إلى متى تستمر معاناة أهالي الغيزين مع أزمة المياه؟!

بلادنا الثلاثاء ١٩/يونيو/٢٠١٨ ٠٢:٢٢ ص
إلى متى تستمر معاناة أهالي الغيزين مع أزمة المياه؟!

متابعة - سعيد الهنداسي

لا يختلف اثنان على أهمية وجود المياه في الحياة، فالماء -كما يقال- شريان الحياة، ومع كل ذلك نجد في هذا الوطن الغالي بلدات وقرى في ولاياتنا تعاني من شح المياه بل انعدامها في بعض الأحيان لساعات طويلة عن السكان.
وفي بلدة الغيزين بولاية الخابورة هناك معاناة مع المياه، وحكاية يبدو أنها لم يرد لها أن تشهد الفصل الأخير منها، وأن يُسدل عليها الستار وتنتهي فصولها.
معاناة أهلنا في الغيزين مع المياه ليست وليدة اليوم والليلة كما سنعرفها لاحقاً، ولكن ما يهمنا اليوم هو متى سنجد حلاً لهذه الأزمة؟ مع أن الأهالي أنفسهم قدموا العديد من المقترحات للمسؤولين حول هذا الموضوع إيماناً منهم أن الجميع شريك في حل هذه المعضلة.
الأماني كثيرة، والأحلام أكبر والحلول أيضاً بالإمكان أن نجد لها مكاناً بيننا.

حكاية الأزمة
زيادة كمية المياه للغيزين والتوصيل بخط ثابت من السرحات.. بهذه الكلمات المختصرة بدأ معنا أحمد بن عبدالله الحوسني من أهالي بلدة الغيزين بولاية الخابورة في محافظة شمال الباطنة حديثه عن أزمة المياه التي تعاني منها البلدة، وأضاف قائلاً: "توجهنا مع مجموعة من الإخوة إلى ولاية صحار وذهبنا للهيئة العامة للكهرباء والمياه للمراجعة بخصوص زيادة كمية المياه للغيزين والتوصيل بخط ثابت من السرحات، وكذلك للحديث عن انتهاء البطاقة الخاصة بالماء للمقاول لهذا الشهر لإيجاد حل لتوفير ماء للبلدة، لأن المقاول يحتاج فترة لا تقل عن 10 أيام حتى يجري صرف بطاقة شهر يونيو له، والتقينا بمدير خدمات المشتركين وسلمناه رسالتنا وشرحنا له مطالبنا السابقة والمراجعات والمراسلات والوعد الأساسي من المدير العام بالهيئة منذ ما لا يقل عن 10 سنوات بأن يكون هناك توصيل لشبكة الماء من الخابورة، وأبلغناه عن الوضع الذي نعانيه وعدم كفاية المياه وأنها لا تصل إلى جميع المنازل في البلدة لقلتها وضرورة إيجاد حل عاجل وسريع وفوري، وأفاد أن موضوع زيادة كمية المياه خصصت لها وفورات مالية وفي إجراءاتها النهائية بالموافقة.

وعود كثيرة
ووعد أنه سيحول رسالتنا بشكل عاجل لمدير التشغيل. ومدير التشغيل تحديداً سبق والتقينا به مرات عدة، وجرى التواصل معه وكان هناك تواصل بيننا وبين الموظفين بالهيئة في الخابورة وكذلك مع المقاول لمرات عدة، وأفادنا المقاول بأنه لم يكلمه أحد من الهيئة وإنه لن يتوقف رغم الصعوبة المالية التي يعانيها وسيتحمل كل الأعباء من ديزل وعمل إضافي للسائق وغيره رغم عدم إعطائه مستحقاته من قبل الهيئة، لذلك قمنا بالتواصل مع المعارف كافة بالهيئة منذ أكثر من أسبوعين وكذلك ذهب مجموعة من الإخوة للهيئة وتحدثوا وتم تسليمهم رسالة بهذا الخصوص ولكن للآن ليست هناك نتيجة ملموسة.

