ترامب يتعهد بحماية حكومة كابول وقتال طالبان

الحدث الأربعاء ٢٣/أغسطس/٢٠١٧ ٠٤:٣٥ ص
ترامب يتعهد بحماية حكومة كابول وقتال طالبان

واشنطن-لندن-كابول -وكالات

«سنمنع طالبان من السيطرة على أفغانستان وعلى هؤلاء القتلة أن يعرفوا أنهم لا يمكنهم الاختباء في أي مكان والتهديدات الأمنية التي نواجهها في أفغانستان والمنطقة بشكل أوسع ضخمة وأن أمريكا ستواصل دعم الحكومة الأفغانية والأمر يعود إلى الشعب الأفغاني لتحديد مصيره وأن عواقب أي انسحاب سريع يمكن التنبؤ بها وغير مقبولة كما أن الانسحاب المتعجل سيوجد فراغًا سيملأه المتشددون».

هكذا خاطب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأمريكيين أمس ممهدا الطريق بقوة لتعزيز القوة العسكرية الأمريكية في أفغانستان عبر زيادة عدد القوات الأمريكية في أفغانستان في إطار إستراتيجية جديدة للمنطقة مبديًا اعتراضه على أي انسحاب سريع من أطول صدام عسكري خاضته الولايات المتحدة.
وقال ترامب في كلمة تلفزيونية: «إن موقفه الجديد يهدف إلى الحيلولة دون تحول أفغانستان إلى ملاذ آمن للمتشددين الإسلاميين المصممين على مهاجمة الولايات المتحدة». وعرض ترامب أيضا نهجا أكثر تشددا للسياسة الأمريكية تجاه باكستان.
وتغلب ترامب على شكوكه بشأن الحرب التي بدأت في أكتوبر 2001 بعد هجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة. وكان ترامب قد قال مرارا خلال الحملة الانتخابية العام الفائت إن الحرب مكلفة جدا فيما يتعلق بالأرواح والأموال.
وقال في كلمته: «حدسي الأصلي يدفعني للانسحاب». ولكنه أضاف أن مستشاريه للأمن القومي أقنعوه بتعزيز القدرة الأمريكية على منع حركة طالبان من الإطاحة بالحكومة التي تدعمها الولايات المتحدة في كابول.
ولم يحدد ترامب عدد الجنود الأمريكيين الذين سيتم إرسالهم ولكن لدى وزير الدفاع جيمس ماتيس خططا لإرسال نحو أربعة آلاف جندي آخرين إلى جانب 8400 جندي موجودين حاليا في أفغانستان.
ووسع ترامب سلطة الجيش الأمريكي بالنسبة لاستهداف القوات المسلحة الأمريكية للمتشددين والشبكات الإجرامية. وقال: «إن أعداء الولايات المتحدة في أفغانستان» يجب أن يعرفوا أنه ليس هناك مكان يختبئون فيه.. وليس هناك مكان لا تصل إليه الأسلحة الأمريكية».
وقال ترامب: «إن «قواتنا ستقاتل لتنتصر» ولم يحدد جدولًا زمنيًا للمدة التي ستبقى فيها القوات الأمريكية في أفغانستان.
وجاءت كلمة ترامب بعد مراجعة استمرت شهورا للسياسة الأمريكية ناقش خلالها مرارا مستقبل التدخل الأمريكي في أفغانستان حيث حقق مقاتلو طالبان مكاسب في الأراضي.
وعرض ترامب أيضا نهجا أكثر تشددا للسياسة الأمريكية تجاه باكستان وحذر كبار المسؤولين الأمريكيين من أنه قد يخفض المساعدات الأمنية لباكستان إذا لم تتعاون بشكل أكبر في منع المتشددين من استخدام ملاذات آمنة في أراضيها.
وقال ترامب: «لا يمكن أن نسكت بعد الآن على ملاذات باكستان الآمنة.
«باكستان لديها الكثير لتكسبه من الشراكة مع جهودنا في أفغانستان. ولديها الكثير تخسره بمواصلتها إيواء الإرهابيين».
وقال ترامب أيضا إن الولايات المتحدة تريد من الهند المساعدة بشكل أكبر في أفغانستان ولاسيما في مجال التعاون والتنمية الاقتصادية. وأوضح أن لصبره حدودًا فيما يتعلق بدعم الحكومة الأفغانية، قائلا: «إن على كابول أن تزيد من تعاونها من أجل تبرير استمرار التزام الولايات المتحدة تجاهها».
وقد رحبت بريطانيا بالتزام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتكثيف الحملة العسكرية على متمردي حركة طالبان في أفغانستان.
وعبر ترامب عن التزام الولايات المتحدة إزاء صراع مفتوح في أفغانستان أمس الاثنين ليخلف مسار تعهداته الانتخابية.
وتعهدت بريطانيا مع حلفاء أوروبيين آخرين بزيادة القوات لدعم الجيش الأفغاني في يونيو وقال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس حينها: «إن عدد القوات في البلاد خفض بسرعة كبيرة للغاية».
وقال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون في بيان: «الالتزام الأمريكي محل ترحيب كبير».
وأضاف: «خلال اتصالي بالوزير ماتيس أمس اتفقنا على أنه برغم التحديات علينا إبقاء المسار في أفغانستان للمساعدة في بناء الديمقراطية الهشة وخفض تهديد الإرهاب للغرب».
وتابع قائلا: «من مصلحتنا جميعا أن تصبح أفغانستان أكثر ازدهارا وأكثر أمنا: ولهذا أعلنا زيادة قواتنا مجددًا في يونيو.
وقال الجنرال جون نيكلسون قائد القوات الأمريكية والدولية في أفغانستان إن وجود الولايات المتحدة في أفغانستان في المستقبل سيعتمد على «الأوضاع وليس على جداول زمنية افتراضية».
وأضاف نيكلسون في بيان أن «هذه الاستراتيجية الجديدة تعني أن طالبان لا يمكن أن تنتصر عسكريًا. الآن حان وقت نبذ العنف والتصالح».
ومهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الطريق الليلة الفائتة أمام زيادة عدد القوات الأمريكية في أفغانستان في إطار إستراتيجية جديدة للمنطقة متغلبا على شكوكه بشأن القتال في أطول حرب للولايات المتحدة متعهدا «بالقتال من أجل النصر».
ومن أفغانستان أدان متحدث باسم حركة طالبان الأفغانية إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإبقاء على القوات الأمريكية في أفغانستان دون وضع جدول زمني للانسحاب.
وقال ذبيح الله مجاهد في بيان صدر بعد ساعات من خطاب ترامب بشأن السياسة الأمريكية في أفغانستان وجنوب آسيا: «بدلا من مواصلة الحرب في أفغانستان كان على الأمريكيين التفكير في سحب جنودهم من أفغانستان».
وأضاف: «مادام هناك ولو جندي أمريكي واحد في بلادنا... سنواصل جهادنا» على حد تعبيره.