حلفاء واشنطن يستبعدون الخيار العسكري مع كوريا

الحدث الثلاثاء ١٥/أغسطس/٢٠١٧ ٠٤:٠٠ ص
حلفاء واشنطن يستبعدون الخيار العسكري مع كوريا

واشنطن - سول - وكالات

يتابع العالم بقلق تطورات الأزمة في شبه الجزيرة الكورية بين بيونج يانج وواشنطن حيث حذّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كوريا الشمالية بلغة قاسية من أي عمل يستهدف الولايات المتحدة أو حلفاءها أو تهديدها بضرب قاعدة جوام الأمريكية، معتبرًا أن الأخيرة ستندم على أي عمل تقوم به. ومع ذلك فإن حلفاء الولايات المتحدة مثل كوريا الجنوبية واليابان والأوروبيين لا يميلون إلى الحل العسكري مع كوريا الشمالية إذ قال رئيس كوريا الجنوبية مون جيه-إن إن شبه الجزيرة الكورية يجب ألا تشهد أي حرب، ودعا الشمال إلى الكف عن تهديداته.

وأضاف مون في تصريحات في بداية اجتماع مع كبار المساعدين والمستشارين: «يجب ألا تكون هناك حرب جديدة على شبه الجزيرة الكورية. وأيًا كانت التقلبات التي نواجهها يجب حل مسألة كوريا الشمالية النووية سلميًا». وكشف مقر الرئاسة في كوريا الجنوبية الذي يُعرف باسم البيت الأزرق عن التصريحات.
وقال مون: «أنا متأكد من أن الولايات المتحدة ستتعامل مع الوضع الحالي بهدوء ومسؤولية وستتبنّى موقفًا كموقفنا».
فيما قال مكتب الرئيس الكوري الجنوبي أمس نقلًا عن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، جوزيف دانفورد، إن الخيارات العسكرية ضد كوريا الشمالية ستكون مطروحة في حال فشل العقوبات الدبلوماسية والاقتصادية.
وقال المتحدث باسم مكتب الرئيس الكوري الجنوبي، بارك سو-هيون، في مؤتمر صحفي، إن دانفورد أدلى بتعليقاته خلال مقابلة مع الرئيس مون جيه-إن استمرت 50 دقيقة ناقشا خلالها أمورًا عدة من بينها الاستفزازات الكورية الشمالية.
ووصل دانفورد إلى سول للاجتماع بمسؤولين عسكريين من بينهم وزير الدفاع سونج يونج-مو. ومن المقرر أن يغادر دانفورد كوريا الجنوبية وسيزور الصين واليابان هذا الأسبوع.
من جانب آخر استدعت كوريا الشمالية مؤخرًا عددًا من أبرز ممثليها الدبلوماسيين في الخارج وذلك لحضور اجتماع مشترك، يعتقد أن له علاقة باستعدادات البلاد لإجراء مزيد من «الاستعدادات العسكرية» بحسب صحيفة «ميل» البريطانية التي نقلت الخبر عن وكالة الأنباء الكورية الجنوبية يونيهاب، وأفادت الأنباء أن السفراء المعنين في هذا الاجتماع المشترك، الذي يعدّ «تطورًا مثيرًا»، هم سفراء بيونج يانج لدى كل من موسكو وبكين والأمم المتحدة.
ونقلت الصحيفة عن وكالة الأنباء الكورية الجنوبية قولها إن كوريا الشمالية تستضيف اجتماعًا يبدو أنه يتعلق بكبار المسؤولين في بعثاتها الدبلوماسية الخارجية، مشيرة إلى أنه لم يعرف العدد الكلي للسفراء الذين استدعتهم بيونج يانج لحضور هذا الاجتماع.
وفي واشنطن قال مدير المخابرات المركزية الأمريكية، مايك بومبيو، إنه لن يندهش إذا أجرت كوريا الشمالية اختبارًا صاروخيًا آخر بعد أن أجرت اختبارين في يوليو وسط تصاعد التوتر بين واشنطن وبيونج يانج. وقال بومبيو لشبكة فوكس نيوز الإخبارية: «أنا واثق أنه (كيم جونج أون زعيم كوريا الشمالية) سيواصل محاولة تطوير برنامجه الصاروخي، لذلك لن يدهشني أن يجري اختبارًا آخر. فقد أجرى اختبارين في يوليو، لذا لن يدهشني أن يجري اختبارًا صاروخيًا آخر».
