بعد إقرار مجلس النواب الأمريكي حزمة عقوبات جديدة ضد روسيا تضاؤل فرص التقارب بين واشنطن وموسكو

الحدث الخميس ٢٧/يوليو/٢٠١٧ ٠٥:١٥ ص
بعد إقرار مجلس النواب الأمريكي حزمة عقوبات جديدة ضد روسيا

تضاؤل فرص التقارب بين واشنطن وموسكو

موسكو – واشنطن – – وكالات

نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن نائب وزير الخارجية سيرجي ريابكوف قوله إن العقوبات الأمريكية الجديدة على موسكو لا تترك مجالاً لتحسين العلاقات في المستقبل القريب بل تأخذها إلى المجهول.

وكان مجلس النواب الأمريكي صوت بأغلبية ساحقة أمس الأول الثلاثاء لصالح فرض عقوبات جديدة على روسيا وألزم الرئيس دونالد ترامب بالحصول على موافقة النواب قبل تخفيف العقوبات على موسكو.
في سياق الموقف الروسي المتوقع إزاء العقوبات الجديدة قال عضو بارز في مجلس الاتحاد بالبرلمان الروسي امس الأربعاء إن روسيا يجب أن تعد «رداً موجعاً» على العقوبات الأمريكية الجديدة عليها.
وقال قنسطنطين كوساتشيوف على صفحته على فيسبوك: «بعد التصويت بالإجماع في مجلس النواب الأمريكي على حزمة عقوبات على روسيا وإيران وكوريا الشمالية لن تكون هناك انفراجة (في العلاقات الأمريكية الروسية)... في الحقيقة أصبح تفاقم التدهور في التعاون الثنائي لا مفر منه».

مأزق ترامب

من جانبه قال البيت الأبيض إنه يراجع مشروع القانون الذي أقره مجلس النواب الأمريكي أمس الأول الثلاثاء، يقضي بفرض عقوبات جديدة على روسيا وكوريا الشمالية وإيران. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز في بيان: «في حين يدعم الرئيس فرض عقوبات صارمة على كوريا الشمالية وإيران وروسيا فإن البيت الأبيض يراجع تشريع المجلس وينتظر وصول حزمة تشريعية نهائية إلى مكتب الرئيس».
يأتي هذا التطور بعد تفاؤل شابه الحذر بتقارب أمريكي روسي، وهو ما أشارت إليه صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، منذ يومين فقط إذ أشارت إلى أن التعاون مع روسيا أصبح جزءاً أساسياً في استراتيجية إدارة ترامب لمواجهة داعش في سوريا، مع اعتماد المخططين العسكريين الأمريكيين على موسكو لمحاولة منع قوات الحكومة السورية وحلفائها على الأرض من التدخل في العمليات التي يدعمها التحالف ضد المسلحين.
وأشارت الصحيفة إلى أن الصراعات التي تشهدها سوريا، والتي كانت منفصلة من قبل قد تحولت إلى وكالة على أرض المعركة. ويقسم جزء من الخطة سوريا بشكل أساسي إلى «مناطق حظر» على كل الأطراف، فالرئيس السوري بشار الأسد يخوض حرباً بمساعدة روسية وإيرانية ضد المعارضة التي تسعى للإطاحة به، ويشن التحالف الدولي بقيادة أمريكا حرباً لتدمير داعش.
وأعرب بعض أعضاء الكونجرس ومسؤولو البيت الأبيض عن قلقهم من أن الاستراتيجية تفتقر لبعد النظر، وتمنح روسيا والأسد مزايا على المدى البعيد في سوريا، وفي نهاية المطاف تترك الباب مفتوحاً أمام عودة داعش.
ويقول منتقدو الخطة أيضا إن روسيا لا يمكن الثقة بها في الالتزام بأي اتفاق، وأن النتيجة ستكون استمراراً للحرب الأهلية التي وضعت الإدارة أيضا هدفاً بالتوصل لحل تفاوضي لإنهائها.
واستمرت المفاوضات الأمريكية الروسية حتى مع اتجاه الكونجرس لفرض عقوبات إضافية على روسيا.

تحقيقات

على صعيد ذي صلة، عدلت لجنة العدل في مجلس الشيوخ الأمريكي، عن استدعاء بول مانافورت، المدير السابق للحملة الانتخابية للرئيس دونالد ترامب، للمثول أمامها في جلسة علنية أمس الأربعاء، للإدلاء بشهادته في إطار تحقيقها حول تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية العام الفائت.
وكانت لجنة العدل استدعت صباح أمس الأول الثلاثاء، مانافورت للمثول أمامها في جلسة علنية مقررة صباح أمس الأربعاء، لتقديم شهادته في ما يخص اتصالاته بروسيا، غير أنه نجح مساء أمس الأول نفسه في التفاوض مع اللجنة وإقناعها بخيار بديل، الأمر الذي قادها إلى إلغاء قرار الاستدعاء، كما أفاد موقع بوليتيكو الإخباري.
وبالفعل فقد خلت القائمة الرسمية أسماء الشهود المطلوب الاستماع إليهم صباح أمس الأربعاء من اسم مانافورت.
على الصعيد نفسه استجوب أعضاء لجنة المخابرات بمجلس النواب جاريد كوشنر، مستشار الرئيس دونالد ترامب وصهره، لنحو ثلاث ساعات أمس الأول الثلاثاء في إطار تحقيق تجريه اللجنة في الصلات المحتملة بين روسيا وحملة ترامب.
وقال العضو الجمهوري باللجنة مايك كوناواي: «وجدته صريحاً ومباشراً. أراد الإجابة عن كل سؤال لدينا».
وذكر العضو الديمقراطي باللجنة آدم شيف أن كوشنر ومحاميه تقبلا العودة لمزيد من الاستجواب. وأضاف: «لقد كانت جلسة مثمرة للغاية».
على الجانب الروسي قال متحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن المصرفي البارز الذي اجتمع مع جاريد كوشنر زوج ابنة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يفعل ذلك بناء على تعليمات من الكرملين. وتنفي روسيا تماماً أي تدخل من جانبها في الانتخابات الأمريكية.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين رداً على سؤال عن اجتماع كوشنر للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف إن سيرجي جوركوف رئيس فنيش إكونوم بنك الحكومي الروسي كان في الولايات المتحدة في إطار جولة ترويجية واجتمع مع ممثلين لجهات أمريكية في إطار عمله.
وتابع بيسكوف: «هذه الاتصالات لا تحتاج لأي موافقة من الكرملين وبالطبع لم تجر بناء على تعليمات من الكرملين».
وأضاف أن «من الطبيعي» لرئيس بنك روسي كبير يقوم بجولة ترويجية أن يعقد العديد من الاجتماعات.