سول تدرس فرض عقوبات منفردة على بيونج يانج استمرار التصعيد في شبه الجزيرة الكورية

الحدث الأربعاء ٠٩/أغسطس/٢٠١٧ ٠٤:٤٠ ص
سول تدرس فرض عقوبات منفردة على بيونج يانج

استمرار التصعيد في شبه الجزيرة الكورية

عواصم – وكالات

حذرت وزارة الدفاع اليابانية من أن البرنامج الصاروخي لكوريا الشمالية يطرح «مستوى جديدًا من التهديد»، بحسب تقرير سنوي نشر الثلاثاء وكرر المخاوف من الخطوات العسكرية المتزايدة للصين.

وتعبر اليابان التي يفصل بحر بينها وبين كوريا الشمالية، منذ عقود عن قلقها جراء برنامج بيونج يانج الصاروخي، ومن أعمال الخطف التي تمارسها كوريا الشمالية ضد مدنيين يابانيين لتدريب جواسيسها.
وضاعفت كوريا الشمالية مؤخرًا وتيرة تجارب إطلاق الصواريخ التي تسقط في المياه الفاصلة بين البلدين. وأطلقت الشهر الفائت صاروخين بالستيين عابرين للقارات، تفاخر على أثرهما الزعيم الكوري الشمالي بقدرة بلاده على استهداف أي منطقة من الولايات المتحدة.
وفيما يشكك خبراء ومسؤولون في حجم تطور التكنولوجيا الصاروخية الكورية الشمالية، حققت بيونج يانج في عهد كيم جونج أون تقدمًا ثابتًا.
ويقول وزير الدفاع الياباني إيتسونورى أونوديرا في التقرير «تحديدا منذ السنة الفائتة حين أجرت تجربتين نوويتين وأطلقت أكثر من 20 صاروخًا بالستيًا، باتت (كوريا الشمالية) تطرح مستوى جديدًا من التهديد».
وكرر أونديرا الذي أعيد تعيينه وزيرًا للدفاع بعدما كان شغل المنصب بين 2012 و2014، في تقريره ما كان ورد في تقارير سابقة وصفت الخطر الكوري الشمالي بأنه «كبير وداهم».
وأورد التقرير المكتوب باليابانية «من الممكن تصور أنه، مع مرور الوقت، سيتصاعد خطر نشر صواريخ بالستية مجهزة برؤوس نووية تضع أمتنا في مرماهم». وكرر التقرير قلق طوكيو إزاء جهود الصين لتوسيع نفوذها العسكري ومطالبتها بالسيادة على أراض، لا سيما على جزر محيطة باليابان.
ولطالما اشتكت الحكومة اليابانية من قيام بكين بتسيير دوريات لخفر السواحل في المياه الإقليمية اليابانية المحيطة بجزر في بحر الصين الشرقي.
ويدور نزاع بين البلدين منذ أمد طويل على مجموعة جزر تسيطر عليها طوكيو وتطلق عليها اسم «سينكاكو»، في حين تطالب بكين بالسيادة عليها وتسميها «دياويو».
وشهدت العلاقات بين البلدين مواجهات بحرية بين خفر السواحل اليابانيين والصينيين، كما أن جيشيهما وصلا أكثر من مرة إلى شفير المواجهة العسكرية.
ويقول أونوديرا: «في ما يتعلق بالصين، لدينا قلق بالغ من تأثير نفوذها على الأوضاع الأمنية في المنطقة والعالم»، مشيرًا إلى خرقها المستمر لـــ «النظام الدولي القائم».

عقوبات منفردة

من جانبها أوضحت وزارة الوحدة بكوريا الجنوبية أن الحكومة تدرس حاليا فرض عقوبات منفردة مختلفة على الشطر الشمالي في إطار سياستها لفرض العقوبات وإجراء الحوار في نفس الوقت.
ونقلت وكالة أنباء (يونهاب) الكورية الجنوبية عن مصدر بالوزارة قوله للصحفيين أمس إن العقوبات المنفردة التي اتخذتها الحكومة العام الفائت وتستمر حتى الآن، تتضمن العقوبات المالية والسيطرة على الصادرات والواردات والبضائع المستوردة منها والنقل البحري وغيرها.
وقال المصدر إن كوريا الشمالية إذا لم تتوقف عن استفزازاتها، ستواجه ضغطًا وعقوبات أشد، مشيرًا إلى أنها يجب أن تتخذ قرارًا صحيحًا وتسير في طريق لنزع السلاح النووي.
وأكد أن الحكومة ستسعى إلى حل القضية النووية الكورية الشمالية بطريقة سلمية ودبلوماسية وستواصل جهودها لنزع السلاح النووي وإحلال السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية في أي حال من الأحوال.

