تساؤلات في توفير فرص العمل

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٢١/أغسطس/٢٠١٧ ٠٤:٢٥ ص
تساؤلات في توفير فرص العمل

رحمة الجرادية

في الفترة الأخيرة كثيرًا ما تتردد عبارة الباحثين عن العمل والمتطلبات المؤهلة للخوض في سوق العمل والمقابلات الوظيفية والكثير من العبارات المرتبطة بها، وأصبح هذا الموضوع الحديث المتكرر في المجالس، وصار يسبب الكثير من المعاناة للعديد من الشباب الباحثين العمل. فمتطلبات المؤهل والتخصص والخبرة لسنوات عدة كلها معوقات لتوفر فرصة العمل التي تناسبهم، كذلك فإن هؤلاء الباحثين ليس لديهم الوقت لينتظروا ويخوضوا اختبارات ومقابلات وظيفية متكررة ربما يحالفهم الحظ في اجتيازها وربما لا، وكذلك فإن عزوف خريجي التعليم العام عن التسجيل في المؤسسات التعليمية العليا لإكمال دراستهم العليا يعود إلى متطلبات المعدل والإجراءات الروتينية الأخرى.
البحث عن عمل ليس مهمة سهلة، فهو يحتاج لجهد كبير وقوة صبر، فالبحث عن عمل يتطلب مجهودًا ومتابعة لفرص العمل التي يمكن أن تتوافر في منشآت القطاع الخاص، ويحتاج الباحث أن يعدَّ ملفًا خاصًا بالمؤهلات الدراسية والخبرات التي اكتسبها في حياته، ولا بدَّ له من صقل المهارات المطلوبة لفرصة العمل المحددة، التي قد تتوافر لدى الباحث وقد لا تتوافر، أو قد تناسب تلك الفرصة رغبة الباحث أو لا تناسبه. أبرز ما يعانيه الباحثون عن عمل هو طول الانتظار للوظيفة التي يرغبون بها، خاصة أصحاب الشهادات الجامعية فإن عليهم انتظار الإعلان عن الوظائف التي تناسب تخصصاتهم ومؤهلاتهم الدراسية، فمنهم من يحالفه الحظ ويحصل على الوظيفة المرغوبة بعد التخرج، ومنهم من ينتظر لسنوات عدة أملًا في الحصول على أية وظيفة تلبي متطلبات حياته ولو براتب زهيد. ونتيجة للانتظار الطويل للوظيفة وعدم معرفة متى يمكن الحصول عليها فإن ذلك يؤثر سلبًا على حياة الباحثين، فأصبح الإحباط والأفكار السلبية تغطي معظم أفكارهم. إلا أن البعض كان مبادرًا فاستغل ما لديه من المهارة ليفتح مشروعه الخاص الذي صار يدرُّ عليه الكثير من الأموال، وأخذ ينافس العديد من المستثمرين في سوق العمل. غير أن العدد الأكبر من الباحثين عن عمل ما يزالون في قائمة الانتظار الطويلة.
بالمقابل لا ننسى جهود وزارة القوى العاملة في تقديم أفضل السبل للتقليل من آثار هذه المشكلة، ومنها: التنسيق مع منشآت القطاع الخاص لتوظيف القوى العاملة الوطنية، واللجوء إلى وسائل التواصل الاجتماعي لنشر ما يتوافر من فرص العمل الشاغرة في منشئات القطاع الخاص، وتقديم الخدمات الإلكترونية على موقع الوزارة مما سهل الاستفادة من خدمات الوزارة، فخدمات الوزارة الإلكترونية وفرت كثيرًا من الوقت والجهد، وسهلت العمليات الإجرائية للمواطنين ولأصحاب الأعمال والقطاع الخاص. بالإضافة إلى ما تقدم فإن للوزارة خطة سنوية لتقديم الدورات التدريبية للباحثين عن عمل لتأهليهم بمتطلبات التقدم على فرص العمل.
وفي الختام، هل يمكن أن يكون القطاع الخاص المبادر في إنهاء تحدي وجود أعداد متزايدة من الباحثين عن عمل؟