يوم النهضة المباركة.. يوم خالد لدى كل عُماني

مزاج الأحد ٢٣/يوليو/٢٠١٧ ٠٤:٢٠ ص
يوم النهضة المباركة..

يوم خالد لدى كل عُماني

الجبل الأخضر - أسد بن حارث الزكواني

تحتفل السلطنة بيوم النهضة 23 يوليو العام 1970م وهو يوم تولى جلالة السلطان قابوس بن سعيد مقاليد الحكم في البلاد في ظل نهضة كبيرة تحققت على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والتعليمية والصحة والاجتماعية، وتعدّ هذه المناسبة الوطنية مناسبة عزيزة على قلب كل عُماني؛ لما تمثله من أهمية في تغيّر مجرى التاريخ للسلطنة ونمط المعيشة ومستواها لدى أفراد المجتمع. فالجبل الأخضر له ماضٍ وحاضر على بزوغ النهضة المباركة تتجسّد في فرحة المواطنين والتغيّرات التي حدثت على أرض الجبل والسهل. وحول هذه المناسبة السعيدة يحدّثنا المواطن منصور بن ناصر الريامي قائلاً: «إن ما عايشناه من أحداث منذ بزوغ فجر النهضة المباركة ليظل راسخاً في الذاكرة عندما كانت تتوارد الأخبار بانتقال مقاليد الحكم إلى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ذلك اليوم الذي لن ننساه، كنا آنذاك نتنقل بين السهل والجبل وإذا بأحد المارة من المسافرين من السهل والجبل ينقل لنا نبأ تولي حضرة صاحب الجلالة مقاليد الحكم في عُمان وما إن سمعنا بالخبر حتى استبشرنا خيراً فكل قرى الجبل الأخضر صارت تطلق الأعيرة النارية فرحاً- التي مُنعت في ذاك الزمان إلا لحدث معيّن وضروري- وبعدها اجتمع كل أهل الجبل في الصباح الباكر في نقطة معيّنة ليهتفوا فرحاً، وتعيين شخص من كل قرية في الجبل يمثل القرية للذهاب إلى نزوى لأخذ العلوم الصحيحة حول تولي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد- حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم. واستبشرنا خيراً بعد عهد مضى من الجهد والعناء والضنك فبدأت بوادر النهضة حينها تنتشر في ربوع السلطنة الحبيبة فكان لنا نصيب منها فقد قدّمت الحكومة، بفضل الأوامر السامية، الخدمات الأساسية للمواطن بنيابة الجبل الأخضر فأول ما بدأت بوادر النهضة بدأت بالصحة والتعليم وتوفير الأمن وراحة البال للمواطن وإنشاء مستشفيات متواضعة آنذاك ومدرسة أبو زيد الريامي، كما وفّرت النقل بواسطة الطائرات العمودية للمناطق البعيدة للدراسة في مدرسة السلطان قابوس- حفظه الله ورعاه- ببركة الموز، ومنذ ذلك الحين ظلت تأتي الخدمات تباعاً وبوتيرة متسارعة فزادت المدارس وأنشئ مستشفى مرجعي وشُقت الطرقات ورُصفت بعضها وخُططت أحياء سكنية جديدة كما أنشئت مراكز للشرطة والجيش السلطاني العُماني لحفظ الأمن والنظام في النيابة وتقديم المساندة والدعم للمواطن والزائر، وبفضل التوجيهات السامية ازدهرت التجارة وأنشئت الفنادق والمنتجعات ووُفرت خدمات الكهرباء والماء والهاتف ووُفر للقاطنين الغذاء والدواء والتعليم وأنشئت المساجد، كما اهتمت الحكومة بدعم الزراعة والصناعات الحرفية المختلفة وجمعية المرأة العُمانية، كما اهتمت بالجانب الرياضي والثقافي والاجتماعي لرعاية الشباب واحتضانهم والاهتمام بهم، وأقيمت سدود التغذية، حتى أصبح المواطن في سعادة غامرة بفضل أساليب رفاهية العيش، هكذا كانت الحياة وما زالت وقد عايشناها تباعاً في فترات متعاقبة وهي تأخذ من معين النهضة المباركة».

