بحريني يطلق مشروعاً مبتكراً لترويج السياحة في السلطنة

مزاج الاثنين ٢٤/يوليو/٢٠١٧ ٠٤:٤٥ ص
بحريني يطلق مشروعاً مبتكراً لترويج السياحة في السلطنة

خاص -
من يطّلع على الاستراتيجية السياحية للسلطنة يدرك أن الترويج لعمان لن يكون حكراً على الدولة والقطاع العام، وإنما مسؤولية كبيرة تلقى على القطاع الخاص الذي يؤمن أن الاستثمار السياحي لديه مردود على الوطن والقطاع الخاص على السواء.

وما زرعته وزارة السياحة من خلال أنشطتها الترويجية الكثيرة بدأ يلقى صداه داخل وخارج السلطنة.
عادل جواهري، مواطن بحريني زار السلطنة فسحرته بجمالها، فقرر أن يطلق طريقة مبتكرة للترويج للسياحة فيها من خلال برنامج «خفة مع المشاهير» الذي يصوّره في السلطنة.
ويقول جواهري لـ «الشبيبة»: «أتيت إلى عمان في زيارة سريعة لثلاثة أيام، لكن جمالها أسرني، ولا أقصد فقط جمال الطبيعة الذي يجعل السلطنة برأيي من أجمل دول الخليج، بل جمال أهلها أيضاً ونفسيتهم ومعاملتهم التي جعلتني أشعر أني في بيتي».
ويوضح أن فكرة المشروع كانت موجودة منذ مدة وتمت دراسته بدقة «فقد كنت أنوي تنفيذه في دولة عربية أخرى، لكن زيارتي إلى السلطنة غيرت مخططي لأني عرفت أن ما أجده في عُمان لن أجده في أي مكان آخر».
وعن المشروع يقول: «تقوم الفكرة على تسويق السلطنة بطريقة ذكية غير مباشرة، ومن خلال استضافة فنانين مشهورين من الدول العربية والأجنبية ومن بينها الهند وتقديم البرنامج بطابع مشوق يحتوي على ألعاب خفة وأسئلة صادمة للضيوف، أما التسويق للسياحة في السلطنة فيكون من خلال اختيار مناطق جميلة قد لا يعرفها الكثيرون، وخلال الحلقة تقدم معلومات إلى الضيف عن تلك المناطق ومميزاتها والسبب الذي يجعلها فريدة لنجعل الضيف يتحدث بصدق وعفوية عن تلك المناطق والمناظر ونرى رد فعله على المعلومات الغنية التي يسمعها للمرة الأولى عن تلك الوجهات السياحية».
ويقول: المعلومات لا تشمل فقط المناطق السياحية المعروفة بل اخترنا وجهات يجهلها الكثيرون من المشاهدين خارج عُمان، بل حتى المشاهدين من داخلها، ونركز على القيمة التاريخية والإنسانية والجمالية لكل وجهة نتجه إليها، كما نركز على القطاعات السياحية المختلفة من فنادق ومطاعم ومطابخ عمانية، لتكون المعلومات متكاملة وتغطي كامل القطاع السياحي في السلطنة وتظهر الغنى الحضاري الذي تتمتع به البلاد».
وعن أهمية التسويق غير المباشر يقول: «التسويق غير المباشر أحياناً أقوى من التسويق المباشر لأن المعلومات تقدم من دون قالب إعلاني ما يعطيها مصداقية أكبر وتبقى في مخيلة المشاهد، لاسيما أن المعلومات التي نقدمها موثقة وغنية وبعضها يقدم للمشاهدين للمرة الأولى وبطابع يختلف جذرياً عن التسويق التقليدي».

ويضيف: «ما يجعل التسويق ناجحاً أيضاً هو أن البرنامج يشغل بطريقة محترفة وهو مسل بحد ذاته، وقادر على جذب المشاهدين. إذ اخترنا فنانين وشخصيات معروفة في الخليج وخارج الخليج، فضلاً عن شخصيات عمانية لجذب الجمهور العماني وإشراك المواطنين في الترويج لبلدهم».

وعن الاهتمام العماني بالمشروع أكد أن بعض الشركات السياحية في القطاع الخاص تعاونت معنا، وقدمت مساعدة قيمة، وكذلك شركات خليجية غير عمانية، ونحن نأمل تعاونا أكبر من الشركات العمانية لما للمشروع من أهداف وطنية وستنعكس بالفائدة عليهم، فنحن نعطي كل مساهم حقه في حلقاتنا وبالتالي نروج له، وفي النتيجة فإن ترويجنا للسياحة في السلطنة هو ترويج للقطاع». ولكننا حتى الآن نواجه صعوبات كثيرة في الحصول على رعاية ودعم من الشركات العمانية، ونحن نتأمل أن يتعاونوا معنا بشكل أكبر في الحلقات الآتية لاسيما أن المشروع هو مصلحة عامة وسيستفيد منه الجميع».

أما عن كيفية استقبال المشروع من قبل الجهات الحكومية فقال: «تواصلنا مع جهات رسمية في الفترة الأخيرة ولمسنا اهتماماً كبيراً من وزارة السياحة التي رحبت فينا وفتحت أبوابها»، لكن طبعاً التعاون مع الوزارة يحتاج إلى إجراءات رسمية، ونحن نتأمل خيراً».
«خفة مع المشاهير» يتألف من 10 حلقات في موسمه الأول، وحتى الآن صورت حلقتان منه، وسيعرض على موقع يوتيوب وثمة خطة لعرضه مستقبلاً على شاشات التلفزيون، ويوضح الجواهري: «إنه في حال لقى الدعم المناسب للبرنامج من داخل السلطنة، سيزيد من عدد الحلقات، أما في حال تعذر ذلك فربما سيختار دولة أخرى ويصور فيها الموسم الثاني، لكن في كل الأحوال الانطلاقة ستكون من السلطنة».
وعن إذا ما كان العرض على يوتيوب سيحقق عائدات تزيد عن الأكلاف يقول الجواهري: «حبي لعمان أهم من العائد المادي، ويكفيني فخراً أنني أساهم في نشر السياحة وهذه المبادرة، بصرف النظر عن العائد المادي، ستبقى باسمي».
يعمل مع عادل جواهري فريق عمل عماني بالكامل يتألف من 8 أشخاص، «وهم يجاهدون في سبيل بلادهم ويعملون من قلبهم»، يقول جواهري: «إن اختيار أكثر من مصور كان بهدف إظهار مواهب عمانية شابة مختلفة، وستكون كل حلقة إنجاز خاصة لمصورها، ويؤكد أن المدير عماني أيضاً، وهو الذي يجهز كل شيء خلف الكواليس».
يؤكد عادل جواهري أنه مؤمن بالسياحة في السلطنة ويدعو الناس من خلال «الشبيبة» إلى زيارة عُمان والتعرف على سحرها، ويدعو العمانيين أيضاً أن يكتشفوا سحر بلادهم لأنه بحسب ما يقول اكتشف أن الكثير من العمانيين لا يعرفون جميع الوجهات السياحية الغنية في بلادهم.