إيرباص لـ«الشبيبة»: «أكاديمية الطيران» تفتح الأجواء العالمية للشباب العماني

مؤشر الخميس ٢٧/يوليو/٢٠١٧ ٠٤:٠٠ ص
إيرباص لـ«الشبيبة»: «أكاديمية الطيران» تفتح الأجواء العالمية للشباب العماني

مسقط - يوسف بن محمد البلوشي

أكد نائب رئيس شركة إيرباص هيليكوبترز ميشال كارزان أن الاتفاقية الموقعة مع أكاديمية عمان للطيران التي وقعت أمس في السلطنة ستكون فريدة من نوعها في المنطقة لكون الأكاديمية ستكون الوحيدة المرخصة في المنطقة لمنح المتدربين شهادة إياسا الأوروبية المعتمدة عالمياً، وبالتالي لن يتمكن المتدربون من الطيران في الخليج والشرق الأوسط والعمل بشركات طيران إقليمية فحسب، بل سيتمكنون من الطيران في مختلف الأجواء العالمية.

وأوضح أن الأكاديمية ستكون رافداً مهماً لقطاع الطيران لا سيما أن حاجة السوق للمتدربين تزداد عاماً بعد عام وتقدر بنحو 2000 متدرب سنوياً، والأكاديمية تقدم للشباب العماني فرصة أن يصبحوا طيارين محترفين.
وأكد أن اختيار مطار صحار للتدريب أمر في غاية الأهمية لكونه يقدم مجالاً جوياً واسعاً غير مكتظ ما يساعد في تنمية المهارات بشكل أفضل وتقديم التدريب على أفضل وجه. لأنه في حال وجود مجال جوي محدود مترافق مع ضغط في الطيران لن تستطيع الأكاديمية تقديم تدريب بكفاءة عالية.

كفاءة عالية
وأوضح أن الأكاديمية مجهزة لاستقبال 150 متدربا، وستنطلق مع نحو 80 متدرباً مع الطيران العماني وغيره من الشركاء.

