«طنش» تواصل المشكلات!!

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٢١/أغسطس/٢٠١٧ ٠٤:٣٥ ص
«طنش» تواصل المشكلات!!

علي بن راشد المطاعني

بعض الجهات الحكومية لا تعير استفسارات المواطنين أي اعتبار، ولا تتجاوب مع النداءات الموجهة لها في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، متبعة سياسة (طنش) إذا جاز لنا التعبير، في حين نجد بعض الجهات تتفاعل سريعا وبنحو إيجابي تماما إيمانا منها أن ذلك هو السبيل الأحدث لخدمة المواطنين وتجسيدا للمهام الموكلة لها، وردم الهوة بينها وبين المتعاملين معها.

فالتباين في التواصل يعبر عن الكثير من الدلالات منها إيمان الجهة بأهمية ذلك، وتحقيق رضا العميل أو المراجع وسد الفجوة بينها وبين الجماهير، وثانيا تتواكب مع التطورات المجتمعية التي أصبح النقد متاحا من خلالها لكل فرد عبر هاتفه.

إذن فإن التفاعل المرتجى ليس خبط عشواء كما يعتقد البعض ولكنه مزيج من الدلالات تتجسد في هذه الجهة أو تلك كما أوضحنا مع اليقين أن هناك جهات لم تصل بعد إلى ذلك الاستيعاب المتقدم.
إن تقييم مستويات التفاعل والتواصل يجب أن تكون إحدى أدوات تقييم الجهات الحكومية ومؤشرات أدائها باعتباره يمثل ترجمة لفاعلية العمل في أجهزة الدولة، وبداية للتغيير الذي تتطلع له القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- الذي يحرص دائما على ذلك، ولعل توجيهاته بإنشاء دوائر لخدمات المراجعين تتبع الوزراء دلالة واضحة على أهمية التواصل المنشود، فالتواصل الإلكتروني والتفاعل مع ما يبث والرد عليه والتوضيح للرأي العام يعبر عن فلسفة العمل الحديثة، في حين أن سياسة (طنش) أصبحت جزءا من منظومة العمل لدى بعضها الآخر، غير عابئة بما يجري حولها من تغيرات ومستجدات متلاحقة.
إن بداية التغيير في أي جهة يبدأ من مستوى الإحساس بأهمية التواصل والتفاعل مع مشكلات وقضايا الناس، فإذا لم يكن ذلك مواتيا يمكننا القول إن تلك الجهة ستوصم بالسلبية في هذا المعترك الحيوي وهكذا تمضي الأمور في بعض الأجهزة غير عابئة لا بتواصل ولا بحل لمشكلات المواطنين العالقة، ويمضي العمل فيها في إطار وتيرة الروتين العقيمة القديمة.
بالطبع بعض الجهات تحقق تقدما جوهريا تحمد عليه في التفاعل الجماهيري عبر تطوير منصاتها الإلكترونية والتفاعل عبرها مع المتعاملين.
وفي المقابل جهات أخرى تزحف كالسلحفاة للأسف غير قادرة أو مستوعبة للتحول الإلكتروني والذي وبموجبه يجب أن تتحول التعاملات إلى رقمية بدلا من اليدوية العقيمة، وفي إطار ذلك يجب أن يحدث التواصل المنشود.
نأمل من الجهات الحكومية أن تولى التفاعل مع وسائل الإعلام بجميع أشكالها وألوانها الكثير من الاهتمام وتطور منصاتها الإعلامية لتكون نافذتها على المجتمع، وتستحدث التفاعل والتواصل المطلوب بينها وبين المتعاملين فهم على الأقل يستحقون ذلك.