هيكلة بعض مؤسسات الجهاز الإداري

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٠٧/أغسطس/٢٠١٧ ٠٤:١٠ ص
هيكلة بعض مؤسسات الجهاز الإداري

علي بن راشد المطاعني

لا أعرف في الواقع كيف تستقيم الجهود المخلصة الهادفة إلى تخفيض الإنفاق في الدولة، والجهاز الإداري مثقل بالعديد من الجهات التي تؤدي نفس المهام ونفس الاختصاصات، وقد تتضارب في خضمها الإجراءات ، وهو ما يفرض علينا إعادة هيكلة بعض مؤسسات الجهاز الإداري، وبخاصة القطاعات التي تتشابه فيها المهام في وزارة واحدة تعمل بكفاءة أكبر.

بعدها يمكننا توجيه الكوادر الفائضة بعد تأهيلها إلى القطاعات الإنتاجية والخدمية ذات القيمة المضافة والمردود الإيجابي للدولة، فاليوم لدينا قطاعات تديرها العديد من الجهات، فهذه الجهات لو تم ضمها في جهاز واحد سيعمل بشكل أفضل ويقلل الإنفاق الجاري.فهل يعقل أن نجد في بلد مساحته 309 آلاف كيلو متر مربع جهات عديدة تدير قطاع الثقافة والإعلام في البلاد، وهي: (وزارة التراث والثقافة، وزارة الإعلام، الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، النادي الأدبي، النادي الثقافي، وغيرها .. أليس من المنطق دمج هذه الجهات في وزارة أو اثنتين على الأكثر، وكذلك في قطاع الإسكان والبلديات هناك جهات تعمل عملا متقاربا وهي (وزارة الإسكان، وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه، وزارة البيئة والشؤون المناخية، بلدية مسقط، بلدية ظفار، بلدية صحار) فهل العمل الإسكاني والبلدي في ظل التطور التقني يحتاج لكل هذه الجهات؟

أما في قطاع التعليم في السلطنة فنجد جهات عديدة أيضا ترعى التعليم هي: وزارة التربية والتعليم، وزارة التعليم العالي، جامعة السلطان قابوس، مجلس التعليم، وزارة الصحة، وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، وزارة القوى العاملة ، أليس من المنطق والضرورة دمج هذه الجهات.
فإذا كانت مقتضيات المراحل السابقة تتطلب إيجاد مثل هذه الهياكل لأمور تنظيمية في ذاك الوقت، إلا أن بقاءها مدى الحياة ليس ضروريا وفي ظل التقدم التكنولوجي والحاسوبي والذي يمثل عنوان هذا العصر والذي يتطلب التعامل معه وفق ما هو متاح، وسائل حديثة ومريحة سهلت العمل وربطت كل المرافق وفي كل الولايات بشبكات إلكترونية، تم بموجبها إلغاء معضلة بعد المكان.
بالطبع الثمن باهظ.. هذا ما قد يراه البعض، إذ النفس الإنسانية التي اعتادت على القديم ردحا من الزمان قد ترى في الجديد كارثة لا تحتمل، ولكن المصلحة العامة يجب أن تكون عنوان المستقبل الذي نتطلع إليه.
نأمل أن يُعاد ترتيب بعض مؤسسات الجهاز الإداري للدولة لدواع كثيرة منها ما ذكرناه ، إذ لغة العصر تملي علينا ذلك أصلا.