واعتبر أن الأكاديمية ستساهم في التطور الاقتصادي لمنطقة صحار لأن الكثيرين سيعملون في الأكاديمية وطاقم التدريب سيكون عمانياً، وكذلك ستقام الكثير من الأنشطة في المنطقة، ما يساهم في التنمية الاقتصادية للمنطقة وللسلطنة.
وجاء تصريح كارزان على هامش حفل توقيع اتفاقية مساهمي أكاديمية عمان للطيران والتي تشرف على تنفيذه الهيئة العمانية للشراكة من أجل التنمية بالشراكة مع شركة إيرباص هيليكوبترز والشركة العمانية لتنمية الاستثمارات الوطنية (تنمية) وشركة الحصن للاستثمار وصندوق تقاعد وزارة الدفاع.
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية للشراكة من أجل التنمية د. ظافر بن عوض مرعي الشنفري لـ»الشبيبة»: «إن المعايير والضوابط كافة للالتحاق بالأكاديمية سيتم الإعلان عنها لاحقاً، مؤكدا أن تدريب الدفعة الأولى من جامعة السلطان قابوس سيكون بالتنسيق المباشر مع الطيران العماني. موضحاً أن الخطة تتضمن التوسع إلى شركات طيران أخرى في السنوات القليلة الأولى».
واعتبر أن أهمية المشروع تتمثل بكونه الأول من نوعه في المنطقة. مؤكداً أن ما تم الإعلان عنه أمس «هو الخطوة الأولى وثمة جهود بذلت سنعلن عن نتائجها مستقبلا وستتضمن برامج تقنية أخرى في قطاع الطيران».
وأعلن أن خلال المرحلة المقبلة سيقوم مجلس الإدارة بمباشرة العمل في الخطة المرسومة للجوانب التنظيمية والتصاميم النهائية للمنشآت، على أن يكون حجر الأساس نهاية العام الجاري أو بداية السنة المقبلة.
أما استقبال الطلبة فمن المخطط أن يبدأ في الربع الأخير من العام وتحديداً بين أكتوبر ونوفمبر موضحاً أن فترة التدريب النظري والتطبيقي معاً تمتد لنحو سنتين ونصف السنة. بدوره، قال نائب الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية بالطيران العماني عبدالرحمن بن حارث البوسعيدي، لـ»الشبيبة»: «نهدف إلى تدريب 48 طيارا سنوياً، ليحصلوا على شهادة تسمح لهم بالالتحاق بالطيران العماني كطيارين». وعن الجدوى الاقتصادية للمشروع بالنسبة للطيران العماني أكد البوسعيدي: «نحن كشركة سنوفر 30 في المئة من التكاليف الحالية إذ نرسل الطلبة إلى بريطانيا ونيوزيلندا وأستراليا وهي مكلفة جداً» وأوضح أن الأكاديمية ستوفر للطلاب السكن ما يوفر عليهم مشقة التنقلات، مؤكدا أن الأكاديمية ستدرّب الطيارين العمانيين والطيارين من الدول المجاورة، ما يجعلها مشروعاً حيوياً قادرا خلال 5 سنوات على تدريب 250 طيارا وهو عدد غير بسيط».
اختيار الطلابوعن طريقة اختيار الطلاب كشف البوسعيدي: «اختيار الطلاب سيكون على أساس علاماتهم في مواد الفيزياء والرياضيات واللغة الإنجليزية وسيخضعون لامتحان يعلن عنه في حينه، وسيخضعون كذلك لدروس مخصصة في تلك المواد بعد اختيارهم».
أما عن المدربين العمانيين فأوضح أن بعضهم سيكون من الطيارين المتقاعدين الذين ما زالوا قادرين على العطاء، أو من الطيارين الراغبين في الانتقال من الطيران إلى التدريب، مؤكداً أن الرؤية هي أن يكون المدربون من العمانيين.
وجاء توقيع الاتفاقية تحت رعاية وزير التجارة والصناعة معالي د. علي بن مسعود السنيدي. وتعد أكاديمية عمان للطيران المنبثقة من برنامج الشراكة من أجل التنمية والتي ستتخذ من مطار صحار مقراً لها كأول مؤسسة متخصصة في مجال التدريب على الطيران في السلطنة وستختص الأكاديمية بتقديم التعليم والتدريب، وسيضطلع مشروع أكاديمية عُمان للطيران بدور مهم في تنمية الاقتصاد الوطني للسلطنة من خلال تطوير قطاع الطيران المحلي وتخريج طيارين بمهارات عالية فضلاً عن دورها في المستقبل بسد حاجة منطقة الشرق الأوسط للكوادر المتخصصة في مجال الطيران. إذ من المتوقع أن تستقطب الأكاديمية ما لا يقل عن 80 متدربا في كل سنة من داخل وخارج السلطنة. كما ستلعب شركة CAE الشريك الاستراتيجي للمشروع دورا مهما في تسويق الأكاديمية إقليمياً وعالمياً من خلال شبكة تدريب الطيران العالمية المملوكة للشركة حول العالم مما سيسهم في إنعاش الحركة الاقتصادية للسلطنة.
كما سيكون للأكاديمية دور مهم في إنعاش الحركة التشغيلية لمطار صحار واستقطاب الاستثمارات الخارجية وتوفير فرص عمل تتراوح إلى 50 وظيفة مختلفة في الأكاديمية.
إذ سيتم بناء مبنى الأكاديمية الذي يضم حظيرة للطائرات وسكنا طلابيا بالإضافة إلى برج للمراقبة وممر عبور للطائرات، وستبدأ الأعمال الإنشائية للمشروع في الربع الأخير من العام الجاري. وسيتم تجهيز الأكاديمية بأحدث المواصفات والمعايير وستزود بطائرات ذات محرك واحد وطائرات ذات محركين مخصصة لغرض التدريب على الطيران وأجهزة محاكاة.
شراكة استراتيجيةوحول الاتفاقية الموقعة قال معالي د. علي بن مسعود السنيدي: إن هذه الاتفاقية المهمة تجسد الشراكة الاستراتيجية بين السلطنة والشركات المساهمة وأنه سيكون لهذه الأكاديمية دور في رفد قطاع الطيران المحلي بالطيارين، فضلاً عن كونها صرحا تدريبيا تعليميا هو الأول من نوعه في السلطنة، وسيسهم في تعزيز القطاع التعليمي من خلال استحداث منهج دراسي جديد في مجال التدريب على الطيران والذي يلبي حاجة مؤسسات الطيران المحلية والإقليمية لكوادر بشرية متخصصة وذات كفاءة عالية في مجال الطيران، ونأمل من خلال هذا المشروع أن تكون السلطنة هي الوجهة الأولى للدول المجاورة والإقليمية للاستفادة من الخدمات التدريبية والتعليمية في مجـال الطــيران».
واختتم معاليه حديثه قائلا: إنه من حسن الطالع أن يتم التوقيع بالتزامن مع احتفال السلطنة بيوم الـ 23 يوليو المجيد، ليكون إضافة جديدة لمنجزات النهضة المباركة التي أرسى دعائمها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه.
اتفاقية تدريبوعلى هامش الحفل وقعت أكاديمية عُمان للطيران اتفاقية تدريب مع الطيران العماني، إذ تنطوي هذه الاتفاقية على تقديم أكاديمية عمان للطيران التدريب اللازم لـ 48 طيارا سنوياً من منتسبي الطيران العماني عِوضاً عن ابتعاثهم إلى الخارج للتدريب على الطيران.

من ناحية أخرى قال الرئيس التنفيذي للشركة العمانية لتنمية الاستثمارات الوطنية «تنمية» الشيخ راشد بن سيف السعدي: «إن القيمة الحقيقية لهذه المناسبة تكمن في إجلاء روح التعاون التي أصبحت السمة التي تميز السلطنة في هذه المرحلة، وشركة «تنمية» ومن منطلق حرصها على أخذ موقع السبق والريادة في تنسيق الجهود وتوظيف إمكانيات وموارد حملة أسهمها من جهات حكومية ذات توجهات استثمارية وصناديق تقاعد مدنية وعسكرية وأمنية لتسخيرها في سبيل إنشاء مشاريع حيوية تغطي قطاعات اقتصادية متنوعة مسترشدة في ذلك بالتوجهات الحكومية، فإنها اليوم بصدد زيادة استثمارها الاستراتيجي في قطاع الطيران بعد استثمارها في تأسيس طيران السلام كأول طيران اقتصادي في السلطنة».