مجلس الخنجي.. مبادرة للوطن

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٠٣/يناير/٢٠١٨ ٠٣:٥٢ ص
مجلس الخنجي.. مبادرة للوطن

عيسى المسعودي

Ias1919@hotmail.com

دائماً نتحدث عن أهمية تبادل الخبرات والمعلومات وتحليل الأخبار أو المواضيع والأرقام وتحويلها إلى أفكار ومبادرات أو الاستفادة من هذه التحليلات في اتخاذ التوصيات والقرارات التي تخدم الصالح العام وتساهم في تنمية وتطوير مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية وغيرها من المجالات، لذلك لعبت السبلة العُمانية طوال العقود الفائتة دوراً كبيراً وبارزاً في هذا المجال حيث كان العُمانيون يجتمعون لمناقشة أمور حياتهم ومعرفة الأخبار وتحليلها وفي بعض الأحيان إيجاد الحلول وطرح التوصيات لمختلف القضايا التي تهم المجتمع بمشاركة مجموعة من الشخصيات التي تختلف مستوياتها ومجالات تخصصها وعملها. والحمد لله لا تزال السبلة العُمانية العامة تواصل هذا الدور وبكل نجاح، ومع تطور المستجدات والأوضاع ظهر مجلس الخنجي في السنوات الفائتة كإحدى المبادرات الاجتماعية الرائدة التي أطلقها أحد رواد التجارة والأعمال في تلك الفترة، فكان يعقد المجلس في مدينة مطرح التاريخية بمشاركة التجار الذين كانوا يزورون مسقط بهدف التجارة والأعمال من مختلف الدول مثل الهند وباكستان ومن البصرة ومن شرق أفريقيا ومن البحرين وغيرها من الدول إضافة إلى العُمانيين من محافظة مسقط ومن المحافظات فكان الجميع يتبادل الأخبار ويبحثون مختلف المواضيع والقضايا التي تهم الجميع في أجواء من الألفة والمحبة والمناقشة للمصلحة العامة.

وخلال فترة التسعينات شهد مجلس الخنجي مرحلة من التطور مع استلام الأخ خليل الخنجي (أبو عبدالله) مسؤولية إدارة المجلس من الجد والأب لتبدأ مرحلة جديدة بفكر وأسلوب جديد حيث قام المجلس في تلك الفترة والذي كان يعقد في بيت الخنجي بمطرح في استضافة بعض المسؤولين الوزراء من أمثال وزير التجارة والصناعة، ووزير القوى العاملة، ووزيرة السياحة، وغيرهم من المسؤولين والشخصيات من أكاديميين وإعلاميين ورجال أعمال ومسؤولين في الشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة وبعض من أفراد المجتمع بهدف طرح وبحث مختلف القضايا والمواضيع بمشاركة المختصين في مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، ولقد تشرفت بالمشاركة ورصد هذه المناقشات وطرح التوصيات من خلال نشر وتوثيق ما يدور في مجلس الخنجي عبر صفحات صحيفة «الشبيبة» ولقد استمر هذا المجلس طوال السنوات الفائتة يقوم بدور مهم كمجلس خاص يتبنى طرح الأفكار ومناقشة وطرح الحلول والتوصيات لمختلف القضايا بحيث يشكل المجلس إحدى قنوات التواصل وتبادل المعلومات والأفكار وتحقيق الشراكة بين القطاعي الحكومي والخاص بهدف المساهمة في تنمية وتطوير مختلف القطاعات، وبمشاركة العديد من المسؤولين من القطاعين مع إشادة الجميع بالدور الذي يقوم به المجلس وحرصهم على المشاركة والتفاعل مع المواضيع التي تطرح، والتي تؤكد على أهمية المساهمة بالأفكار والمعلومات في كل ما يخدم الوطن والاستفادة من المواضيع المطروحة في تنمية وتطوير القطاعات المختلفة، ليشهد المجلس خلال الأربع سنوات الفائتة تطويرا جديدا من خلال عقد المجلس كل يوم سبت بمعدل متوسط بلغ 30 جلسة في العام مع الاهتمام بكتابة محاضر وتوثيق لهذه الجلسات التي يمكن الاستفادة منها في أي وقت فهي مرجع وحصيلة مناقشات وتحليلات قيمة من مسؤولين أكاديميين ومتخصصين حيث تم مناقشة وبحث العديد من المواضيع المهمة مثل دور المؤسسات في خدمة المجتمع وتعزيز المسؤولية الاجتماعية وتحليل أوضاع السوق المحلي جراء انخفاض أسعار النفط وتحليل سوق مسقط للأوراق المالية ودور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وبحث تنمية وتطوير قطاعات عديدة مثل النفط والغاز والسفر والسياحة والعقار والفرص الاستثمارية ومناقشة موضوع الباحثين عن عمل وتنمية المحافظات ودور مجالس الدولة والشورى وأهمية تبسيط الإجراءات وتحفيز الاستثمار وغيرها من المواضيع التي كان لها صدى كبير وحرص شديد من الشخصيات على المشاركة والحضور وخاصة أن جلسات المجلس كان يتم الإعداد لها بشكل جيد مع اختيار المتحدثين بشكل دقيق فكان النجاح دائما حليف هذه الجلسات والمناقشات فشكراً للقائمين على مجلس الخنجي وكل التقدير على الجهد المبذول.

إن مثل هذه المبادرات وتنظيم المجالس الخاصة كمجلس الخنجي من المبادرات المهمة والضرورية والتي نحتاجها في مجتمعنا بحيث تكون منصة من منصات التواصل المجتمعي وتساهم في تعزيز الشراكة الحقيقية بين المؤسسات الحكومية والخاصة، لذلك نقترح تعميم مثل هذه المبادرات لتشمل كافة محافظات السلطنة لما لها من أهمية وتساهم في تحقيق العديد من الأهداف لعل من أهمها تجمع أصحاب العلاقة من رجال أعمال ومسؤولين ومختصين وإعلاميين أكاديميين تحت سقف واحد يبحثون ويناقشون ويطرحون أفكار وحلول لمواضيع مختلفة تساهم في إيجاد رؤية لتطوير وتنمية مختلف القطاعات، لذلك نتمنى أن يبادر رجال الأعمال في المحافظات وكجزء من مسؤوليتهم الاجتماعية بإنشاء مثل هذه المجالس الخاصة لتشكل منصة جديدة تخدم الجميع فالمشارك في هذه المجالس يستفيد من المعلومات ومن التحليلات ووجهات النظر كذلك من الأفكار والرؤى التي يتم طرحها حسب المواضيع والمحاور المحددة فالمحافظات تحتاج إلى مثل هذه المبادرات المجتمعية التي يمكن لرجال الأعمال النشيطين إن يلعبوا دوراً بارزاً فيها بحيث نجد مجالس ناجحة في كافة ربوع السلطنة لمناقشة مختلف المواضيع التي تساهم في تطوير مختلف القطاعات والمجالات وبلا شك أن الجميع سيستفيد من هذه المجالس خاصة عندما تكون بمبادرات من القطاع الخاص ومن رجال الأعمال انفسهم لأنهم على دراية ومعرفة باحتياجات القطاع وباحتياجات المجتمع، فقط علينا المبادرة والأعداد الجيد لتنظيم هذه المجالس من حيث اختيار المواضيع المطروحة للمناقشة والشخصيات التي ستشارك، نأمل أن يجد هذا المقترح صدى لدى رجال الأعمال ونشهد إنشاء مجالس خاصة في كافة المحافظات.