الصورة في زمن الواتس أب

مزاج الجمعة ١١/أغسطس/٢٠١٧ ٢١:٥٠ م
الصورة في زمن الواتس أب

بقلم الدكتور عبدالرحمن المحسني
الحديث عن الصورة المعاصرة المتصلة بحركة الإبداع لا يبدو حديثاً عن الهامش المهم، بل يعد في رأيي في هذا العصر حديثاً عن المتن الأهم، فلم تعد الصورة إضافة، بل أساساً لا يمكن فصله عن حركة الحياة والنص، ويعد تلبّسها بالنص كينونة لا يمكن فصلها عن النص ذاته .
توظيف المستخدم صورة العرض في التفاعل مع الأحداث المتجددة سواء له أو للمجتمع من حوله بات ظاهرة لافتة في تقنية واتس آب، ومن ذلك صورة العرض بتوظيف (لقمر العملاق الذي ظهر في سماء الكرة الأرضية) كظاهرة كونية نادرة الحدوث 1 ، وقد وضعها عدد كبير من المستخدمين بالتقاطات مباشرة من هواتفهم وتنافسوا فيها، ووظف بعضهم تقنيات كالـ(فوتوشوب) لدعم تأثير الصورة, وكانت تلك الصورة ملهمة للشعراء:

الرسالة البصرية التي تبعثها الصورة تعد مثيرة ولافتة ويبدو فيها تحقق العنوان الذي انتُقي للحدث (القمر العملاق)، والتقاط الصورة كان باعثاً على الإدهاش فعلاً، فإذا أردنا أن نعطي بعداً لقوة الصورة فسيكون البعد( 1 )هو صورة (القمر العملاق) والبعد(2) هو الطبيعة المحيطة بالصورة حيث تلك الصخور المتشحة باللون الصخري الذي عكس بعداً مضيئا لقوة الصورة، والبعد ( 3 )هو البعد الحركي الرامز الذي يوحي بمنطقة الالتقاط التي تبدو متحركة في طريق يواجه القمر وكأنه سيمر بنفق مقارب للقمر، وهذه الأبعاد الثلاثة هي مرشحات الصورة للإلهام والالتقاط الذي جعلها تحظى بحضورها على صور عرض لعدد من مستخدمي تقنية (واتس آب)، كما ألهمت مثل هذه الصورة بعض الشعراء ليكتبها شعراً نشر على تطبيق الواتس آب مثل الشاعر أحمد الهلالي:
دنا القمر العملاق يجلو جماله
بحسنك أو يلقي على نورك المرسى
ضياء محياك الجميل استخفه
فاقبل مزهواً يرى وجهك الشمسا
شرح الصورة
*ظاهرة فلكية تعرف باسم القمر العملاق الأكبر والأقرب منذ 1948 تنشأ من اكتمال القمر مع وصوله إلى أقرب نقطة من الأرض في مداره البيضاوي، وقد تم ذلك في 14/نوفمبر /2016 (موسوعة الجزيرة للمعرفة ).