موسم سياحي استثنائي في رخيوت

بلادنا الخميس ٢١/يونيو/٢٠١٨ ٠٣:٠٨ ص

رخيوت - علي بن محمد باقي

مرت ولاية رخيوت بأنواء مناخية لم تمر عليها من قبل تركت أضرارا بالغة في الممتلكات العامة للمواطنين وفي البنية الأساسية جراء قوة الرياح وغزارة الأمطار التي تسببت في اقتلاع الأشجار والغطاء النباتي الذي تتميز به الولاية عن غيرها من الولايات، وتأثرت المساكن وحظائر الحيوانات ونسبة كبيرة من الأشجار المظلة والمعمرة.
ومع قدوم موسم الخريف اكتست رخيوت جمالا وكأنها نسيت ما مرت به قبل أسابيع من دمار وخراب في بيئتها وسكانها وكأنها عادت بشكل جديد للقادمين إليها، وبخاصة سكانها الذين نزحوا إلى ولاية صلالة وقضوا أيام عيد الفطر المبارك بعيدين عنها، حيث لا تزال جهود الأهالي تتواصل لإعادة الأشجار إضافة الجهات الحكومية في الولاية التي تعمل على إعادة الخدمات لإعادة الوضع إلى ما كان عليه سابقا، حيث تم فتح الطريق إلى مركز الولاية ويجري العمل على فتح طريق الفزايح، أما طريق الحوطة فيعد غير سالك وغير آمن نظرا للانهيارات الجبلية في عدة مواقع، إضافة إلى طريق المغسيل رخيوت ضلكوت، حيث قامت الجهات المختصة من وزارة الدفاع ووزارة النقل والاتصالات بفتح طريق آخر لعبور سكان المنطقة الغربية وكذلك القادمين أو المغادرين إلى الجمهورية اليمنية الشقيقة من خلاله.
وتعد ولاية رخيوت من الولايات التي تتمتع بيئات مختلفة تجمع بين السهل والجبل والبادية ما يشكل طابعا سياحيا وبيئيا من خلال الإطلالة من أعلى الجبال والمرتفعات، وقد لعبت الولاية دورا أساسيا في الأزمنة القديمة حيث كانت إحدى محطات القوافل والنقل البحري إلى مختلف ولايات السلطنة وكذلك إلى البلدان المجاورة وخاصة فيما يتعلق بتصدير اللبان والمنتجات المحلية من محاصيل زراعية موسمية ومنتجات ألبان محلية إلى الأسواق الخارجية، ويوجد في هذه الولاية العديد من المواقع الأثرية القديمة من حفريات ومقابر وأبراج وأضرحة.
وتنفرد ولاية رخيوت عن غيرها من ولايات السلطنة بأجوائها اللطيفة والمعتدلة طوال مواسم السنة حيث تستقبل العديد من الزوار من داخل السلطنة وخارجها، ولذا فإنها تعد موقع جذب سياحي نظرا لوجود تلك المقومات الطبيعية المتنوعة فيها.
ومن أهم المواقع السياحية في الولاية منطقة الفزايح الساحلية ومنطقة الحوطة ومنطقة خرفوت ومنطقة ذنت وحفرة إذابة شعت والحفريات القديمة في منطقة ثيتنتي، إضافة إلى المعالم الأثرية القديمة من مساجد وقلاع وحصون تاريخية في مركز الولاية برخيوت الذي مثل دورا هاما في الحركة التجارية والاقتصادية والاجتماعية لدى سكان ومرتادي الولاية هذا إلى جانب العيون المائية والكهوف والأودية التي تتناثر على مستوى الولاية بشكل عام.
ومع كل الأضرار التي لحقت بها جراء الإعصار إلا أن رخيوت تعيش أجواء خريفية استثنائية، حيث اكتست جمالا ربانيا نظرا لمرتفعاتها الشاهقة وتضاريسها الجميلة وأجوائها المعتدلة، فيما يتوقع أهلها موسما مميزا لهذا العام.