بتكلفة إجمالية تجاوزت مليوني ريال.. السنيدي يفتتح مشروع المركز الوطني لطب الأعماق

بلادنا الخميس ٢١/يونيو/٢٠١٨ ٠٣:٠٥ ص
بتكلفة إجمالية تجاوزت مليوني ريال.. 

السنيدي يفتتح مشروع المركز الوطني لطب الأعماق

مسقط - سعيد الهاشمي- تصوير - إسماعيل الفارسي

احتفلت وزارة الصحة أمس الأربعاء بافتتاح مشروع المركز الوطني لطب الأعماق بالمستشفى السلطاني بولاية بوشر بمحافظة مسقط، بتكلفة إجمالية بلغت حوالي مليونين وثلاثمئة ألف ريال عماني.

رعى حفل الافتتاح بموقع المشروع بمحيط المستشفى السلطاني وزير التجارة والصناعة معالي د.علي بن مسعود السنيدي، بحضور وزير الصحة معالي د.أحمد بن محمد السعيدي وعدد من أصحاب السعادة والمسؤولين في الدولة من مدنيين وعسكريين وجمع من المدعوين.

وأعرب وزير الصحة معالي د.أحمد بن محمد السعيدي على هامش الافتتاح عن سعادته بالافتتاح الرسمي للمركز الوطني لطب الأعماق والذي يعد جزءًا من المستشفى السلطاني وضمن منظومة مراكز تخصصية وطنية.

