محطات البنزين بدون دورات مياه

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٢٥/يوليو/٢٠١٧ ٠٤:٥٥ ص
محطات البنزين بدون دورات مياه

علي بن راشد المطاعني

بعض محطات تعبئة الوقود في محافظات السلطنة لا تقوم بدورها المناط بها، والتي بموجبها منحت هذا الاستثمار متعدد الأغراض سواء في ترخيص تعبئة الوقود أو المحلات المجاورة وكلها في حوزة ملاك هذه المحطات.

هو امتياز محمي من جميع الجوانب حتى في المسافة بين محطة وأخرى، إلا أن هذه المحطات لا تفي بأقل وأبسط الخدمات الإنسانية لروادها كدورات المياه كأحد أهم الضروريات البشرية، وإن وجدت فإنها تكون في الغالب متسخة ولا تصلح للاستخدام الآدمي، الأمر الذي يتوجب التحرك صوب هذه المحطات لمراجعة ذلك الواقع المؤسف.

اليوم لدينا أكثر من 500 محطة في محافظات السلطنة، وبخاصة على الطرق العامة والطويلة، فلو أن مُلاك ومستثمري هذه المحطات أوفوا بالتزاماتهم في توفير دورات مياه رائعة ونظيفة وبمستوى إنساني بهيج، لما كانت هناك مشكلة تواجه المسافرين والسياح والزوار في حلهم وترحالهم، وهذا الأمر قد يراه البعض هينا وبسيطا غير أنه عميق الأثر لدى زوار بلادنا إذ يعكس وجها حضاريا بالغ الروعة عنا إن نحن التزمنا بهذه المعايير الإنسانية الحيوية والضرورية.

وزارة التجارة والصناعة وبعد أن انتقلت صلاحية منح التراخيص لها تلزم المحطات حتى الجديدة بضرورة الوفاء بهذا الأمر، إلا أن القيام بالنظافة وديمومتها يعوزه التنفيذ والمتابعة الدائبة والمستمرة، إضافة للعقوبات كخيار حتمي يسبقه التفتيش المفاجئ والمباغت.
إن مفهوم محطات (وقود) غير واضح على ما يبدو للمستثمرين الذين لا يهمهم إلا تحقيق الأرباح بأسهل وأيسر وأسرع الطرق، ومنها إنشاء محلات وبقالات وغيرها من الأنشطة المدرة للمال، وهذا أمر مشروع بالطبع إلا أن المرخص والمزود للوقود يجب أن تكون له كلمة على مُلاك هذه المحطات إزاء ضرورة توفير الخدمات الضرورية في هذه الأماكن المهمة، وإلا عليهم مواجهة العقوبات ومنها إيقاف تزويدهم بالوقود كإجراء أولي وسريع.

بالطبع بعض المحطات تفي بالتزاماتها حيال توفير دورات مياه، إلا أن السواد الأعظم من هذه المحطات لا تفعل ذلك لأسباب يمكن لفرق التفتيش المقترحة الوقوف عليها ومعالجتها.

نتطلع من كل الجهات ذات الصلة أن تعمل بروح الفريق الواحد لإيجاد الحلول الناجعة لهذه المعضلة، ولنا أن نتخيلها ببساطة عندها يسرع أحدنا بمركبته لأقرب محطة لا للتزود بالوقود بالضرورة بل لشيء مؤلم يحس به في أحشائه ويرغب في التخلص منه بأسرع فرصة ممكنة.وعندما يصل لذلك ، يجد أنه قد وصل لشواطئ السراب الأليم لا أكثر، وقد لا يقوى على الحركة بعدها، نقطة تخيلوها جميعكم لتشعروا معي بفداحة هذه القضية.