القدس ليست على أجندة المجتمع الدولي

الحدث الاثنين ٢٤/يوليو/٢٠١٧ ٠٤:٥٥ ص
القدس ليست على أجندة المجتمع الدولي

القدس المحتلة - - وكالات

طالب قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش، الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، بالتدخل العاجل لوقف التصعيد الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، ومقدساته الدينية قبل أن تتدحرج الأمور نحو الأسوأ، وتصل إلى نقطة اللاعودة.

وأضاف الهباش في تصريح صحفي، أمس الأحد، أن البوابات الإلكترونية التي وضعتها سلطات الاحتلال على مداخل المسجد الأقصى هي سبب الغضب الشعبي الفلسطيني الراهن، ولا بديل عن إزالتها، فالشعب الفلسطيني، وقياداته الدينية والسياسية مجمعون على رفضها، ووجوب إزالتها مهما كلّف ذلك من ثمن.
وجدد عدم اعتراف القيادة والشعب الفلسطيني ورفضهما أية سيادة إسرائيلية على القدس، ورفض أي تدخل إسرائيلي في شؤون المسجد الأقصى.
وطالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لمنع تدهور الأوضاع نحو مزيد من التوتر والعنف، مضيفاً أن استمرار الاحتلال لأرض دولة فلسطين «هو سبب كل الأزمات التي تعانيها المنطقة، ولا بديل عن إنهاء الاحتلال، وقيام دولة فلسطين المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف».

القدس خط أحمر

من جانبه قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أمس أيضاً، إن «القُدس خطٌ أحمر»، متهماً إسرائيل بـ«اللعب بالنار» وإدخال المنطقة «منحنى بالغ الخطورة».
ونقل بيان عن الأمين العام للجامعة قوله إن «القدس خط أحمر لا يقبل العربُ والمسلمون المساس به». واعتبر أن الحكومة الإسرائيلية «تلعب بالنار وتغامر بإشعال فتيل» أزمة كبرى مع العالمين العربي والإسلامي من خلال فرضها إجراءات أمنية للدخول إلى الحرم القدسي.

اشتداد المواجهات

ميدانياً احتدمت المواجهات بين الشبان الفلسطينيين، وقوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى.
وقال شهود عيان، إن قوات الاحتلال تستخدم أنواعاً جديدة من قنابل الصوت الحارقة ذات فعالية أقوى، والشبان يردون عليهم بالحجارة والزجاجات الفارغة.. مشيرين إلى أن استخدامهم لهذه القنابل الجديدة له دلالاته في أن الاحتلال ينوي التصعيد لا التهدئة كما ينشر الإعلام العبري.
وفي سياق آخر قالت مصادر محلية إنه أُغلق حاجز حوارة «وهو عبارة عن نقطة تفتيش رئيسية تابعة للجيش الإسرائيلي جنوب نابلس»، وأُغلق طريق يتسهار وبورين وعينبوس.
كما نصبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس الأحد، جسوراً حديدية من أجل تثبيت كاميرات مراقبة يطلق عليها «كاميرات ذكية»، كتلك المستخدمة في المطارات، عند باب الأسباط المؤدي إلى الحرم القدسي بالقدس المحتلة.
واقتحم عشرات المستوطنين، (قدّرت أعدادهم بأكثر من 85 مستوطناً) صباح أمس، بحماية قوات خاصة للاحتلال، باحات المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية.
ويواصل موظفو دائرة الأوقاف الإسلامية والمرابطون اعتصامهم أمام باب المجلس رفضاً لدخول المسجد الأقصى المبارك عبر البوابات الإلكترونية.
ووجهت المرجعيات الدينية في القدس نداءً عاجلاً أكدت فيه رفض البوابات الإلكترونية وكل الإجراءات الاحتلالية التي من شأنها تغيير الواقع التاريخي والديني، مناشدين كل العرب والمسلمين في كل العالم مساندتهم ودعمهم في وجه المحتل وإجراءاته.

اتساع الفجوة

واتسعت الهوة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل في أعقاب خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء الجمعة، وإعلانه وقف الاتصالات كافة معها.
وكان الرئيس الفلسطيني قد تلقى- أثناء زيارته مؤخراً للصين- وعوداً من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبر الهاتف بأن أي تغيير لن يطرأ على الوضع القائم في المسجد الأقصى، إلا أن السلطة الفلسطينية فوجئت بنصب البوابات الإلكترونية وإغلاق معظم أبواب المسجد الأقصى وعليه سارع الرئيس الفلسطيني لقطع زيارته الخارجية ودعا القيادات الفلسطينية إلى اجتماع أعلن فيه الخطوات الفلسطينية لمواجهة الإجراءات الإسرائيلية.
وفي ضوء محاولات الشرطة الإسرائيلية تهدئة الشارع الفلسطيني ونزع فتيل الأزمة في ظل اتساع وانتشار المواجهات، أُعلن يوم أمس الأول عن إجراءات أمنية بديلة على أبواب المسجد الأقصى إلا أن السلطة الوطنية الفلسطينية ودائرة الأوقاف أكدت رسمياً رفضها القاطع لأي إجراءات بديلة وعزمها مواصلة حملاتها من أجل إزالة الأبواب نهائياً.
كان المجلس الوزاري المصغر في إسرائيل قد أصدر قراراً فجر يوم الجمعة الفائت خوّل فيه الشرطة بإجراء ما تراه مناسباً في قضية البوابات وهو الأمر الذي أثار حفيظة الجانب الفلسطيني الذي حذّر من خطورة هذه الخطوة التي قد تتسبب بإراقة الدماء وجر المنطقة إلى صراع ديني وإقليمي أكبر.

وحمل مسؤولو الأجهزة الأمنية معهم تصورات لإيجاد بدائل للبوابات الإلكترونية إذ نُقلت الكرة هذه المرة من ملعب الشرطة إلى ملعب المستوى السياسي الذي يتوجب عليه اتخاذ قراره.. فإما أن يرضخ نتنياهو أم تمضي إسرائيل في تأجيج مزيد من مشاعر الاحتقان لدى الفلسطينيين وجر المنطقة إلى مزيد من التوتر.