مسؤولان أمريكيان: بيونج يانج يمكنها ضرب معظم أراضينا تزايد المخاوف الأمريكية إزاء كوريا الشمالية

الحدث الأربعاء ٠٢/أغسطس/٢٠١٧ ٠٤:٢٠ ص
مسؤولان أمريكيان: بيونج يانج يمكنها ضرب معظم أراضينا
تزايد المخاوف الأمريكية إزاء كوريا الشمالية

واشنطن - - وكالات

أبلغ مسؤولان أمريكيان رويترز أن أحدث اختبار أجرته كوريا الشمالية لصاروخ باليستي عابر للقارات أظهر أن بيونج يانج ربما تكون الآن قادرة على الوصول إلى معظم الأراضي الأمريكية.

ويبرز التقييم، الذي أبلغ به المسؤولان رويترز شريطة عدم الكشف عن هويتهما، التهديد المتنامي الذي تشكله برامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية وقد يزيد الضغط على إدارة الرئيس دونالد ترامب كي ترد تلك التهديدات.
وقالت كوريا الشمالية يوم السبت إنها أجرت اختبارا ناجحا لصاروخ باليستي عابر للقارات أثبت قدرته على ضرب الأراضي الأمريكية.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية، الوكالة الرسمية لكوريا الشمالية: إن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون أشرف على إطلاق الصاروخ منتصف ليل الجمعة ووصفه بأنه «تحذير شديد» للولايات المتحدة من أنها لن تكون بمأمن من الدمار إذا حاولت مهاجمة بلاده.
بيد أن مسؤولين من المخابرات الأمريكية، تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما، قالا إن كيم يريد تطوير صاروخ باليستي عابر للقارات لمنع أي هجوم على بلاده ولاكتساب مشروعية دولية وليس لشن هجوم على الولايات المتحدة أو حلفائها يعرف أنه سيكون انتحارا.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) الكابتن بالبحرية جيف ديفيز في إفادة صحفية «تفاصيل تقييمنا سرية لأسباب آمل أن تفهموها» معترفا فقط أن الصاروخ يمكنه التحليق لمسافة 5500 كيلومتر وهو المدى الأدنى لما يعتبره البنتاجون صاروخا باليستيا عابرا للقارات.
وقال مسؤولان أمريكيان آخران بحثا أحدث تجارب الشمال الصاروخية والتي استمرت نحو 45 دقيقة إنها أظهرت مدى أكبر من الصاروخ الباليستي الذي أطلقته بيونج يانج في الرابع من يوليو والذي قالت إنه استمر 39 دقيقة.
وقال أحد المسؤولين إن ارتفاعه ومداه وقوته أكبر من الاختبار السابق لأنه استخدم محركات تقاوم تأثيرات الرياح والقوى الأخرى التي يمكن أن تخرج صاروخا عن مساره أثناء الصعود.
وتحدث رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي مع ترامب يوم الاثنين واتفقا على ضرورة اتخاذ مزيد من الإجراءات بشأن كوريا الشمالية بعد أن قالت نيكي هيلي سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة إن واشنطن ترى أن «وقت الكلام انتهى».
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية إن الصاروخ هواسونج-14 وصل إلى ارتفاع بلغ 3724.9 كيلومتر وقطع مسافة 998 كيلومترا قبل أن يسقط في المياه الواقعة قبالة الساحل الشرقي لشبه الجزيرة الكورية.