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجّه تحذيرًا شديدًا لكوريا الشمالية قائلًا إن الجيش الأمريكي «جاهز ومتأهب». واتهم مسؤولون في كوريا الشمالية الرئيس الأمريكي بدفع شبه الجزيرة الكورية إلى شفا حرب نووية.
وقالت كوريا الشمالية يوم الخميس إنها ستستكمل خططًا بحلول منتصف أغسطس لإطلاق أربعة صواريخ متوسطة المدى لتسقط قرب جزيرة جوام الأمريكية بالمحيط الهادي على بعد 3500 كيلومتر.
وتعدّ تلك الجزيرة التي تبعد نحو سبعة آلاف كيلومتر عن البر الرئيسي الأمريكي هدفًا لكوريا الشمالية بسبب وجود قاعدتين أمريكيتين إحداهما بحرية والأخرى جوية انطلقت من إحداهما طائرتان قاذفتان من طراز بي-1بي واقتربت من شبه الجزيرة الكورية الثلاثاء الفائت.
وكان ترامب قال في تويتر يوم الجمعة إن «الحلول العسكرية (الأمريكية) قائمة وجاهزة في حال تصرف كوريا الشمالية بصورة غير حكيمة».
وأضاف ترامب في إشارة إلى كيم: «إذا تفوّه بتهديد واحد... أو إذا فعل أي شيء فيما يخص جوام أو أي مكان آخر يتبع الأراضي الأمريكية أو حليف لأمريكا فسيندم حقًا وسيندم سريعًا».
كما حث الرئيس الأمريكي الحكومة الصينية على ممارسة المزيد من الضغوط على كوريا الشمالية.
ومن المتوقع أن يأمر ترامب بفتح تحقيق تجاري بشأن الصين فيما أكد مسؤولون بالبيت الأبيض أن التحقيق لا يهدف للضغط على بكين فيما يخص كوريا الشمالية رغم تصريحات فائتة لترامب بأنه سيكون أكثر مرونة في الأمور التجارية إذا أوقفت بكين برنامج كوريا الشمالية النووي.
وقال الرئيس الأمريكي: «لا أحد يفضّل حلًا سلميًا أكثر من الرئيس ترامب».
وقال السناتور الجمهوري، لينزي جراهام، الذي كثيرًا ما ينتقد ترامب، إنه يؤيد نهج الرئيس تجاه كوريا الشمالية حتى الآن.
وقال جراهام لشبكة فوكس نيوز: «لا أعتقد أن التحرك العسكري وشيك لكننا على مسار التصادم مع كوريا الشمالية. أعتقد أن هذه هي اللهجة الصحيحة بكل تأكيد. أؤيد الرئيس ترامب في ذلك».
وحث وزير الخارجية الألماني، سيجمار جابرييل، الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية على جعل التدريبات العسكرية المشتركة بين البلدين «غير استفزازية قدر الإمكان».
وفي مقابلة صحفية قال جابرييل إن المناورات «قد تدفع كوريا الشمالية لاستغلال الفرصة لاستفزاز جديد. على سبيل المثال إطلاق صاروخ متوسط المدى على جوام»، مضيفًا أن «دوامة من العنف» قد تلي ذلك بسرعة.
من جانب آخر أصدرت وزارة التجارة في الصين أمس الاثنين أمرًا بحظر واردات الفحم وخام الحديد ومكثفات الرصاص وخام الرصاص والأغذية البحرية من كوريا الشمالية اعتبارًا من اليوم الثلاثاء مع تحرك بكين لتنفيذ عقوبات الأمم المتحدة التي أعلنت في وقت فائت من هذا الشهر.
وينبغي تطبيق عقوبات الأمم المتحدة بعد 30 يومًا من الموافقة على قرار العقوبات في اقتراع في السادس من أغسطس.