وقال السعيدي في تصريحات لوسائل الإعلام: المركز الوطني لطب الأعماق يعد إضافة جديدة ونوعية علاوة على المراكز الحالية وهي مركز جراحة وطب القلب، ومركز السكري والغدد الصماء، ومركز الصحة الوراثية، مضيفا أن هذا النوع من العلاج - استخدام الأكسجين المضغوط - يعد حديثا إذا ما تم مقارنته بطرق العلاج السابقة، وكان لابد من إضافته للقطاع الصحي في السلطنة، الذي يحظى بالدعم المستمر من قبل حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه، مؤكدًا أن هذا القطاع سيستمر في التطور والتقدم بفضل الدعم السامي.
وأشار معاليه إلى الموقع المميز للمركز كونه قريبا من المراكز التخصصية الأخرى والذي يُعد ضروريًا كون العديد من الحالات التي استقبلها المركز هي حالات مرضية تتم متابعتها بالمستشفى السلطاني أو المراكز التخصصية المرتبطة به.
وقال: مما يثلج الصدر الكوادر العمانية الموجودة في المركز التي تم تدريبها وتأهيلها في عدة دول، لتشغيل هذا المركز الحساس والمهم جدًا، مشيرًا إلى أن المركز يتضمن ثلاثة أجهزة، جهازان للعلاج الجماعي يستوعبان 12 مريضا وجهازا للحالات الطارئة لمريض واحد، حيث بدأ المركز العمل منذ فترة والآن تم الافتتاح الرسمي.
وأعرب معاليه عن شكره وتقديره للبحرية السلطانية العمانية كون المركز الأول في السلطنة لطب الأعماق كان متواجدًا لديهم ويستقبلون المرضى من كافة أنحاء السلطنة، إضافة إلى مساهمتهم في تدريب وإعداد الكوادر الوطنية التي تُشغل هذا المركز حاليًا.
الطبيبة المسؤولة عن المركز الوطني لطب الأعماق د.عائشة بنت حبيب البلوشية قالت في تصريحات خاص لـ»الشبيبة»: طب الأعماق والعلاج بالأكسيجين يعتبر علاجا أساسيا أو مكملا لبعض الحالات، وتوجد حالات كثيرة تتلقى العلاج في المركز، من ضمنها الجروح المزمنة كتقرحات قدم السكري أو تقرحات الأوعية الدموية أو الالتهابات البكتيرية والتسمم الحاد والتهابات الأذن المزمنة وغيرها من الحالات.
وعن إسهام المركز في علاج الحروق وتقرحات مرضى السكري قالت البلوشية: العلاج بالأكسجين الذي يوفره المركز أثبت فعاليته في التئام الجروح خصوصا في تقرحات قدم السكري، وقد أثبتت الدراسات أن نسبة بتر أقدام مرضى السكري انخفضت بشكل كبير بفضل هذا النوع من العلاج، أما بالنسبة للحروق أو ما يسمى بالأنسجة التالفة يساهم هذا العلاج في التئام الجرح وتجدد الأنسجة.
وقال الطبيب بالمركز الوطني لطب الأعماق عادل بن سالم الخصيبي معلقاً على دور المركز في علاج تقرحات مرضى السكري: التقرحات أو الجروح المصاحبة لمريض السكري والتي تؤثر خاصة على قدميه، عادة ما تؤدي إلى ضعف في كفاءة الأوردة والشرايين خصوصا في الأطراف السفلى، فبمجرد قروح بسيطة أو جروح تؤدي إلى تأخر التعافي منها، وفي حين توسعها قد يؤدي إلى تلف الأنسجة، وحاليا العلاج بالأكسجين تحت الضغط العالي الذي يوفره المركز يؤدي إلى وصول الأكسجين إلى هذه الأنسجة ما يؤدي إلى تعافيها.
تضمن برنامج الافتتاح كلمة لوزارة الصحة ألقتها الطبيبة المسؤولة عن المركز الوطني لطب الأعماق د.عائشة بنت حبيب البلوشية قالت فيها: لقد انتهجت وزارة الصحة نهج التخطيط السليم والبنّاء متمثلا في خطط التنمية الصحية منذ عام 1976م، التي أدت إلى دعم النظام الصحي ورفع المستوى الصحي العام للمواطنين والمقيمين، وقد اعتمدت الوزارة منهجية «التخطيط الاستراتيجي» ما ساعد على توفير الرؤية الواضحة والتوجه السليم لتحديد الاحتياجات ذات الأولوية.
وأضافت: تعدُّ السلطنة من الدول المتقدمة في مجال تحسين حياة سكانها صحيًّا، إذ وفرت وزارة الصحة خدمات صحية متنوعة ومتجددة لمختلف المجالات. وقد شهدت الوزارة نقلة واسعة من خلال المشاريع الكبيرة التي تنفذها كالمشروع الوطني للسكري والغدد الصماء والمشروع الوطني لأمراض القلب والمشروع الوطني لطب الأعماق وغيرها.
وأضافت: إننا نستضيء بتوجيهات جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- إذ يقول: «عندما نصل بالتعليم إلى الدرجات العليا فنحن مطالبون بأن نضيف إلى تلك المعارف معارفَ جديدة، أن نبحث، نستنبط، أن نفكر، أن نتدبر، وعلينا أيضًا أن نصحح معارفَ من سبقنا لأنّه في كثير منها نظريات والنظريات تكون متجددة، فلا نقول إن ما وصلنا إليه في الماضي هي المعرفة.. لا.. المعرفة ليست مطلقة، المعرفة متجددة...». وما المركز الوطني لطب الأعماق إلا استجابة للتوجيهات السامية ولَبِنَةٌ مُهِمَّةٌ في سبيل البناء والتنمية، وتطورٌ طبيعي لمنجزات وزارة الصحة.
بعدها عرجت البلوشية إلى التعريف بطب الأعماق موضحة أنه يعدُّ أحد فروع الطب الحديثة والذي يقدم غاز الأكسجين النقي كدواء أساسي في بيئة يزيد الضغط الجوي فيها عن مستوى سطح البحر، فهو يساعد على زيادة قدرة أنسجة الجسم على البناء والتجدد خاصة الأنسجة التي تتعرض للهدم بسبب المرض المزمن أو الإشعاع أو الحروق. وسيشكل هذا العلاج علامة فارقة في حياة كثير من مرضى السكري والمرضى الذين يعانون من مضاعفات علاج الأورام السرطانية، كما يسهم في علاج بعض حالات الغوص وانسداد الأوعية الدموية بالفقاعات وعلاج التسمم بغاز أول أكسيد الكربون وغيرها.
وأضافت: لم تأل الوزارة جُهدًا في تدريب وتأهيل الكوادر العمانية؛ لتكون دعامة للنظام الصحي وهي العمود الفقري في تقديم الخدمات الصحية، فقد خضع كافة أفراد الطاقم الطبي بالمركز الوطني لطب الأعماق لبرنامج تدريبي مكثف في المجمع الطبي بقاعدة سعيد بن سلطان البحرية، بالإضافة إلى المراكز المتخصصة في ألمانيا والنمسا.
كما اشتمل الافتتاح على فقرات أخرى من بينها عرض مرئي عن المركز ومكوناته وخدماته العلاجية.
وفي الختام قام راعي المناسبة وزير التجارة والصناعة معالي د.علي بن مسعود السنيدي بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية للمشروع معلنا افتتاح المركز الوطني لطب الأعماق رسميا، وتفقد مع الحضور أقسام المركز ومرافقه المختلفة، واستمع إلى شرح واف عن الخدمات التي يقدمها.
أقيم المركز على مساحة بناء تبلغ (851) مترا مربعا، وتم تزويده بكافة المعدات والأجهزة الطبية. ويتألف مبنى المركز من قسم السجلات الطبية وغرفة الحاسب الآلي وغرفة المعاينة و(3) غرف للتشخيص والعلاج، ومخزن، والغرفة الرئيسية التي تحتوي على ثلاثة أجهزة علاج بالأكسجين المضغوط تعد الأحدث من نوعها في مجال طب الأعماق على الصعيد الدولي. جهازان منهما يتسعان لــ(12) شخصًا لكل جهاز، وجهاز واحد لغرفة علاج فردية.
وقد رُوعي عند إنشاء المركز الذي بدأ تشغيله في وقت سابق من العام الجاري؛ أن يتوافق مع كافة إجراءات وأنظمة السلامة، ولذلك تم تزويده بمعدات الإطفاء وأجهزة الإنذار وحساسات إطفاء داخل أجهزة الأكسجين المضغوط، فضلا عن مخارج الطوارئ المتعددة.
جدير بالذكر أن العلاج بالأكسجين المضغوط يعد علاجاً أساسياً لعدة حالات، أهمها: انسداد الأوعية الدموية بالفقاعات الهوائية، وحالات التسمم الحاد بغاز أول أكسيد الكربون، ومرض اختلال الضغط للغواصين.
كذلك يستخدم الأكسجين المضغوط كعلاج تكميلي مساعد في العديد من الحالات المرضية، بما في ذلك: تقرحات القدم السكري، والإصابات الناتجة عن الحروق، وحالات فقد السمع المفاجئ، والتهاب التسوس المزمن في العظام، والتهابات الأذن المزمنة، وإصابات السحق (الحوادث)، فضلاً عن استخدامه في علاج بعض الحالات المرضية التي تسببها الميكروبات الحادة، والجروح والتقرحات بطيئة الالتئام.