاقات بين بلجراد وبريشتينا، وفى سبتمبر الفائت، رشقت المعارضة رئيس الوزراء عيسى مصطفى ببيضٍ، ومنعته من إلقاء خطاب عن حوار مع صربيا هدفه تطبيع العلاقات بين الجانبين. ولا تعترف بلغراد باستقلال كوسوفو، وما زالت تعتبره إقليمًا صربيًا، لكن بريشتينا وبلغراد وقّعتا عام 2013 اتفاق تطبيع برعاية الاتحاد الأوروبي، ما مهّد بعد سنة لقرارٍ ببدء محادثات لانضمام صربيا إلى الاتحاد.

قادة المعارضة

قبلها بيوم واحد وفي السابع عشر من نوفمبر الفائت استخدم قادة المعارضة في كوسوفو الغاز، ورشق آخرون قوات الشرطة بالحجارة وطلاء وردي خارج المبنى في محاولة أخرى لإجبار الحكومة على التخلي عن اتفاق وقع مؤخرا مع صربيا والجبل الأسود.
ونثر ألبين كورتي، زعيم حركة «تقرير المصير» المعارضة، رذاذ الفلفل على بعض الوزراء، مما اضطر النواب إلى مغادرة القاعة الرئيسية للبرلمان.
وفي الخارج، استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لوقف المتظاهرين الذين رشقوها بالحجارة. وخلال الشهرين الفائتين، سعت المعارضة في كوسوفو لتعطيل جلسات البرلمان وإجبار الحكومة على التخلي عن اتفاق مع صـــربيا يعطى المزيد من الصلاحيات لمجتمعات عرقية صربية ودولة الجبل الأسود حول ترسيم الحدود. وأعلنت كوسوفو استقلالها عن صربيا عام 2008، وهو الأمر الذي لا تعترف به بلغراد.