تعرف على أهم رحلتين في حياة السيدة سالمة بنت سعيد البوسعيدية

بلادنا الجمعة ٢١/يوليو/٢٠١٧ ٢٠:٣٢ م
تعرف على أهم رحلتين في حياة السيدة سالمة بنت سعيد البوسعيدية

مسقط-ش
إحدى بنات السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي، أمها شركسية الأصل تسمى جيليفدان.
ولدت سالمة في بيت المتوني على ساحل زنجبار بالشرق الإفريقي في 14 شعبان 1260 هـ (30 أغسطس 1844م)، وعاشت فيه حتى السابعة من عمرها، وقد تعلمت في صغرها الفروسية والرماية، ثم تحولت هي وأمها إلى بيت الواتورو إثر انتقال أخيها ماجد للسكنى فيه.
كانت تتردد على بيت الساحل القريب من بيت الواتورو لدراسة القرآن على يد معلمة خاصة في القصر، حتى قرأت القرآن وحفظت كثيرا من سوره.
توفي والدها وهي في الثانية عشر من عمرها، ثم توفيت والدتها وهي في الخامسة عشر، فاستقلت للعيش في مزرعة خاصة لها في الريف.
تعرفت على الأماني هاينرش روته، حيث كان يسكن ملاصقا لبيتها، وتطورت العلاقة بينهما حتى اتفقا على الهروب من زنجبار.
تعرفت السيدة سالمة على الحياة الأوربية وتعلمت اللغة الألمانية، ولم يمض على استقرارها في هامبرج إلا حوالي ثلاث سنوات حتى أصيب زوجها بحادث خطر أثناء قفزه من عربة قطار، توفي بعدها بأيام لتبقى وحيدة مع ثلاثة اطفال لم يتجاوز عمر أصغرهم ثلاث شهور.

رحلاتها إلى خارج ألمانيا
وكانت لها رحلات خارج ألمانيا، أهمها رحلتين:
الرحلة الأولى إلى لندن، وكان سفرها بمفردها لمقابلة أخيها برغش بعد سماعها بقدومه إلى لندن في ربيع عام 1292 هـ، وقد قضت في هذه الرحلة سبعة أسابيع، يئست خلالها من تحقيق مرادها في اللقاء به، بعد أن علمت عدم رغبة الحكومة البريطانية في ذللك اللقاء لأغراض سياسة.

الرحلة الثانية إلى ديارها بزنجبار: لزيارة أهلها وتعريف أبنائها بأصولهم، بعد 19 عاما من الاغتراب، فخرجت من برلين في 18 رمضان 1302 هـ، عبر البحر الابيض المتوسط إلى أن وصلت الإسكندرية، ومنها إلى بورسعيد، شاقة قناة السويس، لتعبر البحر الأحمر وصولا إلى عدن، حتى شارفت سواحل الشرق الأفريقي، ورست بها سفينة حربية ألمانية على بر زنجبار في 7 أغسطس 1885م، وقد لقت ترحيبا من عامة الناس هناك، غير أن برغش منعها من زيارة أقاربها ومنعهم من التسليم عليها إلا من فعل ذلك خفية.
مكثت السيدة سالمة في زنجبار عشرة أيام، وكان من نتائج هذه الرحلة موافقة السلطان برغش على مبلغ 6000 جنيه إسترليني بعد تدخل الحكومة الألمانية.
وفي عام 1922م وافقت حكومة زنجبار على منحها راتبا سنويا قدره مائة جنيه إسترليني، وقد ظلت تتقاضى هذا الراتب حتى وفاتها.

وفاتها
عمرت سالمة حتى جاوزت الثمانين، وقضت فترة شيخوختها في مدينة ينا في بيت عائلة زوج إحدى إبنتيها، ودفنت بعد وفاتها بتاريخ 23 رجب 1342هـ جنب زوجها في مقبرة أولسدوغف في هامبرج.

المصدر: الموسوعة العمانية، المجلد الخامس