رؤية أخرى

فيما ذكرت مؤسسة بحثية أن فيديو يصور أحدث تجربة صاروخية أجرتها كوريا الشمالية أظهر على ما يبدو تحطمه قبل الهبوط بما يشير إلى أن بيونج يانج لم تتقن بعد تكنولوجيا إعادة دخول الصواريخ الغلاف الجوي اللازمة لتشغيل صاروخ مزود برأس نووي.
وقال مايكل إلمان وهو خبير في مجال الصواريخ للصحفيين إن الفشل البادي في عودة دخول الصاروخ للغلاف الجوي في التجربة التي جرت يوم الجمعة قد يعني أن كوريا الشمالية ستحتاج لإجراء العديد من الاختبارات الإضافية لصاروخها الباليستي العابر للقارات قبل أن تتمكن من اعتباره جاهزا للعمل.
واستشهد إلمان، وهو خبير في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، بفيديو صورته كاميرا مخصصة لمراقبة الطقس في إقليم هوكايدو الياباني وبثته هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية (إن.إتش.كيه).
لكن إلمان قال إن إجراء المزيد من الاختبارات قد يسمح لكوريا الشمالية بنشر صواريخ باليستية عابرة للقارات العام المقبل.
وقال مسؤولون أمريكيون إن وكالة مخابرات الدفاع التابعة للبنتاجون قدرت أن كوريا الشمالية ستتمكن من اختبار صاروخ باليستي عابر للقارات قادر على حمل رؤوس نووية بحلول العام المقبل وهو تقدير أقرب مما كان متوقعا من قبل.

موقف بكين

من جهته قال سفير الصين لدى الأمم المتحدة ليو جيه يي إن تخفيف حدة التوتر والعمل على استئناف المحادثات الرامية إلى إنهاء برامج كوريا الشمالية للأسلحة النووية والصواريخ البالستية أمر يعود بشكل أساسي للولايات المتحدة وكوريا الشمالية وليس لبلاده.
وأجرت كوريا الشمالية يوم الجمعة ثاني اختبار هذا الشهر لصاروخ باليستي عابر للقارات. وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم السبت إنه يشعر «بخيبة أمل شديدة» من الصين التي لم تفعل «شيئا» للولايات المتحدة فيما يتعلق بكوريا الشمالية. وقال ليو لمؤتمر صحفي عقد بمناسبة نهاية الرئاسة الصينية خلال شهر يوليو لمجلس الأمن الدولي «تتحملان (واشنطن وبيونج يانج) وليس الصين المسؤولية الأساسية عن مواصلة التحرك للبدء في السير نحو الاتجاه الصحيح».
وتابع قائلا «مهما كانت قدرات الصين فجهودها لن تسفر عن نتائج عملية لأن الأمر يعتمد على الطرفين الأساسيين».
كما اتهم «دولا معنية» بانتهاك قرارات مجلس الأمن الدولي من خلال تصعيد التوترات وعدم استئناف المفاوضات.
وقالت نيكي هيلي سفيرة أمريكا لدى الأمم المتحدة أمس الأحد إن واشنطن ترى أن «وقت الكلام انتهى» وإنه يجب على الصين أن تقرر ما إذا كانت ترغب في دعم تشديد عقوبات الأمم المتحدة على كوريا الشمالية.
وقال ليو للصحفيين: «نحن على تواصل مستمر. الاتصالات لم تتوقف أبدا عما يجب أن يفعل المجلس.. القرار الجديد محل نقاش في مجلس الأمن».
وتجري الولايات المتحدة محادثات منذ ما يقرب من شهر مع الصين حليفة كوريا الشمالية بشأن مسودة قرار لمجلس الأمن الدولي لفرض عقوبات أشد على بيونج يانج. وسلمت هيلي مسودة القرار للصين بعد إجراء كوريا الشمالية اختبارا لصاروخ باليستي عابر للقارات في الرابع من يوليو.
وعادة ما تتفاوض الولايات المتحدة والصين على عقوبات كوريا الشمالية قبل طرحها على باقي أعضاء المجلس.
وقال ليو إن الصين تبحث أفضل السبل التي يمكن أن يحقق بها تحرك مجلس الأمن نزع السلاح النووي والحفاظ على السلام والأمن في شبه الجزيرة الكورية إضافة إلى استئناف المحادثات.
وأضاف: «وأيضا أي التدابير التي يمكن اتخاذها لمنع إجراء مزيد من التجارب (الصاروخية) وعلى الأقل ضمان فاعلية أفضل لمنظومة منع الانتشار لوقف البرامج النووية والصاروخية البالستية».
وكرر معارضة الصين لنشر نظام دفاع صاروخي أمريكي معروف باسم ثاد في كوريا الجنوبية.
وقال «ليست تلك هي الطريقة لمواجهة الاختبار المزعوم» من كوريا الشمالية وأضاف «له (ثاد) تأثير سلبي كبير على الاستقرار الاستراتيجي في المنطقة».