التهاب السحايا والجدري يؤازران الكوليرا في حصد الأرواح «الأوبئة» تزيد معاناة اليمنيين

الحدث الأربعاء ٢٦/يوليو/٢٠١٧ ٠٤:٥٠ ص
التهاب السحايا والجدري يؤازران الكوليرا في حصد الأرواح 

«الأوبئة» تزيد معاناة اليمنيين

عدن - إبراهيم مجاهد

وكأن المواطن اليمني ما يزال لديه هامش كبير للعيش بسلام وأمن، وبعيداً عن أي أسقام وأمراض تلاحقه وليس ثمة خشية على حياته، ففي الوقت الذي بات الإعلام يتحدّث عن أن معظم اليمنيين مهددون بالموت بآلة الحرب أو بالمجاعة أو بوباء الكوليرا، حلّ على اليمنيين وباءان جديدان يبدو أنهما يصران على مؤازرة آلة الحرب والكوليرا في حصد أرواح اليمنيين طالما والعالم يتفرج على هذا البلاد دون أن يتحرك لإيقاف حرب قضت على الأخضر واليابس ودمّرت اقتصاد كان هشاً أصلاً.

قاتل جديد في اليمن

فالموت الذي لم يتوقف في اليمن يوماً منذ أكثر من عامين جراء الحرب الدائرة في أفقر بلد عربي بمنطقة الشرق الأوسط وقتل وجرح فيها آلاف اليمنيين وشرد أضعافهم، وشارك وباء الكوليرا في حصد أرواح قرابة «1900» يمني كانوا قد نجوا من الحرب وتلقفهم هذا الوباء الذي بات يتوسع فقد اقترب عدد المصابين به إلى «400» ألف حالة ما يعادل 2 في المئة من سكان اليمن، وبينما العالم يتابع هذه الإحصائيات اليومية لارتفاع وفيات الحرب وهذا الوباء في اليمن كأرقام لا كبشر وأطفال كان بإمكان العالم إنقاذهم للعيش بسلام، ظهر قاتل جديد ليحصد أرواح اليمنيين.
مصادر طبية قالت لـ«الشبيبة»: «إن مرض الجدري ظهر بشكل كبير خلال الأيام القليلة الفائتة في محافظة إب وسط البلاد، وأصاب عشرات المدنيين وسط انتشار مخيف للمرض إلى جانب وباء الكوليرا، فيما بدأ التهاب السحايا الذي لا يقل خطراً عن وباء الكوليرا يفتك بعشرات المواطنين في العاصمة صنعاء».
وأضافت المصادر: «إن مرض التهاب السحايا بدأ في الظهور في العاصمة صنعاء وأصاب خلال الأيام الفائتة 26 حالة سجلت منها 8 وفيات»، مؤكدة أن الحالات في تزايد مستمر نظراً لنقص الأدوية اللازمة لمعالجة هذا المرض وهي بذر النخاع الشوكي، والذي يسمى «سائل النخاع الشوكي»، مشيرة إلى أن هناك حالات مصابة احتمالية في محافظات أخرى بهذا المرض الخطير والذي ينتقل بالعدوى وينتقل عن طريق الجهاز التنفسي، وهو التهاب حاد للأغشية الواقية التي تُغطّي الدّماغ والنخاع الشوكي، والتي تُعرف باسم السَّحايا.
إلى ذلك أكّد مصدر طبي بمحافظة إب وسط اليمن، استقبال مستشفى الثورة الحكومي عدداً كبيراً من المصابين بمرض الجدري الجلدي المعدي في ظل مخاوف كبيرة من تفشي المرض وانتشاره بين المواطنين خاصة في ظل انهيار المنظومة الصحية في البلاد.

وضع سيئ وكارثي

هذا الوضع الذي تعيشه اليمن اليوم يبدو أن رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بيتر ماورير، قد رأه بشكل مصغر في محافظة تعز ذات الكثافة السكانية الأعلى في البلاد يوم الاثنين الفائت خلال زيارته الخاطفة إليها، مما دفعه إلى وصف الأوضاع بمحافظة تعز بالسيئة والكارثية بشكل كبير جراء الحرب والقصف الذي يطال المدينة.
وقال في مؤتمر صحفي: «للأسف الوضع سيئ وكارثي وخصوصاً في بعض المناحي وأبرزها الجانب الصحي مما استدعى مضاعفة الميزانية لمواجهة الظروف الصعبة».
وأضاف: «إن الصليب الأحمر الدولي ينفّذ في اليمن برامج عدة، وتعدّ العمليات في اليمن ثاني أكبر عمليات للصليب الأحمر في العالم وهذا دليل على الأوضاع الإنسانية السيئة والصعبة».
بيتر ماورير أشار إلى أن هناك أطرافاً تعمل على تأخير وعرقلة عمل اللجنة، وأن برامج العمل ليست مجرد تصريحات وإنما تطبق على أرض الواقع.
وقال: «كانت زيارتي الأولى العام 2015 وها أنا أزورها هذا العام وهناك أضرار كبيرة وقد شاهدنا آثار الحرب على المستشفيات والعاملين فيها جراء القصف والتقينا الكثير من أشخاص والعوائل التي تعرّضت للأضرار وسببت لهم معاناة كبيرة وواقعهم سيئ للغاية، ونأمل أن نعمل مع بقية المنظمات الإقليمية والدولية للقيام بإصلاحات ودعم برامج مساعدات للمتضررين وتخفيف معاناتهم».