سكان الحديدة اليمنية يهربون من الجوع والموت

الحدث الأحد ٢٤/يونيو/٢٠١٨ ٠٥:٣١ ص

عواصم - رويترز
عاصم محمد (30 عاما) يمني من سكان الحديدة ويعمل صيدليا قال عبر الهاتف "نسمع صوت انفجارات طوال الوقت".
وأضاف "لم تصلنا المياه منذ ثلاثة أيام". ومحمد وزوجته وطفلته البالغة من العمر ستة أشهر ضمن عدد متناقص من السكان الذين بقوا في منطقة الحوك، المحصورة بين المطار الذي سيطر عليه التحالف هذا الأسبوع والميناء البحري، الهدف الأكبر للهجوم العسكري.
يواجه السكان غير القادرين على الفرار من مدينة الحديدة قصفا لا يهدأ ونقصا في المياه النظيفة فضلا عن انقطاع الكهرباء، في الوقت الذي يقاتل فيه التحالف العربي لانتزاع السيطرة على الميناء اليمني الرئيسي من قبضة أنصار الله والقوات المتحالفة معهم.
وبعض الأسر مثل أسرة محمد غير قادرة على الفرار لأسباب منها عدم وجود المال الكافي أو بسبب العمل أو التزامات شخصية أخرى.
ورفع السائقون الذين ينقلون الفارين من الحديدة الأجرة إلى أكثر من مثليها منذ بدء المعركة، بينما هدد المستشفى الذي يعمل به محمد الموظفين بالفصل إذا تغيبوا لفترات طويلة.
وقال محمد "الكهرباء مقطوعة أيضا في معظم المدينة منذ ثلاثة أيام، وفي بعض الأحياء منذ أسبوع".
وأرجع سبب نقص المياه إلى الأضرار التي لحقت بالأنابيب والتي يقول موظفو الإغاثة إنها نتجت عن حفر أنصار الله للخنادق. ولم يتسن الوصول إلى مسؤولين من أنصار الله للتعليق.
وتخشى الأمم المتحدة أن تسبب الحملة كارثة في اليمن الذي يعاني أزمة إنسانية هي بالفعل الأسوأ في العالم إذ يعتمد 22 مليون يمني على المساعدات بينما يُعتقد أن ما يقدّر بنحو 8.4 مليون نسمة على شفا المجاعة. والميناء هو شريان الحياة الرئيسي للسكان.
وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، ليز جراندي، لرويترز "نرصد مستويات مرتفعة من سوء التغذية".
وأضافت "من بين كل الأمور التي نخشاها، لا شيء أكثر أهمية الآن من احتمال تفشي الكوليرا... ربما يتأثر مئات الآلاف".
ويقطن الحديدة نفسها 600 ألف شخص.
ويستخدم سكان الحديدة منذ العام 2015 مولدات خاصة للحصول على الكهرباء. لكن الهجوم الذي بدأ هذا الشهر جعلهم يواجهون صعوبة في الحصول على وقود الديزل الضروري لتشغيلها.
وترتفع درجات الحرارة في الصيف في اليمن لتتجاوز الأربعين درجة مئوية في الظل، وهو ما قد يساعد إلى جانب نقص المياه النظيفة في انتشار الأمراض.
وقال المسؤول في اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الحديدة، محمد قاسم، لرويترز، بينما كان موظفو الإغاثة يوزعون أكياسا من الطعام في إحدى المنشآت، إنه تم نقل عشرات الأسر النازحة إلى مدارس في المدينة.
وقالت امرأة بينما كانت تنتظر للحصول على حصتها "هربنا بما علينا من ملابس فقط".
وأفرغت سفينتان 50 ألف طن من القمح إجمالا في ميناء الحديدة هذا الأسبوع. وأضاف برنامج الأغذية العالمي في بيان أن سفينة ثالثة تحمل 25 ألف طن من القمح موجودة حاليا في منطقة تابعة للتحالف تستعد للرسو بالميناء.
وحذّرت جراندي من انتشار الكوليرا "بسرعة البرق" إذا انهارت شبكة المياه وما لم يتم اتخاذ إجراء للتصدي للوضع على الفور.
ويقدّر مسؤولون بالأمم المتحدة أن القتال يمكن في أسوأ التصوّرات أن يزهق أرواح ما يصل إلى 250 ألف شخص، خاصة إذا حدث وباء للكوليرا في المنطقة التي تعاني من انتشار الفقر على نطاق واسع.
وفرّت بعض الأسر من القتال في الحديدة طلبا للسلامة في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها أنصار الله بينما اتجه آخرون إلى ريمة ووصاب، وهي أيضا ضمن مناطق يسيطر عليها أنصار الله.
وقال مروان وهو أحد النازحين من الحديدة "قالوا لنا إن هناك منظمة يمكننا التسجيل لديها كنازحين هنا، لكن الله أعلم". وكان مروان يقف مع رجال آخرين يصطفون في مدرسة بصنعاء لتسجيل أسرهم للحصول على مساعدات، بينما جلست النساء على أرض الفصول الدراسية في حين كان أطفالهم حفاة الأقدام يلعبون بالجوار.