سفارة جمهورية الصين الشعبية بمسقط تحتفل بمناسبة اليوم الوطني الـ 76 لبلادها

بلادنا الثلاثاء ٣٠/سبتمبر/٢٠٢٥ ١٥:٣٥ م
سفارة جمهورية الصين الشعبية بمسقط تحتفل بمناسبة اليوم الوطني الـ 76 لبلادها
مسقط - خالد عرابي
احتفلت سفارة جمهورية الصين الشعبية المعتمدة لدى سلطنة عمان مساء أمس الأول بمناسبة اليوم الوطني الـ 76 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، وذلك بإقامة حفل استقبال بفندق شيراتون مسقط، بحضور عدد من المسئولين بسلطنة عُمان ورؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى سلطنة عُمان، وعدد من المسؤولين بوزارة الخارجية.
وقال سعادة ليو جيان، سفير جمهورية الصين المعتمد لدى سلطنة عمان خلال كلمته في حفل الاستقبال: نجتمع اليوم في هذه الأمسية لنحتفل معاً بالذكرى السادسة والسبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية. ويسعدني أن أرحب بكم أجمل ترحيب باسم سفارة الصين في سلطنة عُمان، كما أتوجه بخالص الشكر لجميع الأصدقاء من مختلف الأوساط الذين دعموا مسيرة التحديث في الصين وأسهموا في تعزيز علاقات الصداقة الصينية ـ العُمانية. وأضاف قائلا: وفي هذه المناسبة الوطنية العزيزة، أود أن أبعث بأحر التهاني وأصدق التحيات لجميع أبناء الجالية الصينية في عُمان ، من موظفي الشركات الصينية والمعلمين المتطوعين للغة الصينية والمغتربين الصينيين.
وأوضح سعادته قائلا: ستة وسبعون عاماً من الكفاح والإنجاز، ستة وسبعون عاماً من العطاء والازدهار. منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية، سجل الشعب الصيني، بقيادة الحزب الشيوعي الصيني، ملحمة تاريخية عظيمة، إذ نهض من حالة الفقر والضعف ليقف شامخاً في الشرق، ويحقق معجزة تنموية غير مسبوقة في تاريخ البشرية.
19.63 تريليون دولار أمريكي
وأضاف: ورغم التحديات والمخاطر العالمية، من المتوقع أن يبلغ الناتج المحلي الإجمالي الصيني هذا العام 19.63 تريليون دولار أمريكي، بمعدل نمو يصل إلى 5.5% ، مساهماً بنسبة 30% من نمو الاقتصاد العالمي. كما ستضع الصين هذا العام خطة التنمية الخمسية الخامسة عشرة. ومنذ الخطة الخمسية الأولى في خمسينيات القرن الماضي ، دأبت الصين على تحويل رؤيتها الكبرى للنهضة الوطنية إلى واقع ملموس عبر سلسلة من الخطط الخمسية المتعاقبة. لقد أثبتت الحقائق أن محاولات "فك الارتباط" و"كسر السلاسل" لن تزيد الصين إلا إصراراً على الاعتماد على الذات، فالتنمية ستبقى بيد الشعب الصيني.
وأردف قائلا: واليوم، يناضل الشعب الصيني تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، وفي القلب منه الرئيس شي جين بينغ، من أجل تحقيق التحديث الصيني النمط. ولم تعد الصين تسعى فقط وراء النمو السريع للناتج المحلي ،بل تركز على التنمية عالية الجودة والانفتاح رفيع المستوى. فهي تسعى لتسريع بناء نمط تنموي جديد ،ودفع التحول الصناعي، وتطوير قوى إنتاجية جديدة ،والتركيز على مجالات رائدة مثل الاقتصاد الأخضر منخفض الكربون، والابتكار التكنولوجي ،والاقتصاد الرقمي. ومن "صُنع في الصين" إلى "ابتكار الصين"، انتقلت الصين إلى مرحلة جديدة من التنمية. واليوم تمتلك الصين أكبر شبكات في العالم: الطرق السريعة، والسكك الحديدية الفائقة السرعة، والموانئ، وشبكات الكهرباء، وشبكات الإنترنت عريضة النطاق. كما تحتل المرتبة الأولى في عدد محطات طاقة الرياح، والطاقة الشمسية، ومحطات الجيل الخامس، ومحطات شحن السيارات الكهربائية. وباتت الصين أكبر مالك لبراءات اختراع الذكاء الاصطناعي في العالم بنسبة 60%.