رد المسؤول
مبارك الربيعي، فني عمليات إنتاج في الهيئة العامة للكهرباء والمياه بالخابورة تحدث عن هذا الموضوع قائلاً: المسألة بشكل عام أن الوادي في الوقت الحالي يمر بمرحلة جفاف للمياه، وأهالي الغيزين كانوا يأخذون من الوادي المياه التي يحتاجون إليها عن طريق أنابيب خاصة عندما كان الوادي في أفضل حالاته والمياه متوافرة، بينما الآن بعد حالة الجفاف التي حلت بالوادي والفلج اقتصر اعتماد سكان القرية على المياه التي تأتيهم من خلال الصهاريج أو الناقلات للشبكة، ومصادر الهيئة هي عبارة عن بئر وهذه الشبكة والبئر في حالة جيدة ولكن الأهالي لا يستخدمون المياه التي تأتي منه، ولا أعلم لماذا! ربما لقلة الناقلات التجارية وعدم توافرها بشكل مستمر وتبقى الشبكة، وهنا تقوم الهيئة العامة للكهرباء والمياه بإعطائهم مياهاً وفق عقد معلن ومعروف ومصرح به وهذا العقد منذ عام 2009 والكمية لم تتغير من ناحية الهيئة، وكانت الكمية تكفي وتزيد لأنه كان هناك مصدر آخر للمياه عن طريق الوادي، ولكن بعد أن محلت الأرض وأصابها الجفاف اضطر الأهالي إلى استخدام مياه الشبكة من الهيئة لسد حاجتهم والتزاماتهم اليومية والشبكة لا تغطي كل هذه الاحتياجات.

نعمل وفق الإجراءات
وأضاف الربيعي: من جهتنا في مكتب الهيئة العامة للكهرباء والمياه في الخابورة قمنا بالإجراءات المطلوبة، وقلنا في تقريرنا إن هناك نقصاً بسبب المحل والجفاف الذي حل بالوادي والزحف العمراني والكثافة السكانية المتزايدة، وأن هذه الكميات التي تعطى للأهالي لم تعد تفي بالغرض والأهالي متأثرون من جراء هذا الأمر وبحاجة إلى زيادة في كميات المياه التي تقدم لهم كل ذلك كتبناه في تقريرنا، ولكن يبقى اتخاذ القرار بالزيادة من عدمها عند المسؤولين في الهيئة في صحار أو الوزارة في مسقط.

إجراء سريع
وفي سؤال لنا حول الإجراء السريع الذي يجب اتخاذه مراعاة لظروف هؤلاء الأهالي إلى أن يأتي الرد والموافقة النهائية من الهيئة، علّق الربيعي بقوله: نحن كمكتب تشغيل فرعي في الولاية ليست لديه الصلاحيات لاتخاذ قرارات كبيرة وحل المشكلة، فكل ما يمكن فعله هو زيادة نسبة 10% مع عملنا حتى هذه النسبة لا تكاد تغطي شيئاً في الأزمة الحالية، لكن حل الأزمة يتعلق بالتخصيصات المالية التي هي بحاجة إلى موافقات من رئيس الهيئة، خاصة أن المياه في تناقص مع التوسع العمراني وزيادة عدد السكان.

لقاء الأهالي
أشاد الربيعي بحرص الأهالي على أهمية توفير المياه وتفهمه لهذا الحرص والرغبة في مساعدتهم في حل هذه الأزمة، وأضاف أنهم ترددوا علينا كثيراً في هذا الأمر، وقمنا بتوضيح الصورة كاملة لهم حول قدرات وإمكانيات فرع الهيئة بالخابورة ورفعناها للمسؤولين لاتخاذ الإجراءات المناسبة في هذا الموضوع.
واختتم مبارك الربيعي حديثه بقوله: نتمنى أن يجد هذا الموضوع حلاً، ونحن مع الأهالي في هذا الأمر وفي خدمتهم ونسعى لكل ما من شأنه خدمة المواطنين في كل مكان يوجدون فيه.

استبشرنا خيراً.. ولكن!
عبدالرحمن بن أحمد الحوسني تحدث عن أمنيات كانت معقودة على مشروع شبكة توزيع المياه في الغيزين، وأضاف: عندما بدأت الهيئة العامة للكهرباء والمياه مشروع شبكة التوزيع في بلدة الغيزين استبشر أهلها خيراً، فهذه الشبكة بلا شك ستوجد حلاً لنقص المياه في البلدة، وسلم الأهالي بالأمر الواقع وهو دفع فواتير قد تكون باهظة أحياناً ولكن ذلك لم يثنهم عن الدفع في ضوء الحاجة للمياه.

