واشنطن – موسكو –
تترقب الأوساط الدبلوماسية في موسكو، طرد الحكومة الروسية، 30 دبلوماسياً أمريكياً، وعائلاتهم، قريباً من الأراضي الروسية، رداً على إجراء مماثل لإدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، أواخر العام الفائت.
من جانبها نقلت دورية «انتيجلينس نيوز» الإخبارية الأمريكية المتخصصة في شؤون الاستخبارات، عن صحيفة ازفيستيا الروسية، واسعة الانتشار، تأكيدها أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أثار هذا الموضوع مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، خلال مباحثاتهما على هامش قمة مجموعة العشرين، في مدينة هامبورج الألمانية، في السابع من يوليو الجاري.
ونقلت الصحيفة، عمن وصفتهم بمسؤولين روس رفيعي المستوى، «تأكيدهم قيام روسيا بالتحضير لطرد العشرات من الدبلوماسيين الأمريكيين ومصادرة المباني الدبلوماسية الأمريكية في روسيا، لكن الصحيفة الروسية عادت وأكدت أن موسكو على ما يبدو ترجئ تنفيذ هذا الإجراء إلى ما بعد اجتماعات عقدت في واشنطن في السابع عشر من يوليو الجاري بين نائب وزير الخارجية الأمريكي توماس شانون، ونظيره الروسي سيرجي روباكوف، لم تسفر عن شيء، بل وصفها راديو صوت أمريكا بـ «الفاشلة»، وبذات الوصف وصفتها صحيفة سان بطرس برج، الروسية، ملمحة إلى رد انتقامي غاضب من روسيا التي تشارك الولايات المتحدة خطوط تماس في عديد من الملفات والقضايا الإقليمية والدولية الشائكة. وبحسب الصحيفة الروسية، فإنه في حالة عدم حصول روسيا على تأكيدات أمريكية بعودة 35 دبلوماسياً روسياً كانت إدارة أوباما طردتهم من واشنطن أواخر العام 2016 ورد مبان دبلوماسية روسية على الأراضي الأمريكية، فإن رداً روسياً مماثلاً قد يكون على منصة التفعيل.
وقالت دورية «انتيجلينس نيوز»: إنه بسؤال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، عما نشرته صحيفة «ازفيستيا»، لم ينف ما أوردته الصحيفة، لكنه أجاب أن الكرملين يدرس إجراءات محددة للرد على قيام واشنطن في ديسمبر الفائت، بطرد الدبلوماسيين الروس وهو الموقف الذي لم ترد موسكو آنذاك مفاقمة تداعياته.
انتقادات
من جانب آخر انتقد مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) السابق جون برينان الجهود «المخزية» التي يبذلها الرئيس دونالد ترامب للتهوين من تقدير وكالات المخابرات الأمريكية بأن روسيا تدخلت في الانتخابات الأمريكية.
وتلاحق إدارة ترامب تحقيقات في مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية العام الفائت والعلاقات المحتملة مع فريق حملته. وكان ترامب قال قبل يوم من أول اجتماع له مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في هامبورج هذا الشهر إنه يشتبه في وجود تدخل روسي في الانتخابات لكن لا أحد يعلم ذلك على وجه اليقين.
وبحسب وكالة رويترز: قال برينان مدير المخابرات المركزية الأمريكية في عهد الرئيس السابق باراك أوباما في منتدى أسبن الأمني: «هذا النوع من التعليقات مخز تماماً... والشخص الذي قالها يجب أن يخجل من نفسه».
ويحقق المستشار الخاص روبرت مولر وعدة لجان من الكونجرس فيما إذا كانت روسيا قد تدخلت في الانتخابات وتواطأت مع حملة ترامب لمحاولة توجيه الانتخابات لصالحه على حساب منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.
وقال أعضاء في الكونجرس ومسؤولون في المخابرات إن هذه التحقيقات تركز بالأساس على أفعال موسكو ولم تظهر أدلة تشير إلى تورط دول أخرى.
وتنفي موسكو أي تدخل وقال ترامب إن حملته لم تتواطأ مع روسيا.
وقال برينان إنه محبط من تعامل الرئيس مع القضايا الأمنية في أول ستة أشهر له في المنصب.
وأضاف: «يتعين أن أقول إن هناك خيبة أمل أراها فيما يفعله السيد ترامب على الساحة الدولية والتي أعتقد أنها تطرح أسئلة خطيرة بشأن كيفية محافظته على سلامة أمننا القومي».
اتهامات مستمرة
من جانبها قالت صحيفة واشنطن بوست نقلا عن مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين إن وكالات المخابرات الأمريكية سمعت سفير روسيا في واشنطن وهو يبلغ رؤساءه إنه ناقش أموراً متعلقة بالحملة الانتخابية بما في ذلك قضايا مهمة لموسكو مع جيف سيشنز خلال انتخابات الرئاسة في 2016.
وأكد مسؤول أمريكي لـ «رويترز» الروايات المتعلقة بالتقاط وكالات المخابرات الأمريكية حوارين للسفير سيرجي كيسلياك مع سيشنز الذي كان حينئذ عضواً في مجلس الشيوخ ومستشاراً رئيسياً للمرشح الجمهوري دونالد ترامب للسياسة الخارجية.
وقال المسؤول الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه إنه لم يكن هناك أي شيء غير ملائم بشأن مناقشة سيشنز أموراً خاصة بالسياسة أو حتى أسلوب تفكير ترامب بشأنها مع دبلوماسي أجنبي.
وقال مسؤول ثان مطلع على هذه المحادثات وتحدث شريطة عدم نشر اسمه إن «السؤال هو ما إذا كان قد تجاوز وناقش معلومات سرية أو تحدث عن صفقات مثل رفع العقوبات إذا كان الروس مهتمين بالاستثمار في الولايات المتحدة أو كانوا يعرفون شيئاً سيئاً عن الوزيرة (هيلاري) كلينتون».
ولم يكشف سيشنز في البداية عن اتصالاته مع كيسلياك ثم قال بعد ذلك: إن الاجتماعات لم تكن بشأن حملة ترامب. وكوزير للعدل تنحى سيشنز في مارس عن الأمور المرتبطة بتحقيق لمكتب التحقيقات الاتحادي بشأن تدخل الروس في انتخابات 2016 أو أي صلات بحملة ترامب في أعقاب اعترافه بأنه أجرى محادثات مع السفير الروسي.
ونفي سيشنز مناقشة قضايا خاصة بالحملة مع المسؤولين الروس وقال إنه لم يلتق مع كيسلياك إلا بوصفه عضوا في مجلس الشيوخ.
ونقلت واشنطن بوست عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن سيشنز أدلى بتصريحات «مضللة» «تتناقض مع أدلة أخرى».
وقالت الصحيفة إن مسؤولاً سابقاً قال إن معلومات المخابرات تشير إلى أن سيشنز وكيسلياك أجريا مباحثات «موضوعية» بشأن أمور من بينها مواقف ترامب إزاء قضايا لها صلة بروسيا ومستقبل العلاقات الأمريكية الروسية في ظل إدارة ترامب.
ونقلت واشنطن بوست عن سارة إيسجور فلوريس وهي متحدثة باسم وزارة العدل الأمريكية قولها: «لا يمكنني بشكل واضح التعليق على مصداقية ما أوردته مصادر مجهولة في تقرير التقطته المخابرات غير مؤكد ولم تطلع عليه واشنطن بوست ولم يُقدم لي».
وقالت الصحيفة: إن سيشنز لم يناقش التدخل في الانتخابات.