درس قاسٍ

على الجانب الآخر أعرب وزير خارجية كوريا الشمالية، ري يونج هو، مساء أمس الأول الإثنين، عن استعداد بلاده «لتلقين الولايات المتحدة درسًا قاسيًا»، وأشار إلى أن برامج أسلحتها النووية وصواريخها البالستية ليست «موضعًا للتفاوض».
جاء ذلك في بيان صادر عن الوزير الكوري الشمالي، بعد إلغائه مؤتمرًا صحفيًا كان من المزمع أن يعقده في إطار اجتماعات رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، بالعاصمة الفلبينية مانيلا.
وقال «ري»: إن «كوريا الشمالية لن تسمح تحت أي ظرف كان، بجعل أسلحتها النووية وصواريخها البالستية موضعًا للتفاوض».
ورابطة دول جنوب شرق آسيا، المعروفة اختصارًا باسم «آسيان»، هي منظمة اقتصادية، تضم 10 دول في جنوب شرق آسيا، وتم تأسيسها في 8 أغسطس العام 1967، في تايلاند.
وأكد أن «كوريا الشمالية لا تنوي استخدام أسلحتها النووية ضد أي بلد باستثناء الولايات المتحدة».
واستدرك بالقول إنه «في حال مشاركة أي بلد في أعمال الولايات المتحدة ضد كوريا الشمالية فإن الخطة السابقة ستتغير».
واعتبر الوزير الكوري الشمالي أن إدارة واشنطن تقف خلف الأزمة في شبه الجزيرة الكورية.
ومضى قائلًا: «كوريا الشمالية مستعدة لتلقين الولايات المتحدة درسًا قاسيًا عبر قوتها النووية الاستراتيجية». ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من الخارجية الأمريكية أو البيت الأبيض بشأن ما ورد في بيان الوزير الكوري من تهديدات.
وتشهد المنطقة توترًا متصاعدًا في الآونة الأخيرة، جراء تجارب «بيونج يانج» لصواريخ بالستية.

ووافق مجلس الأمن الدولي بالإجماع السبت الفائت، على مشروع قرار أمريكي بفرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية، ردًّا على استمرار تجاربها الصاروخية البالستية.

ومن شأن العقوبات الجديدة تقليص إجمالي صادرات كوريا الشمالية من الفحم والحديد والرصاص والمأكولات البحرية، من 3 بلايين إلى بليون دولار سنويًا.

ثمن العقوبات

من جانبه قال وزير الخارجية الصيني وانج يي إن الصين ستدفع الثمن الأكبر جراء العقوبات الجديدة التي فرضتها الأمم المتحدة على كوريا الشمالية وذلك بسبب علاقتها الاقتصادية الوثيقة مع بيونج يانج لكنها ستعمل دائما على تطبيق القرارات.
وفرض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالإجماع عقوبات جديدة على كوريا الشمالية يوم السبت يمكن بمقتضاها أن تقلص بنحو الثلث عائدات صادراتها السنوية التي تبلغ ثلاثة بلايين دولار.
وقالت وزارة الخارجية في بيان أمس الثلاثاء إن وانج قال في منتدى أمني إقليمي في مانيلا يوم الاثنين: إن القرار الجديد يوضح اعتراض الصين والمجتمع الدولي على التجارب الصاروخية المستمرة لكوريا الشمالية.
ونقل البيان عن وانج قوله: «نظراً للعلاقات الاقتصادية التقليدية للصين مع كوريا الشمالية فإن الثمن ستدفعه الصين في الأساس فيما يتعلق بتطبيق القرار».