عدن – إبراهيم مجاهد
لا زالت مديرية المنصورة بمحافظة عدن، جنوبي اليمن، تشهد توتراً أمنياً واشتباكات مسلحة متقطعة بين رجال الأمن مسنودين بعناصر من مسلحي المقاومة من جهة ومسلحين متشددين يعتقد انتمائهم لتنظيم القاعدة من جهة ثانية، إثر استهداف المسلحين المتشددين للقوات الأمنية التي حاولت تنفيذ عملية انتشار أمني في جولة "كالتكس" والمناطق المحيطة بها في مديرية المنصورة وسط مدينة عدن العاصمة المؤقتة للبلاد، بحسب تقارير إخبارية يوم أمس الأحد.
إلى ذلك قال مصدر أمني إن 14 مسلحاً من تنظيم القاعدة قُتلوا وأًصيب آخرين، خلال المعارك التي شهدها حي المنصورة في مدينة عدن (جنوبي اليمن)، مساء أمس الأول وفجر أمس الأحد.
وفي هذا السياق أكدت مصادر محلية أن محيط مبنى السلطة المحلية فجر الأحد، الذي اُستهدف مساء أمس الأول بضربة جوية نفذتها إحدى طائرات التحالف العربي؛ حيث تتحصن العناصر المسلحة بداخلة ومبنى آخر يقع إلى الجوار من مبنى المجلس المحلي، شهد اشتباكات متقطعة بين الطرفين بعد أن كانت الاشتباكات قد توقفت الساعة التاسعة من مساء أمس الأول.
وذكرت المصادر أن المسلحين المتشددين الذي اصطدموا بالقوات العسكرية والأمنية في المنصورة بمدينة عدن، احتموا بالأحياء السكنية تحصنوا في بعض منازل المواطنين واتخذوا المدنيين دروعاً بشرية.
وكان الطيران الحربي لمقاتلات التحالف شن ضربات جوية على مبنى مجاور لمبنى البلدية، بعد المعارك التي اندلعت عقب تنفيذ وحدات من شرطة عدن بمساندة رجال المقاومة عملية نوعية استهدفت مقاتلين متشددين.
وبحسب المصادر فإن الضربة الجوية دمرت آليات تابعة للمسلحين وغرفة للتحكم. وقال إن ضربة جوية استهدفت طقمين للمسلحين بالقرب من مسجد الرضا وبلوك 40 دمرهم، وكان على متن الطقمين مسلحين كانوا يستهدفون الطيران والقوات الأمنية.
وقال بيان للشرطة في عدن إن "العملية النوعية ستستمر وفقاً لبرنامج المرحلة الثانية للخطة الأمنية بما يضمن امن وسلامة المواطنين وتامين الحزام الأمني لعدن بشكل كامل".
وأضاف إن السلطات المحلية أعطت المسلحين مهلة 24 ساعة لتسليم أنفسهم، وإلا فإن القوات الحكومية ستتوغل في الحي. وقد شهدت المنطقة حالة من الهلع والخوف في أوساط المواطنين من سكان المنطقة جراء تلك الاشتباكات التي وُصفت بالأعنف منذ تحرير مدينة عدن منتصف يوليو من العام الفائت.
كما اُجبر أصحاب العديد من المحلات التجارية على إغلاقها. وتسببت هذه الاشتباكات أيضاَ بتوقف حركة المرور في عدد من شوارع المدينة، وذلك بعد أن توسعت رقعة الاشتباكات. وحتى ساعة كتابة الخبر لايزال المسلحون المتشددون يسيطرون على مبنى السلطة المحلية في مديرية المنصورة الذي تحاول السلطات المحلية والأمنية السيطرة عليه وبسط سلطتها عليها إلاً أنها لم تتمكن بعد.
رغم أن السلطات الأمنية كانت قد قامت بحملة مماثلة لبسط سلطتها على المبنى ومديرية المنصورة ككل الشهر قبل المنصرم إلاً أن الحملة فشلت في حينه مما اضطر رجال الأمن على الانسحاب من المنطقة.
وشهدت مديرية المنصورة بعد تحرير عدن خلال الأشهر الماضية عمليات اغتيال عدة لكوادر أمنية وعسكرية وكذا قيادات في المقاومة، حيث مثلت المنصورة مع جولة كالتكس وخط التسعين خط اغتيال ساخن. وحصلت على نسبة هي الأكبر بين مديريات عدن الأخرى في عمليات الاغتيال.
وفي غضون ذلك استهدفت غارة جوية شنتها طائرة يعتقد بأنها بدون طيار مركبات تقل عناصر مسلحة كانت في طريقها إلى العاصمة المؤقتة عدن.
وذكرت مصادر محلية بأن طائرة بدون طيار شنت فجر أمس الأحد غارة جوية استهدفت خلالها مركبات بالقرب من المزارع في منطقة "جعولة" الواقعة بين محافظتي لحج وعدن، وعلى متنها عدد من المسلحين كانوا في طريقهم إلى عدن لمساندة عناصر مسلحة تخوض مواجهات منذ صباح السبت مع قوات الأمن المسنودة بعناصر المقاومة الجنوبية. ووفقا للمصادر فقد أدت الغارات الجوية إلى تدمير تلك المركبات ومقتل من كانوا على متنها من المسلحين الذين لم تحدد المصادر عددهم أو هوياتهم. وقد شهدت سماء مدينة عدن يومي السبت والأحد تحليقاً مكثفاً لطائرات التحالف العربي.