«يوغا الضحك».. طريقكم إلى السعادة

مزاج الاثنين ٢١/أغسطس/٢٠١٧ ٠٣:٣٥ ص
«يوغا الضحك».. طريقكم إلى السعادة

مسقط – لورا نصره

لطالما كانت أمهاتنا وجداتنا من قبلهن يحرصن على تعليمنا قواعد وآداب السلوك ومن بينها أن الضحك المستمر من غير سبب واضح يدعو لذلك يكون قلة أدب وتقليل من قيمة صاحبه.. ذلك بالطبع صحيح وما زلنا نعلم أولادنا أن يحسنوا اختيار المواقف واللحظات التي يضحكون فيها، لكن جداتنا وأمهاتنا اليوم يجب أن يعلموا أيضا أن الضحك أصبح وسيلة علاجية ناجحة للتغلب على الهموم وبما يقود لحياة تطول.. فالضحك كما تقول «يوغا الضحك» التي ابتكرها الطبيب الهندي مادان كاتاريا قبل سنوات هو مفتاح الصحة العقلية والجسدية والنفسية وبإمكانه أن يعزز مناعة الجسم ويواجه الضغط النفسي، ويضاعف كمية الاوكسجين التي تدخل الجسم مما يزيد من الصحة والنشاط.

وإذا تحدثنا عن حجم الضغوط النفسية الهائلة التي يعيشها المواطن العربي اليوم في ظل الظروف السائدة فربما يكون من المفيد أن نساهم بانتشار مثل هذه الرياضة في مجتمعاتنا أو أن نتجه لممارستها في بيوتنا مع أفراد عائلاتنا لتخفيف الضغوط والمساعدة على الاسترخاء.
ولكن ما هي يوغا الضحك؟
فكرة استعمال الضحك كعلاج نفسي وجسدي تطورت في بداية التسعينيات من خلال الطبيب الهندي «مادان كاتاريا»، الذي جمع دلائل عملية أثبتت له أهمية وفائدة الضحك على الصحة العقلية والجسدية للإنسان. واستنتج منها أنه من المهم تطبيق الضحك كممارسة يومية في حياتنا بغية تحسين صحة الإنسان، ولتساعده على التعامل مع ضغوط الحياة الحديثة بشكل أفضل. وبدأ د. كاتاريا بتطبيق فكرته هذه من خلال مجموعة صغيرة تتكون من خمسة أفراد، تجمعوا في الساعة السابعة من صباح يوم 13 مارس 1995، في حديقة عامة في مومباي، الهند، وهناك أطلق أول نادي للضحك. ضحك هؤلاء الأعضاء المؤسسين الخمسة معًا في الحديقة، وانتقلت عدوى الضحك هذه من المجموعة الصغيرة إلى المارة لتنمو في غضون بضعة أيام هذه المجموعة إلى أكثر من 50 مشاركًا.
في اجتماعات هذه المجموعة الأولية، عملوا على الوقوف ضمن دائرة يتوسطها شخص واحد، يقوم برواية قصة أو نكتة مضحكة. تمتع جميع من حضر هذه الجلسة بوقتهم وشعروا بشعور جيد لبقية يومهم.
لاحقا بدأ د. كاتاريا البحث عن طريقة أفضل لتطبيق الضحك بعيدًا عن إلقاء النكات، واهتدى إلى حقيقة علمية تفيد بأن جسم الإنسان لا يستطيع التفريق ما بين التظاهر بالضحك وبين الضحك الحقيقي؛ ففي الحالتين النتيجة التي يتلقاها الجسم واحدة. هذه الحقيقة العلمية دفعته لأن يطلب من أعضاء المجموعة أن يتظاهروا بالضحك لمدة دقيقة واحدة. وأمام شكوك وعدم اقتناع بعض منهم قاموا بتطبيق هذا الأمر، وكانت النتائج مذهلة، فسرعان ما تحول التظاهر بالضحك إلى ضحك حقيقي، وقد سرى هذا الأمر بشكل معدٍ على الجميع مما جعل المجموعة تضحك بشكل لم يسبق له مثيل، واستمروا بالضحك لمدة عشر دقائق، ومن هنا كانت ولادة «يوغا الضحك» التي انتشرت في العالم بشكل كبير.
ومن هنا نحن نقول لكم: اضحكوا.. اضحكوا.. فالضحك لا يكلف شيئا .. اضحكوا بحرية وعمق.. وأخبرونا لاحقا إن كانت «يوغا الضحك» قد نجحت في أن تحرك هرمون السعادة في أجسادكم!!