معاناة ومقترحات بديلة
ويواصل الحوسني حديثه واصفاً المعاناة بالدائمة فيقول: الغريب أن تقلل الهيئة كميات المياه المنقولة لبلدة الغيزين في ذروة الحاجة لها إذ يبقى الأهالي في معاناة دائمة، فبعض المنازل تبقى يومين دون ماء وبعضها لا يصلها الماء لبعدها عن الخزان. ومن هذا المنبر ندعو الهيئة العامة للكهرباء والمياه للتعجيل في زيادة الكميات المنقولة، وإيجاد طرق لتوصيل المياه بشكل دائم للبلدة مثل مد أنابيب من الخابورة. كما أقترح على الهيئة عمل محطة مياه كبيرة في المنطقة.

سبب المشكلة
سليمان بن سالم الحوسني تطرق إلى أهمية المياه للإنسان وتأثير انقطاعها على حياته، فقال: الماء شريان الحياة ومن ذا الذي يستطيع العيش بغير ماء، وأهالي بلدة الغيزين يعانون من عدم توفير الماء، ومع جفاف الأودية والرقوق وضعف تدفق فلج البلدة تزيد المعاناة، فلا مصادر بديلة تعينهم على توفير الماء، وتكمن المشكلة في توقف ناقلة الماء الخاصة بتوفير المياه للبلد للخزان الحكومي، والمبرر نفاد الكمية المخصصة للمقاول المسؤول عبر بطاقة التعبئة مسبقة الدفع وامتناع الهيئة عن تجديد أو صرف بطاقة جديدة، وما شأن أهالي البلد أن يبقوا بلا ماء مع اشتداد الحاجة في فصل الصيف مما دفع بعض الأهالي إلى النزوح عند أقاربهم خارج البلد حتى تنتهي هذه الأزمة.

الوضع صعب
حسن بن علي الحوسني يشارك الجميع حول صعوبة الوضع في ظل هذه الظروف الحالية قائلا: لا يخفى على ذي لُبّ ما للماء من أهمية في حياة الفرد والمجتمع، وأين هو هذا الذي بإمكانه أن يستغني عن الماء لساعات وليس لأيام! لقد أصبح الوضع صعبا وقريتنا من القرى التي كانت تعتمد أساسا على ماء الوادي أو الفلج وكمرحلة ثالثة، الماء الموصول بالعدادات، فإذا كانت هذه الخيارات الثلاثة معدومة فكيف سيعيش الناس؟

مخرج سريع
ويواصل حسن الحوسني حديثه بقوله: نحن لا نشكك بقدرة الجهات المسؤولة على إيجاد الحلول الناجعة لهذا الوضع المتأزم، ولكن نحث القائمين عليه في إيجاد مخرج سريع وفوري يمنح أهالي القرية الأمان المائي، وإلا لتفاقمت الأمور وهلك الإنسان والدواب والزرع، نعم وجب أن ندق ناقوس الخطر لأن يوما دون ماء يعني يوما دون حياة، ودون الماء تهلك الحياة بكل عناصرها، لذا فالغوث الغوث يا وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه في مراعاة مصالح أهل القرية بتوفير الحلول اللازمة والتعامل مع الموقف بما يتطلبه من معالجات آنية.

شح حقيقي للمياه
أحمد بن عبدالله الحوسني يختم حديث أهالي بلدة الغيزين قائلا: يعاني أهالي بلدة الغيزين من شُح حقيقي في المياه بعد أن اندثرت جميع مصادر المياه وتبقى المصدر الوحيد الذي تنقله لهم ناقلات المياه من الخزانات الرئيسية في مركز الولاية والتي تبعد عن البلدة ما يقارب 18 كيلومتراً، ناهيك عن الانقطاعات شبه الأسبوعية في المضخة الداخلية الموجودة بالخزان، وكذلك أعطال ناقلة المياه ذاتها، ويظل أبناء البلدة أياماً دون مياه للأسباب ذاتها، لهذا نناشد الجهات بتوصيل المياه إلى البلدة عن طريق الشبكات الرئيسية المرتبطة بمركز الولاية لتفادي هذه المعاناة والانقطاعات المتكررة، وتوفير قدر أكبر من المياه في الوقت الحالي لسد العجز الموجود.