لنساهم من أجل المساجد

مقالات رأي و تحليلات الخميس ١٧/أغسطس/٢٠١٧ ٠٤:١٠ ص
لنساهم من أجل المساجد

علي بن راشد المطاعني

مع تقديري لكل الردود التي علقت على المقال الذي حمل عنوان (ريال شهري من كل موظف للمساجد) ‏عبر التفاعل الذي فاق كل التوقعات معه على الصعيدين السلبي والإيجابي حول المساهمة في خدمة بيوت الله بمبلغ رمزي لا يتعدى ريالا شهريا أي 12 ريالا سنويا تخصم اختياريا من الموظف ما لم يخطر جهة عمله بعدم موافقته على الخصم. فضلا عن التبرعات الأخرى وإسهام وزارة الأوقاف والشؤون الدينية باعتبارها هي الجهة المسؤولة عن الإشراف على بيوت الله في السلطنة، إلا أن حجم الردود الكبير وسلبية بعضها تدفعنا للوقوف على بعض الجوانب التي من الأهمية بمكان أن نعي مدلولاتها وأهميتها من عدمه، فهناك من رد بطريقة غير موضوعية ونأى برده بعيدا عن صلب الموضوع وعن مناقشة الفكرة وتقديم الاقتراحات والحلول، ترك كل ذلك وذهب للتذكير بمناقب الآخرين وإلقاء اللوم على بعض أفراد المجتمع، هكذا طرح نحسبه غير لائق وفي هذا المقام تحديدا، إذ يتعين علينا أن نسمو فوق هذا النوع من التعاطي وباعتبار أن الشأن الخاص ببيوت الرحمن مهما كلف ليس عبئا على أحد وليست رسوما كما يدعي البعض الآخر.

في حين نجد البعض الآخر وقد رفض الدفع رغم بساطته، في ذات الوقت قد يدفع البعض أكثر منه بـ200 مرة للاشتراك في قنوات رياضية، أو الاشتراك في فنادق وغيرها وهنا تناقض بين ذات الفرد بين الاثنين لا نحبذ أن يصل إليه البعض.

علينا أن نؤمن أن الصلاة في المساجد توجب المساهمة الإيجابية ابتغاء لمرضاة الله عز وجل، ووفق حجم المسجد والجامع، إذ هناك تكاليف تتعلق بالنظافة والخدمات والكهرباء والمياه والصيانة وغيرها، تحتاج إلى مصاريف مستمرة، وليس كما أشار البعض إلى أن وكلاء المساجد والمتبرعين عبر صناديق التبرع في المساجد سيغطون كل التكلفة ذات الأريج المفضي لجنان الله الرحيبة.
البعض ألقى باللوم على وزارة الأوقاف والشؤون الدينية وحملها مسؤولية إدارة هذا الجانب، كما إن بعض الردود للأسف عبرت عن عدم الثقة في إدارة هذا الجانب، للأسف، هذا الطرح غير موفق أيضا فهناك أجهزة رقابية كجهاز الرقابة الإدارية والمالية للدولة يقوم بدور كبير في هذا الشأن، ومن غير المناسب أن نقلل الثقة بجهة حكومية بحجم وزارة إذا لم يكن لدينا ما يثبت هذا الادعاء.
بالطبع كان هناك ترحيب بالفكرة من قبل القراء الأفاضل، إذ هم يرنون لثواب الآخرة، إلا أن البعض للأسف فاجأنا بردودهم وتعليقاتهم الخارجة عن الهدف الأسمى، مع إيماننا برسالة المسجد ودوره الاجتماعي المتعاظم، وذلك يعني ضرورة تكاتف وتضافر الجهود من أجل السمو بها إلى الآفاق التي ترضي الله عز وجل.
نأمل من البعض عدم تأويل الأمور ووزنها خارج إطارها الصحيح والتركيز في النقاشات على الفكرة ومدى إمكانية تطبيقها ميدانيا من عدمه ولماذا، فالتمعن في مثل هذه الأطروحات بالروح الإيجابية لاسيما وإنها تتعلق ببيوت الله هو فرض عين دون ريب.