نقلة نوعية

وها هي تسطر بأحرف من ذهب عند العُمانيين ويوم له محل في قلوبهم بكل فخر واعتزاز وحيث كان التحوّل التاريخي في أنماط المعيشة في جميع الجوانب والأصعدة الاقتصادية والسياسية والتعليمية والاجتماعية والصحة، وهذه النقلة النوعية جعلتهم يعيشون في أمن ورخاء لم يكن قبل العام 1970م، فقد حققت النهضة المباركة كل ما يصبو إليه المواطن العُماني من تقدم وسؤدد ورغد عيش وحياة كريمة، ومما لا شك فيه أنها أهداف سامية سعى في إرساء دعائمها وفق منهجية اتسمت ببعد النظر في الارتقاء بحياة المواطن العُماني في شتى مجالات الحياة وكان همه الأول والأخير. ومما لا شك فيه فإن مسيرة النهضة المباركة يشهد لها كبار السن والذين عايشوا الحياة بمفهومين لعصر ما قبل النهضة وما بعدها حيث التحول الكبير لنمط الحياة لدى المواطن، وكانت لنا وقفة مع أحد كبار السن من قرية سيق بنيابة الجبل الأخضر المواطن عبدالله بن سعيد الفهدي، وقد أفرد لنا مساحة للحديث عن هذه المناسبة الجليلة وابتدأ قائلاً: «نشكر الله ونحمده بأن منّ علينا بوافر النعم على أرض عُمان الغالية، وقدوم جلالة السلطان في مطلع السبعين لنعمة عظيمة شكرنا المولى عليها، فقد كنا قبل السبعين في ضنك من العيش وشظف الحياة حيث أجبرتنا ظروف الحال على السفر لخارج الوطن من أجل العيش وطلب الرزق، فقد هاجر أهل القرية بأعداد كثيرة وبقي منهم القلة القليلة بعد أن ضاقت بهم الحال بقلة موارد الرزق فقد كانوا يعتمدون على الرعي والزراعة حينها وكان التنقل من الجبل إلى السهل عبر الدواب، والحمير كانت هي الوسيلة الوحيدة في تنقلهم من أجل جلب قليل من الزاد يحصلون عليه من الأسواق القديمة بنزوى والرستاق مقابل ما تنتجه الأرض لديهم من محاصيل بسيطة لتوفي احتياجاتهم المعيشية».

آفاق جديدة

انطلقت عُمان منذ ذلك اليوم المجيد وهي تبني نهضتها المعاصرة من واقعها التاريخي حاضرها ومستقبلها، محافظة على عاداتها وتقاليدها المنبثقة من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف ومن تراثها الأصيل، أفادنا بذلك المواطن حمود بن عبدالله المعمري قائلاً: «سارت عجلة التنمية فيها بخطى حثيثة ومدروسة محققة طفرات تنموية ونوعية في المجالات المختلفة وعلى مختلف المستويات، مستنيرة بالرؤية المتكاملة التي تبنّاها السلطان قابوس في مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، وبرغم ضخامة ما تحقق خلال هذا المدى الزمني القصير في عمر الشعوب فإن ذلك كله ارتباط دائماً بتراث الوطن وتقاليده العريقة واستمد من تاريخه وحضارته المزيد من القدرة على توظيف معطيات العصر لخدمة أهدافه وغاياته النهائية، وشهدت السنوات الـ46 الفائتة من عمر مسيرة النهضة جهوداً ضخمة ومتواصلة ليس فقط للانتقال من الظروف والأوضاع التي كانت قائمة عند انطلاق مسيرة النهضة المباركة العام 1970م ولكن من أجل تحقيق تنمية شاملة مستدامة تمتد إلى كل محافظات وولايات السلطنة لتلبية احتياجات وتطلعات المواطن العُماني، والتجاوب مع معطيات مرحلة التنمية التي يمر بها المجتمع ودخلت السلطنة مرحلة البناء والتحديث وعصر المشاريع الكبرى والخروج من نطاق العاصمة مسقط إلى آفاق جديدة موسعة شملت جميع محافظات السلطنة».

يوم خالد

تحتفل السلطنة هذه الأيام بذكرى الثالث والعشرين من يوليو المجيد يوم انطلاقة عُمان الحديثة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- التي تحمل في طياتها الكثير من معاني العزة والفخر، والحديث حوله للمواطن سليمان بن سالم العزواني قائلاً: «في يوم الثالث والعشرين من يوليو المجيد من العام 1970م ولِدت فيه عُمان من جديد وبدأ تاريخها الحديث بتحقيق الأمنيات، وها هي السلطنة تعيش في نعيم وازدهار وتقدم ورخاء وتشهد يوماً بعد يوم نهضة حديثة بقيادة الذي وعد وأوفى بوعده وقاد عُمان باقتدار إلى مصاف دول العالم المتقدمة. يوليو هو يوم خالد في ذكرى عُماننا الحبيبة، يوم غال على كل العُمانيين، كيف لا وهو يوم تسلم فيه مولانا مقاليد الحكم، كلنا نترقب هذا اليوم العظيم لأرض السلطنة الحبيبة من كل عام ونتمنى أن نعايش هذا اليوم الخالد في قلوبنا، ومن يومها وعُمان تواكب العصر في كل ميادينه».