الشرطة تتصدى لتجار ومروجي المخدرات عبر الفضاء الإلكتروني

بلادنا الثلاثاء ٢١/ديسمبر/٢٠٢١ ٠٨:٤٢ ص
الشرطة تتصدى لتجار ومروجي المخدرات عبر الفضاء الإلكتروني

مسقط - عنود الشحية

يتّبع تجّار ومروجو المخدرات والمؤثرات العقلية أساليب جرمية عبر وسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى أوساط المتعاطين بسهولة.. من هذا المنطلق تستعرض لكم «الشبيبة « دور شرطة عمان السلطانية في مكافحة جرائم الترويج الإلكتروني للمواد المخدرة والمؤثرات العقلية.

حذر المقدم سليمان بن سيف التمتمي، مدير شؤون القضايا بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، عبر البرنامج الإذاعي «العين الساهرة»من هذه الجرائم قائلا: «الجرائم بشكل عام في الآونة الأخيرة زادت خطورتها، وذلك لدخول الجانب التقني في عملية ارتكابها، وجرائم المخدرات ليست استثناء من ذلك، كونها جريمة عالمية وواحدة من أخطر الجرائم التي يواجهها العالم، لما لها من آثار واسعة النطاق على صحة ورفاه الأفراد والأسر والمجتمعات، بالإضافة لخطورتها على أمن البلد وتنميته المستدامة».

وتابع: «هناك نوع من الاستخدام غير المشروع في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي ظهر في الآونة الأخيرة، من قبل المروجين والتجار، حيث صاحبه تزايد وإقبال من المراهقين على منصات التواصل الاجتماعي، وذلك بدون رقابة من قبل أولياء الأمور، كما ساعد في ذلك انتشار الأجهزة الإلكترونية بين كافة شرائح المجتمع، وعلاوة على جميع ما سبق هناك ضعف بالبرامج التوعوية في هذا الجانب».

وأكد على أن سلطنة عمان شهدت مثل هذه الجرائم وإن كانت على نطاق محدود، وقال: «لعل وسائل التواصل الاجتماعي وما تحتويه من برامج مختلفة ومتنوعة اُستغلت من قبل المجرمين في الترويج لبعض الأنواع من المواد المخدرة أو المؤثرات العقلية عبر هذه الوسائل، وقد تمكنت ولله الحمد الإدارة العامة لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية من ضبط ورصد بعض الجرائم عبر هذه المواقع».

فريق من الفنيين والمتخصصين

وأضاف: « كما أن هناك فريقاً من الفنيين والمتخصصين في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، تم تشكيله خصيصًا لمتابعة مواقع التواصل الاجتماعي ورصد ما بها من مخالفات كترويج للمخدرات والإتجار بها، والتعامل مع هذه المواقع من الناحية القانونية، وفي حال تم اكتشاف بعض المواقع أو البرامج التي تقوم بمثل هذه الأفعال غير الشرعية، يتم التواصل مع الجهات المعنية لحجب أو حظر هذه المواقع داخل سلطنة عمان».

وأوضح بأن الإدارة العامة لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية قامت بعدة إجراءات، سواء عن طريق التتبع لمواقع التواصل الاجتماعي أو من خلال البلاغات عن هذه المواقع، حيث يتم متابعتها ورصد ما بها من مخالفات، بعد ذلك يتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق القائمين على هذه المواقع أو مستخدميها المخالفين.

وأشار التمتمي إلى أن كافة شرائح المجتمع هي عُرضة للاستهداف من قبل الجرائم المرتكبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وأردف قائًلا: «نحن نعوّل دائما على وعي المجتمع ووعي مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، والنأي من خطورة المواقع وما يبث فيها من مخالفات قانونية».

طرق وحيل

وكشف بأن هناك العديد من الطرق والوسائل والحيل التي تُستخدم في عملية الترويج: « دائما ما تكون هناك طرق جديدة بشكل مستمر، لعل أبزر هذه الطرق هو إنشاء حسابات وهمية وبأسماء جذابة أو وضع صور نسائية جذابة في مواقع التواصل الاجتماعي، الهدفف منها إيقاع الشباب في فخ المخدرات، أو نشر مسميات للمواد المخدرة والمؤثرات العقلية ترمز إلى القوة والنشاط، كما أن بعض الموقع تقوم بإقناع الشباب أن المواد المخدرة والمؤثرات العقلية لها القدرة على زيادة في الفهم والحفظ في أوقات المذاكرة، وتكثر خاصةً في أوقات الاختبارات، يستهدف بها طلبة المدارس والكليات والجامعات.

ونبّه إلى أن بعض المواقع تروج للمخدرات على أنها تقوي القدرة الجنسية أو السهر لفترات طويلة أو تمكّنهم من قيادة المركبات لمسافات طويلة دون تعب أو الحاجة إلى النوم.. كذلك استغلال حاجة الشباب أو المراهقين للحصول على جسم رياضي وعضلات دون جهد.

وقال:» سهولة الدخول واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي ساعدت المروجين في الحصول على الأريحية التامة أو الشعور بالأمان الكاذب من خلال الترويج للمواد المخدرة والؤثرات العقلية، ظنًا منهم بأنهم يمارسون هذه الأفعال خارج نطاق الجهات الأمنية».

قلة الوعي

وأفاد بأن وقوع الفئات المستهدفة في فخ هذه الجرائم يعود لقلة الوعي بخطورة وسائل التواصل الاجتماعي، وكيفية استخدامها الاستخدام الأمثل.

وتابع:»الجميع معرض للوقوع في فخ هذه الجرائم، ولكن هذا لا يعني نهاية المسار، وبإمكان الشخص أن يعدل من مساره ويعود إلى الطريق القويم والمستقيم، ولابد للجميع من الوقوف مع الضحية وانتشاله من المستنقع الذي وقع فيه حتى يعود إنسانًا صالحًا لخدمة مجتمعه ووطنه».

ودعا التمتمي إلى ضرورة المبادرة في الإبلاغ عن هذه الجرائم: «قانون مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية أتاح لمن يقع فريسة لجرائم المخدرات أن يتقدم بطلب العلاج، وسوف يتم التعامل مع هذا الطلب بكامل السرية، وتُقدم له المساعدة اللازمة في هذا الجانب، حيث بالإمكان التواصل مع الإدارة العامة لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، عبر الرقم المجاني 1444، أو التواصل مع غرفة العمليات بشرطة عمان السلطانية عبر الخط الساخن 9999، وسيتم تقديم كل الدعم والمساندة بعون الله تعالى».

الجدير بالذكر، اُنشئت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بموجب قرار معالي الفريق حسن بن محسن الشريقي المفتش العام للشرطة والجمارك رقم (80/‏‏2012)، وتتمثل رؤيتها بأن تكون سلطنة عمان من الدول الرائدة في مجال مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية دولياً وإقليميا.