كما تدفع الصين بقوة بناء اقتصاد عالمي منفتح، وتسهم في ازدهار جميع الدول. فقد توسع نطاق شركاء "الحزام والطريق" ليشمل أكثر من 150 دولة و30 منظمة دولية. كما ارتفع عدد الدول المعفاة من التأشيرة من جانب الصين إلى 47 دولة. وارتفع عدد السياح الأجانب القادمين إلى الصين في عام 2024 بنسبة تقارب 100%.
عُمان صاحبة الحضارة المشرقة
وقال سعادة ليو جيان: عُمان، هذه الأرض العريقة صاحبة الحضارة المشرقة، كانت منذ القدم جوهرة على طريق الحرير البحري. قبل أكثر من ألف عام، أبحر الملاحون العُمانيون إلى مدينة قوانغتشو الصينية. وفي عهد أسرة مينغ، زار الأسطول الضخم للبحّار الصيني تشنغ خه عُمان مرات عدة، حاملاً السلام والتجارة، وزارعاً بذور الصداقة. وبعد إقامة العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا عام 1978 على أساس مبدأ "الصين الواحدة"، ترسخت هذه الصداقة العريقة، وتطورت في عام 2018 إلى شراكة استراتيجية ،لتفتح آفاقاً واسعة للتعاون والتواصل بين شعبينا.
واضاف: ومنذ بداية هذا العام، تبادل فخامة الرئيس شي جين بينغ وجلالة السلطان هيثم بن طارق رسائل عدة، وضعا من خلالها الخطوط العريضة لتطوير العلاقات الثنائية. وتحت قيادة الزعيمين ،تتسارع وتيرة التوافق بين مسار التحديث الصيني ورؤية "عُمان 2040".
وأكد سعادته قائلا: إن التواصل رفيع المستوى عزز الثقة الاستراتيجية. فقد زار معالي شياو جيه، نائب رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، عُمان بنجاح هذا العام، ما أسهم في تطوير التعاون التشريعي بين البلدين. كما أجرى عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني، وزير الخارجية وانغ يي، اتصالاً هاتفياً مع معالي الوزير بدر البوسعيدي، حيث تبادلا وجهات النظر حول العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية. كما عُقدت المشاورات الاستراتيجية بين وزارتي الخارجية بنجاح.
وأكد قائلا: إن التعاون العملي عمّق المنفعة المتبادلة. ففي عام 2024 بلغ حجم التبادل التجاري 36.7 مليار دولار أمريكي، لتظل الصين الشريك التجاري الأول لعُمان. كما نجحت الصين في إطلاق أول قمر صناعي عُماني. وساهمت الشركة الوطنية للكهرباء الصينية في بناء شبكة نقل كهرباء وطنية موحدة حديثة في عُمان، مما عزز استقرار شبكة الكهرباء العُمانية بشكل كبير. كما تحقق تعاون مثمر في مجالات الطاقة الخضراء والاقتصاد المستدام، وهناك آفاق واعدة لمستقبل هذا التعاون. إلى جانب ذلك، تم عبر برامج تدريبية من وزارة التجارة الصينية وشركة هواوي، تأهيل أكثر من 1200 مسؤول حكومي ومدير شركة وفني عُماني.
أما التبادل الثقافي فعمّق التواصل الإنساني. فقد أعفت الصين العُمانيين من التأشيرة، مما سهل حركة الأفراد. كما أدرجت أربع مدارس ثانوية في عُمان اللغة الصينية في مناهجها، ما يعكس تزايد الإقبال على تعلم اللغة الصينية.
