«بصيص» شركة طلابية تبتكر جهازاً لتنقية الجو

مسقط –
تزخر مؤسساتنا التعليمية وبالأخص الكليات التقنية بالكثير من الطلاب ذوي المواهب الكبيرة والمتميزة، والذين شرفوا السلطنة بمشاركاتهم في مسابقات على مستويات محلية وخارجية وحصولهم على إنجازات رفعت اسم السلطنة عاليًا، ويأتي هذا النجاح بالاهتمام بالمواهب والإبداعات وتشجيعها لمواصلة الطريق نحو بذل المزيد من العطاء. وأنشأ طلاب الكلية التقنية العليا شركة طلابية باسم «بصيص» تُعنى بإنتاج منتج «نسيم» لامتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون.

ابتكار بيئي

وحول هذا الموضوع تحدثت مديرة الإنتاج بشركة بصيص صابرة الجابرية قائلة: «منتج نسيم يتكون من قسمين ملحوظين وقسم ثالث محسوس به، القسم الأول هو علبة خارجية مصنوعة من جذع شجرة الغاف البحري ويمثل الدعامة الهيكل الخارجي للمنتج، وأيضًا قطعة تضيف لمسة جمالية في المكان المستخدم، ويمتاز هذا الخشب بالصلابة، بلونه البني الجذاب، وعدم قابليته لامتصاص الماء. أما القسم الثاني يعدُّ نواة منتج نسيم فهو يقع في داخل ومنتصف العلبة الخشبية وهو عبارة عن علبة زجاجية تحتوي على محلول مصنوع من أوراق الغاف البحري زهري اللون له القابلية على امتصاص الغازات الدافئة من الجو مثل غاز ثاني أكسيد الكربون، وبالتالي يعمل على تقليل درجات الحرارة وتلطيف الجو، وفور امتصاصه لغاز ثاني أكسيد الكربون يبهت لون المحلول إلى زهري فاتح أو عديم اللون ومن هذا المنطلق يتأكد المستخدم انه جرى امتصاص غاز ثاني أكيد الكربون في المكان المستخدم، ولكن عند حدوث عملية امتصاص هذه الغازات ستُلاحظ ترسبات في أسفل العلبة الزجاجية هذه الترسبات تؤكد تحول غازات ثاني أكسيد الكربون إلى مادة كريستالية مفيدة جدًا، فقد أثبتت الدراسات قدرة هذه المادة الكريستالية في تحسين التربة، وفي الخطوة الأخيرة يمكن وضع الكريستالات في أي تربة لتعمل على تحسينها، أما الجزء الثالث والأخير من منتج نسيم فهو الرائحة الأخاذة التي تعطر جو المكان المستخدم. يحتوي نسيم على روائح عدة يمكن اختيارها وهي: العود الملكي، والقرفة، والعلكة، والڤانيلا، والتوت، وغيرها».وعن استخدامات المنتج قالت الجابرية: «هدفنا الأساسي هو استخدام المنتج في السيارات، إذ تنبعث من السيارات غازات سامة لا تُرى بالعين، وبما أن استخدام الإنسان للسيارات يأخذ نسبة كبيرة من يومه فإن «نسيم» يعمل على امتصاص الغازات وتلطيف الجو في السيارة، وتقليل الأضرار التي من الممكن أن يصاب بها الأفراد، ويمكن كذلك استخدام منتج نسيم في المنزل عند حرق البخور وهي عملية تنتج الكثير من الغازات. ومن منظور آخر يمكن استخدامه في المكاتب المغلقة والغرف وأيضًا في المطابخ».

الحاجة أم الاختراع

وأضافت الجابرية: «استلهم أعضاء شركة بصيص الفكرة من المشاكل التي تواجهها مناطق السلطنة، وهي انتشار شجرة ضارة يطلق عليها شجرة الغاف البحري المعروفة بالمسكيت أحيانًا. ومشكلة انتشار شجرة الغاف البحري كبيرة ولها أضرار وخيمة على الإنسان نفسه، فلها قابلية إثارة حساسية الجهاز التنفسي كالربو، وتضر الكائنات الحية المجاورة لها فهي تسبب نفوق المواشي التي تأكل من بذورها كميات كبيرة، والضرر الأكبر هو امتداد جذور شجرة الغاف البحري إلى ما يقارب 50 مترًا في أعماق الأرض، إذ تقوم بامتصاص المياه الجوفية وتكسير أنابيب توصيل المياه وغيرها، ونظرًا لهذه المشاكل العدة بذلت وزارة الزراعة والثروة السمكية جهودًا كبيرة في التخلص من هذه الأشجار، ومن هنا استلهمنا فكرة تحويل مشكلة هذه الشجرة الضارة إلى منتج مفيد له مميزات عدة وأطلقنا عليه اسم «نسيم» ليجعل هواءك نسيمًا عليلًا».وحول ما تقدمه الشركة قالت مديرة التسويق زينب المحروقية: «الشيء الجديد الذي يقدمه منتج نسيم هو استفادته من مشكلة بيئية هي شجرة الغاف البحري المعروفة بالمسكيت وتحويلها إلى منتج مفيد، وكذلك فإن طريقة الاستفادة من هذه الشجرة لا تكون بحرقها أو بطريقة تنتج مشاكل بيئية أخرى، بل قامت شركة بصيص بالتخلص من مشكلة بيئية بإنتاج منتج صديق للبيئة غير ضار ومفيد. فالآلية المستخدمة هي التخلص من مشكلة انتشار أشجار الغاف البحري، وإنتاج منتج نسيم الصديق للبيئة من المشكلة نفسها، وقد طرحنا وسمًا على مواقع التواصل الاجتماعي هو #من_البيئة_إلى_البيئة».

طموح كبير

وأكملت المحروقية: «تطمح شركة بصيص لتكون إحدى الشركات الرائدة في مجال النماء والاستدامة البيئية، وأيضًا تطمح في توعية الناس حول مشكلة الغاف البحري وكيفية الحد من انتشارها في ربوع السلطنة، ونخطط لمنتجنا أن يمتد إلى دول الوطن العربي كافة التي تعاني من هذه المشكلة ليصبح «نسيم» منتجًا دوليًا. بالإضافة إلى إقامة العديد من الحملات التوعوية والإرشادية، خاصة الحملات في المدارس لتوعية الجيل الجديد بأضرار هذه الشجرة، وحثهم على التفكير بطرق لحل هذه المشكلة. وتطمح الشركة بأن تقوم بإنتاج منتج نسيم حسب الطلب، إذ يمكن للزبون اختيار الحجم والقياسات والتصميم ويمكن نحت أسماء أو عبارات لتقديمها كهدية، ويُباع «نسيم» بألوان خلابة حسب رغبة الزبون، فشركة بصيص تسعى لتقديم منتجات عالية الجودة للمجتمع وحل مشاكل البيئة العالمية». وعن تسويق المنتج قالت المحروقية: «مواقع التواصل الاجتماعي تعدُّ سلاحًا ذا حدين، فإما أن تنتصر بها أو أن تخسر، فآلية التسويق للشركة والمنتج نفسه اعتمدت على مواقع التواصل الاجتماعي كالإنستجرام وتويتر وغيرها، واستهدفنا الشخصيات المشهورة على هذه المنصات والتي تحظى بمتابعة كبيرة من الناس للتعريف والترويج للمنتج. واعتمدنا كذلك على إقامة العديد من المعارض مثل معرض «يدًا بيد» في شانجريلا ومهرجان صلالة للترويج لمنتج نسيم».