الحارس والوحش!

مقالات رأي و تحليلات الخميس ١٧/أغسطس/٢٠١٧ ٠٤:٤٥ ص
الحارس والوحش!

سالم الحبسي
ss.alhabsi@hotmail.com

السبت..

لم أجد إجابة وافية أو شافية أو محددة في قضية الموسم “الحبسي والوحش”، أقصد طبعًا الكابتن علي الحبسي والهلال السعودي، في أغرب صفقة كرة قدم تعرضت للتحليل والتشريح والتأويل والتفسيرات، ولم يتركوا منها “ذرة” إلا “فصفصوها”! ومع ذلك بقيت السالفة مثل الاختلاف في الرأي والرأي الآخر، فلم يخرج شهريار بالكلام المباح، ولم تسكت شهرزاد عن الكلام...!

الأحد..

طبيعي جدًا أن يبقى اللاعب في دكة الاحتياط، وفي عالم الكرة نقول للناس ونعلمهم فلسفة “لا كبير في كرة القدم”، وليس تعاليًا عندما نتساءل، لماذا تعاقد الهلال مع علي الحبسي وهو لا يحتاجه؟! لسنا نحن الذين نقول، وإنما الواقع! فالمدرب دياز ليس جديدًا على الهلال، ومن المؤكد أنه يعلم عن صفقة “الحبسي والوحش”، فلماذا قرر إبعاد الحبسي والاستعانة بالمعيوف؟! وسنربط السؤال بخيط رفيع آخر، وهو أن المدرب -صاحب القرار الأول والأخير- يعرف المعيوف جيدًا، إذن لماذا طلب ووافق على التعاقد مع الحبسي وهو لا يحتاجه؟! أليضعه في دكة الاحتياط فقط؟! ثم يبعده من قائمة الآسيوية نهائيًا؟!

الاثنين..

في فيلم “الحبسي والوحش” هناك لغز غريب، فالمفاوضات التي قادتها شخصية هلالية منذ سنوات عملت على إقناع الحبسي بأهمية انضمامه إلى كتيبة الزعيم، وإدارة الهلال بذلت جهدًا كبيرًا للظفر بعقد الحبسي وإقناعه بترك الدوري الإنجليزي ليلعب في الدوري السعودي، وعندما قرر دياز إبعاد الحبسي لم نسمع تعليقًا رسميًا من إدارة النادي لأسباب هذا الأبعاد، ما عدا تحليلات وتطمينات وتفسيرات واجتهادات من البعض لا تسمن ولا تغني.

الثلاثاء..

هذا يقودنا إلى وضع كل الاحتمالات على طاولة التشريح، أولها: أن دياز لا يرغب بالحبسي لأنه مكتفٍ بالمعيوف، وهذا يدل على أن إدارة الهلال تعاقدت مع الحبسي دون الرجوع للمدرب! ثانيًا: أن الحبسي لم يُقنع المدرب في معسكر النمسا بعد أن مُني بأربعة “أهداف ودية”، وهو ما أصابه بالشك والريبة. ثالثًا: أن دياز تفاجأ بالقانون الآسيوي بأن عليه اختيار أربعة محترفين فقط، ولذلك ضحَّى بالحبسي مقابل أن يكون لديه مهاجم محترف، وهو دليل على عدم وضوح رؤية المدرب لمشواره الآسيوي، رابعًا: إنهاء الحبسي على مقاعد الاحتياطي بعد أن كان حارسًا لا يُشق له غبار في الدوري الإنجليزي، فيجلس على دكة الاحتياط ليتحول إلى مادة إعلامية دسمة في الصحافة السعودية، ومثيرة للشفقة لجماهيره!

الأربعاء..

الأسباب الأربعة كلها تدل دلالة واضحة على عدم وجود انسجام بين إدارة نادي الهلال ومدربها دياز، وإلا لما كان يجب التعاقد مع حارس مرمى بمستوى علي الحبسي ليكون على الدكة! حتى لو أن الحبسي كانت تصريحاته هادئة وذكية إلا أنه من الطبيعي ألا يتحدث إلا بمنطق المحترفين، وهو ليس ذكاءً فقط، فربما يكون ألمًا!

الخميس..

هل قصة على الحبسي والهلال يمكن أن تكون مرتبطة برواية “الحسناء والوحش”؟! ذهب الحبسي للهلال ليكون نجمًا كما كان في دوري مدينة الضباب، فوجد الوحش ليفترسه، كلها مجرد تفسيرات لأنه لا يوجد تفسير مقنع للروايات! فكل منَّا سيحاول أن يفسر المشهد الذي يتقبل كل التأويلات حتى نسمع رواية رسمية من إدارة نادي الهلال. سيبقى الحبسي في نظر الكثيرين بأنه ذهب إلى الوحش بقدميه..!
أو أننـا نحــن مثاليــون أكثر من الحبسي نفسه، ولا نؤول الـروايات لأن الأمـــل موجـــود وحارسنا ذو خبرة الاحتراف الأوروبي أمامه ثلاث ســـنوات، ومن الطبيعي أن يجلس على دكة الاحتياط أو يرمي به المدرب خارج القائمة الآسيوية لأن هذا عمل المدربين الذين يفهمون “التكتيك والتكنيك”، ونلغي تاريخ الحبسي الذي لم يستطع أن ينافسه فيه أي حارس مرمى في دورات الخليج الأربع الأخيرة.. لكم الخيار...!