الشعب العُماني ودود وذكي ومتواضع
وقال: منذ وصولي إلى عُمان قبل تسعة أشهر، أحببت هذه الأرض وشعبها الطيب. الشعب العُماني ودود وذكي ومتواضع. وأود أن أذكر هنا تجربة شخصية: في يوليو الماضي زرت مهرجان التمور في محافظة الداخلية، حيث التقيت بأحد الباعة وتبادلت معه أطراف الحديث، ودعوته إلى حفل الاستقبال بمناسبة العيد الوطني. وقد سررت حين علمت أنه شاعر مُنشد، يحظى شعره بمحبة الناس، وهو الفاضل حمود، ويسعدني أن أراه بيننا اليوم مع أصدقائه.
وأضاف سعادته قائلا: إن الصداقة الصينية ـ العُمانية كحبة اللؤلؤ، تزداد إشراقاً مع مرور الزمن؛ وكشجرة النخيل، تضرب جذورها في أرض الاحترام المتبادل والتعاون، لتثمر ثماراً حلوة.
وأردف قائلا: يصادف هذا العام الذكرى الثمانين لانتصار الشعب الصيني في حرب المقاومة ضد العدوان الياباني، وانتصار العالم في الحرب العالمية الثانية ضد الفاشية. وقد أثبت التاريخ أن النظام الدولي الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية، والمبني على الأمم المتحدة والقانون الدولي ومبادئ ميثاقها، هو الذي أرسى أسس العلاقات الدولية الحديثة، وحافظ على السلام والتنمية العالمية لعقود طويلة.
لكن العالم اليوم يواجه تصاعداً في النزعات الأحادية والحمائية وهيمنة القوى الكبرى، إلى جانب أزمات متزايدة تهدد الأمن والاستقرار، مما يضع البشرية أمام مفترق طرق: الحرب أم السلام؟ المواجهة أم الحوار؟ التعاون المربح للجميع أم لعبة صفرية؟
وفي الأول من سبتمبر 2025، أعلن الرئيس شي جين بينغ "مبادرة الحوكمة العالمية" خلال اجتماع "منظمة شنغهاي للتعاون+". وأكد أن المبادرة تقوم على المساواة في السيادة، واحترام سيادة القانون الدولي، وتفعيل التعددية ،والتمحور حول الإنسان ،واعتماد نهج عملي. وهي مبادرة تتوافق مع مبادئ الأمم المتحدة، وتشكل استجابة عملية للتحديات العالمية.
وقال سعادة السفير الصيني: لا يزال الشعب الفلسطيني يواجه مآسي إنسانية ،إذ لم تتحقق بعد حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة. وهذا ظلم تاريخي وجرح جماعي للضمير الإنساني. الصين كانت من أوائل الدول التي اعترفت بدولة فلسطين، وهي متمسكة بحل الدولتين، وترحب باعتراف المزيد من الدول بفلسطين مؤخراً. ونحن نثمن عالياً جهود سلطنة عُمان والدول العربية الشقيقة في دفع عملية السلام. يجب أن نتحد اليوم أكثر من أي وقت مضى، وأن نقف إلى جانب العدالة والسلام، ونمارس التعددية الحقيقية ،حتى يتحقق حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية. إننا على يقين بأن العدالة قد تتأخر ،لكنها لن تغيب.
وأضاف: "تتلاقى الإرادات مهما بعدت الجبال والبحار." إن الصين وعُمان صديقان وشريكان مخلصان. فلنجعل من احتفالنا بالذكرى الـ76 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية نقطة انطلاق جديدة ،نواصل فيها مسيرة التعاون ،ونعزز التنسيق في القضايا الإقليمية والدولية ،ونعمل معاً من أجل السلام والتنمية العالمية ،ولصنع مستقبل أفضل للبشرية جمعاء.
وأختتم حديثه قائلا: " دعونا نتمنى معاً: الازدهار والرخاء لجمهورية الصين الشعبية، والسعادة للشعب الصيني. والأمن والاستقرار لسلطنة عُمان وشعبها الكريم، والصداقة الصينية ـ العُمانية دائمة ومزدهرة،
ولجميع الحضور الكرام الصحة والعافية والسعادة.